وقفة مع النفس .. قبل أن تعود السياحة

شد وجذب

وليد عبدالعزيز

السبت، 17 سبتمبر 2016 - 01:23 م

اتمنىً ان نكون قد تعلمنا الدرس جيدا من نتائج الاهمال والفوضى واللا مبالاة التى كنّا نتعامل بها مع صناعة السياحة..الخسائر التى تكبدتها السياحة المصرية وما ترتب عليها من اثار سلبية على الاقتصاد المصرى كفيلة بان تعلمنا كيف نتعامل مع السائحين الذين يزورون مصر..عانينا (الامرين )حتى نستطيع إقناع الدول بان ترفع الحظر الذى فرضته على شركات السياحة العالمية بعدم التوجه إلى الاراضى المصرية بحجة انها غير آمنة..من وجهة نظرى المتواضعة ان عنصر الأمن تحديدا فى قطاع السياحة هو الآن الأكثر انضباطا واعتقد اننا لن نجد من جديد من يحصل على 20 دولارا ليسمح لأى سائح بالعبور باشياء غير مسموح بها.. ولكن الأهم..هل تعلمنا كيف نتعامل مع ضيوف مصر..دعونا نتحدث بصراحة..لو كنّا نمتلك أفضل منتجعات العالم على الشواطئ المصرية ولو كنّا نمتلك ثلث اثار العالم ونتمتع بمناخ (ربانى) فلماذا لا نحتل مكانة تليق بِنَا كدولة سياحية ؟..باختصار شديد نحن دولة لا تجيد التعامل مع السائحين لأننا نسمح لسائقى التاكسى بان يكونوا اول المستقبلين للسائحين فى المطار وهذا لا ولن يحدث فى اى مكان فى العالم الا فى مصر.. ونطلق الشحاتين على السائحين فى كل مكان..ولا توجد لدينا دورات مياه آدمية فى الأماكن العامة تحسبا لاى ظرف..ونترك السائحين فريسة لاصحاب الجمال وغيرهم فى الاهرامات..ونتعامل بنظام السبوبة مع توصيل وتسليم الأفواج السياحية..لو لم ننظر بجدية إلى هذه السلبيات ونعمل على التخلص منها والتعامل معها بالقانون سنكون شركاء فى مؤامرة تدمير السياحة المصرية..صناعة السياحة لها أسس والكثير من الذين يعملون فى السياحة يعرفونها جيدا ولكنهم لا يحرصون على تطبيقها..التعامل بنظام أخطف واجرى ونظام الفهلوة فى التعامل مع زوار مصر تسبب فى خسارتنا للكثير.. واليوم وبعد مرور اكثر من عام على توقف حركة السياحة الوافدة إلى مصر علينا ان نضع فى نصب اعيننا مناظر القرى السياحية فى شرم والغردقة وهى مغلقة لانها بلا زبائن..ناهيك عن تسريح العمالة ووقف جميع الخدمات المعاونة..بشائر الخير بدأت تهل من جديد نتيجة لجهود الرجل الوطنى المحترم الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى طرق كل الأبواب ليبعث برسائل طمأنة إلى العالم بان مصر آمنة وتستطيع استقبال الزوار..وعلى الجميع ان يساعد الرجل وإلا نسمح لضعفاء النفوس بتصدر المشهد من جديد ونعود إلى سابق عهدنا فى التعامل مع السائحين..أفضل وسائل الترويج للسياحة ان يزور مصر ضيف ويعود إلى بلده ليتحدث عما شاهده فى المنتجعات المصرية ومدى الراحة والسعادة والأمان ووقتها سنجد ملايين السياح يتسابقون على زيارة مصر لانها قبلة آمنة ومستقرة ونظيفة ولا تستغل البشر..اعرف اننا سوف ندق الطبول ونفرش الارض بالورود لاستقبال اول فوج سياحى سيصل إلى مصر من اى دولة بعد رفع الحظر..واعرف اننا بعد شهرين او ثلاثة قد تعود ريما إلى عادتها.. ووقتها سنكون جنينا على أنفسنا وساهمنا فى تعطيل استثمارات بمليارات الدولارات لأننا لا نريد ان نتعلم او نعترف بالأخطاء..دعونا نصدق ان عودة السياحة ستفتح أبواب الرزق لملايين المصريين من جديد وستقضى على ازمة الدولار وستجعلنا دولة تمتلك احتياطا اجنبيا محترما بجانب جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية..كل هذا يمكن ان يتحقق بشرط التعامل مع صناعة السياحة باحترام والاعتراف بأنها احد اهم مصادر الدخل القومى والذى يعانى من نقص حاد فى العملة بسبب تراجع الصادرات وتحويلات المصريين بالخارج وفهلوة المصريين الذين يرغبون فى الحصول على كل شيء دون ان يعملوا..دعونا ننتظر كيف تعلمنا من الدرس الأقصى ونقيم التجربة من جديد بعد عودة السياحة قريبا جدا بإذن الله..وتحيا مصر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة