تركيا خطفت صناعة « على واحدة ونص» من شارع محمد على
تركيا خطفت صناعة « على واحدة ونص» من شارع محمد على


تركيا خطفت صناعة «على واحدة ونص» من شارع محمد على

سارة أحمد

الأحد، 25 سبتمبر 2016 - 02:34 م

لم يعد شارع محمد على كما كان قبل عقود، هجرته صاحبات مهنة «على واحدة ونص» ولم يعد ملتقى أهل الطرب والمغنى من مؤلفين وموسيقيين وملحنين ومطربين، والأهم أن صناع آلات النغم قد هجروه وربما تركوا مهنتهم في صناعة العود والطبلة والرق إلى مهن أخرى بعد أن ضاع التخصص من ذلك الشارع.

وانتقلت شهرته إلى تركيا التي أصبحت الأولى في صناعة أدوات الموسيقى الشرقية التي كانت مصر في وقت ما سيدة هذه المهن، ولكن يبقى للشارع بقايا من رائحة الزمن الجميل الذي ساهم في وجودها رصيد لا يمكن أن يجارى أحد فيه مصر من الطرب الأصيل الذي خرج ليبقى ويصنع تراثا عريقا أصيلا من الطرب والموسيقى.

وساهمت هذه الصناعة في خروج كواكب ونجوم وأقمار في سماء التراث الإنساني العالمي وصنع أسماء عملاقة مثل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش صديق العود وكوكب الشرق»ام كلثوم» وكثير غيرهم،وكان لفناني صناعة الأدوات الموسيقية فى هذا الشارع دور كبير في صناعة ذلك التراث.

ولم يعد شارع محمد على ذلك البريق الذي اشتهر به في الماضي، حيث كان يعرف باسم «شارع الفن»،فقد اندثرت فيه صناعة الآلات الموسيقية لتنحصر حاليا في ثلاث ورش فقط لصناعة العود الشرقي، وتتنوع أنواعه،فهناك العود التعليمي للمتدربين ذى السبعة أوتار وهو الأكثر تداولا بين الناشئين والعود الديكوري للأطفال وهناك عود العزف الكبير وخاصة عود موريس ذو التسعة أوتار الذي يصل ثمنه إلى 30 ألفا جنيه.

كما يوجد العود السبعاوى الذى يتكون من 14 وتراً ويستخدم فى الاستوديوهات لقوة صوته وعذوبة نغماته، أما ورش الصناعة التى تحدت الزمن فهى ثلاثة فقط لها تاريخ طويل وتحمل أسماء عريقة شهيرة فى دنيا الطرب، الأولى تحمل اسم «جميل جورجي» الذي اشتهر بصناعة أفخم الأعواد وأدقها صنعًا للعديد من الأسماء الذي لمعت في سماء النجوم كالفنان فريد الأطرش الذي غنى أغنيته الشهيرة «الربيع» عام 1949 على أوتار عود صنعه له خصيصا جميل جورجي بحرفية ودقة خلال 6 أشهر وكان من أشهر المتعاملين معه «ملك العود «محمد القصبجى والفنان طلال مداح، والورشة الثانية تحمل اسم «فتحي أمين» وهو واحد من أشهر صناع العود الشرقي في العالم وأول من صنع العود بقصعة صغيرة ورقبة طويلة تشبه رقبة الجيتار.

كما صنع «ربابة» بأربعة أوتار مثل أله الكمان.. أما الورشة الثالثة فتحمل اسم «أحمد عبد الحليم«وهو واحد من أشهر صانعي العود بشارع محمد على منذ عام 1930،وصنع أفخم الأعواد لعدد كبير من الفنانين والعازفين كنصير شمه أشهر عازفي العود الشرقي وناظم الغزالي.

وداخل ورشة جميل جورجي التى تحمل حاليا اسم ورشة المصري بأحد الأزقة الضيقة بشارع محمد على، يقول لنا إسلام المصري إن عائلته تعمل فى هذه المهنة منذ 50 عاما،ويشير إلى أن مراحل صناعة العود من الداخل أهم من الشكل الخارجي، وخاصة القصعة وهى الجزء الخلفي للعود ويفضل استخدام أنواع جيدة من الأخشاب كخشب الزان والساج والابانوس والفنجى والمجنة والبليساندر والورد والصرصور ويتم استيراد اغلبها من الهند ويتميز كل نوع منها بصوت ونغمة تميزه عن الآخر ثم يتم صناعة الوجه ويليه الرقبة الذى تثبت عليها الأوتار، ويوضح أن جودة الصوت ليس فقط من نوعيه الخشب المستخدمة فى صناعته والدليل على ذلك ان هناك من يصنعه من خشب الساج وهو ارقي أنواع الأخشاب ولكن صوته ليس جيدا،ويؤكد أن مهارة الصانع هي أساس تميز العود،وخاصة أن يكون صاحب مزاج وفن وهندسة وله أذن موسيقية.

ولفت إلى أن ثمن العود يختلف حسب نوع خشبه، بداية من عود الناشئين الذي يتراوح سعره ما بين 200 جنيه حتى 1000 جنيه ويصل ثمنه إلى 20 ألف جنيه لعود ماركة «موريس» والذي يعتبر أغلى الأسعار في السوق المصري، أما العود المرصع بالصدف فيصل ثمنه إلى ألف جنيه والعود المرصع بالصدف الأزرق وصل ثمنه إلى 3 آلاف جنيه.

ويشير المصري إلى أن السعودية هي الأكثر طلباً للعود الشرقي بمتوسط 500 عود شهرياً وخاصة إلا عواد المحترفة للعازفين، ويليها دول أمريكا وإسرائيل واستراليا وألمانيا بالنسبة لعود الناشئين  ويشير إلى أن عدم توفير الإمكانات لهذه الصناعة جعل تركيا الأولى في صناعة العود الشرقي والطبلة والرق ونجحت في خطف بريق شارع محمد على.

 

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة