فى الصميم

الكهرباء.. للصناعة أولا حملة إعلامية أم سياسة دولة؟!

جلال عارف

الخميس، 15 سبتمبر 2016 - 03:11 م

قال وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر إن الحملة الإعلامية لترشيد الاستهلاك بالقطاع المنزلى سوف تستمر، وأن الهدف هو تخفيض هذا الاستهلاك بنسبة ٢٠٪ خلال السنوات الثلاث القادمة، لكى يتم توجيه هذه الطاقة إلى مجالات الإنتاج.
هذه قضية ينبغى ألا تكون مهمة وزارة الكهرباء وحدها، بل ينبغى أن يساعد فيها الجميع. ما فعلناه خلال الفترة الماضية فى قطاع الكهرباء إنجاز هائل يحس به كل مواطن كان يعانى الأمرين وهو يعيش معظم ساعات اليوم بلا كهرباء. الآن لدينا إنتاج حاجتنا ويزيد، ولدينا مشروعات لمضاعفة الطاقة الكهربائية من مختلف المصادر. لكن هذه الطاقة لا ينبغى - كما كررنا من قبل - أن تتبدد فى التوسع غير الضرورى للاستهلاك المنزلى. وإنما ينبغى أن تذهب أساسا للإنتاج، ولتشغيل المصانع، ولخلق فرص عمل للملايين من الأيدى العاطلة التى لابد أن نحولها إلى طاقة منتجة.
والأمر بالطبع لا يقتصر على وزارة الكهرباء، ولا على توفير الطاقة. فلابد أن تتضافر الجهود بين توفير الطاقة وبين خطة متكاملة تعتمد أساسا على تصنيع مصر باعتباره الوسيلة الأهم لبناء الدولة والنهضة بالاقتصاد. ومع كل التقدير للجهود المهمة التى تبذل فى قطاعات أخرى منتجة، فسيبقى التصنيع هو الهدف الذى ينبغى أن نوجه إليه معظم جهودنا إذا أردنا أن نجد مكانا بين الدول المتقدمة، وإذا استهدفنا ضرب البطالة بخلق فرص عمل كثيفة ودائمة لا يمكن لأى قطاع آخر أن يوفرها.
وقد يكون من سوء حظنا أن العالم كله يمر بفترة من الركود الاقتصادى. لكننا نملك ما لا يملكه الكثيرون.. نملك سوقا داخلية واسعة لا ينبغى ان نتركها لغزو الصناعات الأجنبية، بل ينبغى أن نرسخ فى وجدان الناس الانحياز الكامل لكل ما «صنع فى مصر» وأن نسبق الجميع إلى أسواق افريقيا الأقرب لنا، وإلى الأسواق العربية التى تبحث عن الكثير من المنتجات المصرية التى تعودت عليها فلا تجدها، أو لا تجد الجودة المطلوبة فيها!!
كان صعبا أن يعانى المواطنون من انقطاع الكهرباء عن منازلهم فى فترة سابقة. لكن الأصعب كان أن تتم الحلول الجزئية على حساب المصانع لتعمل بنصف أو ربع طاقتها، وأن تتعطل مشاريع جديدة لمصانع مطلوبة، أو تظل مصانع قديمة متوقفة عن العمل.
الآن لم تعد لدينا مشكلة فى الطاقة بعد جهد رائع فى هذا القطاع، ولدينا الفرصة لكى ننشر ثقافة ترشيد الاستهلاك المنزلي، ولكى يكون الجزء الأكبر من توسعاتنا فى إنتاج الطاقة موجها للصناعة والإنتاج، ولإعادة الحياة لشعار «صنع فى مصر» ووقف طوفان الاستيراد الذى شمل كل شىء، وحول الآلاف من عمال المصانع إلى باعة جائلين لزبالة البضائع المستوردة!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة