صباح الفن

مهرجان سينمائي في كل محافظة

إنتصار دردير

الجمعة، 16 سبتمبر 2016 - 01:09 م

تشهد مصر خلال الأشهر المقبلة انطلاق أربعة مهرجانات سينمائية وليدة في أماكن مختلفة، بورسعيد، وشرم الشيخ، وأسوان، والجونة، وهي نقلة جديدة من حيث الكم والمضمون، فما يقدمه كل مهرجان سيدفع بلاشك الي حراك في صناعة السينما، كانت تحتاجه منذ زمن بعيد، ومثلما كان حلم صلاح جاهين «أوبرا في كل حي»، فقد كنا نحلم بمهرجان سينمائي في كل محافظة من محافظات مصر الممتدة والتي يعاني أغلبها من عدم وجود دور عرض واحدة بها، فتغيب عنها السينما كاحدي أدوات التنوير والتثقيف والتأثير، وإذا كانت مصر من أولي دول العالم التي شهدت وجودا ملحوظا ومميّزا للفن السينمائي الوليد منذ اختراعه، حيث شهدت العرض الأول بعد أيام قليلة من عرض الأخوين لوميير في باريس منذ 121 عاما، إلا أننا خلال السنوات الماضية تأخرنا بمراحل سواء في مستوي الأفلام وصناعتها وأيضا في عدد المهرجانات المحدودة جدا.

 واذا نظرنا إلي عدد المهرجانات السينمائية حول العالم والذي يتعدي الـ4 آلاف، سنجد في عالمنا العربي دولة مثل المغرب تتميز بوجود أكثر من 60 مهرجانا سنويا بها مما ساهم في ارتفاع مستوي أعمالها السينمائية، وهذا مؤشر الي ماكنا ووصلنا اليه، خصوصا مع علمنا أن تلك المهرجانات السينمائية هي العصب الأساسي للأفلام، والتي يمكنها الدفع بحراك صناعتها في أي مكان.   

وهناك إحصائية تقول «في كل ستة أيام يوجد مهرجان سينمائي في العالم» وهذه الإحصائية غير مبالغ فيها، فتوجهات كل مهرجان تختلف عن الآخر، فهناك مهرجانات متخصصة في أفلام البيئة وأخري عن أفلام الرسوم المتحركة، ومهرجانات عن الرعب والإثارة والسينما التجريبية مثلا، ومهرجانات متخصصة بالأفلام الوثائقية.

لذلك فإن تخصص مهرجان بورسعيد بالفيلم العربي، وأسوان بأفلام المرأة، وشرم الشيخ بالسينما الأوروبية، وما قد يوحي اليه مهرجان الجونة باعتباره يسعي ليكون علي غرار المهرجانات العالمية ذات الطابع الساحلي والاحتفالي الكبير، يجب بالفعل محاولة الاستفادة من كل هذه المهرجانات لتحقيق عائد ثقافي وفني وسياحي، يساهم في استعادة السينما لمكانتها ودورها الذي كانت تلعبه في الانتاج والاقتصاد، وهذا بالطبع سيرتقي بذائقة الجمهور وينعكس عليه ويصنع مع الاستمرار بعدا ثقافيا وفنيا جديدا .

وينبغي أيضا إعادة النظر في صيغ الدعم وأشكاله، وإعادة التوجه في شكل تلك المهرجانات ومساعدتها، لا أن نفاجأ بأن هناك مهرجانا توقف لعدم مقدرته علي جلب ضيوفه أو أفلامه، وما يؤسف له حقا ما تتعرض له المهرجانات الحالية من تعسف في الجمارك والرقابة والتصاريح الأمنية وعدم وجود بنية تحتيه لتقدم وجها مشرفا علي الأقل في مستوي الاقامة وصالة السينما التي تعرض الأفلام.

كانت السينما وستبقي فنا وصناعة تعبر عن ثقافة الشعوب، وتؤكد شكلًا من أشكال هويته التي ينحتها ويرسمها ليقدمها للآخر وللتاريخ علي حد سواء، فهل آن الأوان لنعي ونتفهم ذلك، أتمني بالفعل أن تنتشر ثقافة المهرجانات في كل ربوع ونجوع مصر، وتعكس نشاطها علي كافة المجالات

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة