اخطر ما في الحروب هي التي تستهدف الأديان والأعراق والعادات والتقاليد، وأحقرها من يحاول استهداف كنوز الوطن العربى بإيقاع ثرواتها من الشباب كأسرى لإدمان بذىء، وعالم تحيط به لذة الشهوات المحرمة.

الإعلامي السعودي، والكاتب الصحفي والشاعر الشهير، عبد الله القحطانى، رئيس تحرير مجلة ليلة الخميس، قرر أن يتطوع بشخصه لمحاربة استغلال مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "تويتر" لإظهار وجهة القبيح علينا من جديد، والعمل على تدشين حسابات إباحية تدعو إلى الرذيلة، وممارسة الجنس الحرام، والشذوذ، وزنا المحارم.
ما هي كواليس تلك الحرب؟، وكيف كانت بداية اطلاق الحملة؟، وكيف جاءت الفكرة؟، وهل هى تسير على طريقها الصحيح لمحاربة تلك الحسابات الملعونة؟، هذا ما سنعرفة من خلال حديثنا معه.

كيف انتبهت لتلك الحرب الشرسة؟

اغلبنا يعلم جيداً أن هناك من يستهدف شبابنا ويعمل على محو عاداته وتقاليده الأصيلة، وبصراحة عملت السعودية منذ سنوات على محاربة هؤلاء الأعداء المجهولين، بتوقيع عقوبات شديدة على كل من يدير أي من المواقع الإباحية على مواقع الشبكة العنكوبتية.
وتمكنت المملكة من إغلاق كافة تلك المواقع بالاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة، لكن العدو الخبيث طور من ادائة، وحاول استغلال مواقع التواصل الاجتماعى خاصة "تويتر" لاظهار وجهة القبيح علينا من جديد، والعمل على تدشين حسابات اباحية تدعو الى الرذيلة، وممارسة الجنس الحرام، والشذوذ، وزنا المحارم، وللأسف خلال السنوات القليلة الماضية اصبح العالم العربى مستهدف ب 250 الف صفحة اباحية، 60% منهم يعملون على التغريد التلقائى، بمعنى ان هذه الحسابات تقوم بوضع تغريدات اباحية بموجب برامج خفية بمعدل تغريدة كل صف ساعة.
وأضاف القحطانى قائلاً، للأسف كانت الطامة الكبرى عندما استأذنت احد الاطفال من اقاربى (10أعوام) للبحث عن صفحتى الخاصة على موقع تويتر بعد ان انقطع الشحن عن هاتفى، لافاجىء بأن صفحتة مدون عليها انه قام عمل بحث على بعض الصفحات الاباحية بموقع "تويتر"، حينها شعرت بالصدمة، وصدمت بشكل اكبر عندما طلبت هاتف شقيقة الاكبر (13 عام) لاجده هو الاخر قام بعمل بحث على بعض الصفحات او الحسابات الاباحية، ولإننى لم اتحمل الصدمتين، لم اقوم بالبحث على هواتف ابنائى، حينها شعرت ان المؤامرة فى طريقها للتحقق، وان العمل على ايقاع اطفالنا وشبابنا فى براثن الجنس الحرام اصبح يسير فى طريقة بسرعة مذهلة، وانه لابد من ايجاد حلول سريعة وجذرية لإنقاذ ابنائنا وشبابنا من هذا العدو المجهول.
كم عدد الصفحات الإباحية على "تويتر" على وجه التقريب؟
ذهبت واستعنت بالعديد من مراكز البحوث سواء العربية او الاجنبية، من اجل ايجاد اى تقارير رسمية عن اعداد تلك الحسابات اللعينة التى تستهدف شبابنا، وللأسف علمت الكارثة التى اشرت اليها من قبل وهى ان هناك اكثر من 250 الف صفحة اباحية على موقع تويتر فقط، 60% منهم يغردون بشكل تلقائي، ليست تغريدات بالكلمات فقط وانما ايضاُ بمقاطع اباحية تدعو الى ممارسة الجنس الحرام، والشذوذ، وزنا المحارم، وللاسف حصلت تلك الصفحات المعلومة على آلاف من التفاعلات معها واصبح لديها رواد بالاف يتابعون التغريدات والمقاطع بشكل منتظم، خلافاً عن الذين يتابعونها دون الضغط على قائمة الاضافة او "الفلو"، وهو ما يعنى ان التفاعل مع هذ الصفحات ليست مجرد اعداداً مسجلة فى عداد الاصدقاء او "الفلورز" وانما اكبر من ذلك بكثير، وهو ما دفعنى الى اطلاق حملة على موقع التواصل الاجتماعى تويتر من اجل محاربة انصار الشر، ودعاة الجنس الحرام، والمتطرفين جنسياً ممن يستهدفون شبابنا فى اوطاننا العربية، خاصة بعدما اكتشفت كارثة اخرى وهى ان هناك من يقوم بإدارة تلك الصفحات من يضع ارقام هواتفه الصحيحة من اجل اقامة علاقات جنسية محرمة او ممارسة الشذوذ معه دون اى تحرك.
ما هي محاور الحملة التي تستهدف تلك الصفحات الإباحية ؟
لابد وأن يكون هناك إجراءات قوية وحاسمة من قبل الحكومات العربية اسوة بما فعلتة المملكة العربية السعودية بإغلاق كافة المواقع الاباحية عموماً فى اوطاننا العربية، وهو ما نجحت فيه المملكة بالفعل، لكن لابد وان تشمل هذه الحملات ايضاً موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" وغيرة من المواقع المشابهة.
ايضاً لابد وان يكون هناك وعي مجتمعي من قبل الآباء والامهات، بحيث يقومون بمراقبة أبنائهم وشبابهم بشكل تلقائي ودوري ومفاجئ أيضًا، وتوعية الأطفال والشباب بخطورة تلك الصفحات الإباحية، وكيف هي تعمل على ابعادهم عن الدين الصحيح، وعدم التمسك بالعادات والتقاليد والاخلاق الحميدة، كما انها تجعلهم عرضة الى الادمان الجنسى بمشاهدة هذه الصفحات ومتابعتها بشكل مستمر، وهو ما يؤدى الى بعض الامراض النفسية او الجسدية التى تصيب شبابنا وتؤثر على حالته النفسية والجسدية.

توعية الشباب
نعمل في الحملة على توعية الشباب على موقع التواصل الاجتماعى تويتر بإخطار هذه الصفحات الإباحية، عن طريق الاستعانة بمتخصصين من أساتذة وأطباء علم النفس والاجتماع، وتنمية الوازع الديني عن طريق رجال الدين، فى نفس الوقت الذى نقوم فيه بعمل حملة تعمل على اغلاق كافة هذه الصفحات او الحسابات الاباحية، والتى نحارب فيها اطرافاً وجهات ومافيا لعينة مجهولة، حيث انضم الينا العشرات من الهاكرز المتخصص فى اغلاق تلك الصفحات، وقمنا بتحفيز الشباب بتقديم جوائز عينية ومادية من اجل العمل على الاسراع على اغلاق تلك الحسابات المعلونة.
هل هناك أفكار خارج الصندوق لإغلاق هذه الصفحات؟
بدأنا الحملة في اليوم الاول من بداية العام الحالى، وسوف تستمر من خلال اربعة مراحل الى نهاية العام الحالى، وهناك اتجاة الى استمرار الحملة لمنتصف العام المقبل، على ان نكون اغلاقنا خلالها اغلب هذه الحسابات الاباحية الملعونة، وفى نهاية كل مرحلة نقوم بتدشين مسابقة لتقديم جائزة قدرها 30 الف ريال لاكثر الهاكرز المتفاعلين الذين تمكنوا من اغلاق اكبر كم من الصفحات المعلونة، كما نقوم بمضاعفة المبلغ المادى الى 150 الف ريال سعودى لمن يتفوق من الهاكرز ويستطيع اغلاق اكبر قدر من الحسابات فى نهاية العام، ومعها سيارة النترا وسيف تذكارى.

وهل لمست تجاوبًا بين الشباب؟
الشيء الإيجابي في هذا الموضوع هو تجاوب عدد كبير من الأهالي مع الحملة، حيث قمنا بتخصيص رقم على "الواتس اب" ومنهم من يقوم بإمدادانا ببعض الحسابات اللعينة التي تدعو إلى الإباحة ومن ثم نقوم بإبلاغ الهاكرز بها للعمل على اغلاقها بقدر الامكان، لكن المشكلة التى تقابلنا دائما هى الصفحات التى تشكل عدد كبير من المتفاعلين معها، حتى ان بعضها وصل إلى آلاف المشاركين فيها ومنها من تخطى المليون والربع مشترك، ورغم هذا لم نيأس بل نعمل على تشجيع اعضاءنا فى العمل على اغلاق هذه الحسابات، سواء بتهكيرها أو بالإبلاغ عنها من اجل ان تقوم ادارة تويتر بإغلاقها الى الابد، ولذلك لا نكتفى بتشجيع الهاكرز فقط، وإنما المبلغين الذين يقومون بإبلاغ إدارة تويتر بهذه الصفحات من أجل إغلاقها، بالإضافة إلى نشر طرق الإبلاغ لأن هناك الكثير ممن يجهلونها.
وما هي نتائج الحملة حتى الآن؟
وبأمل يتحدث الصحفى الشهير عبدالله القحطانى، تمكنا خلال الاشهر القليلة الماضية من تحقيق تقدم ملموس فى اغلاق تلك الحسابات، ليس بهذا فقط بل وضع صور تؤكد ان الهاكرز الذى يعمل بالتنسيق معنا هو الذى قام بإغلاقها، والاشارة الى ان هذا الحساب كان يدار من اجل الرذيلة، واضافتة بتغريدات قرانية واحاديث نبوية، وهذا بعد ان نقوم بحذف كافة التغريدات الاباحية التى كانت الصفحات قد نشرتها من قبل.