T.Vاخبار اليوم

تعرف علي حكايات وكنوز ونوادر أقدم العملات في متحف الفن الإسلامي | فيديو وصور

محمد مصطفى بدر-شيرين الكردي السبت، 30 يناير 2021 - 05:52 م

يُعتبر متحف الفنّ الإسلامي بالقاهرة أكبر متحف إسلامي فنيّ في العالم، ويقع في منطقة باب الخلق بقلب القاهرة التاريخية.

تجولت كاميرا "بوابة أخبار اليوم " داخل المتحف لمشاهدة الكنوز الإسلامية القديمة لمختلف الحقب الزمنية، حيث رصدت من داخل قاعة «العملة والسلاح» عن أهم العملات بالمتحف .

وتتضمن جميع الفئات سواء دراهم أو دنانير أو عملات مكملة، استخدمها المسلمون الأوائل كوسيلة في التعامل مثل الدنانير البيزنطية والدراهم الساسانية، والتي حملت العبارات البيزنطية وبعض الصور التي تشير إلى تلك الفترة مثل صورة معبد النار وكسرى الفرس، ويلفت نظرك أيضاً لدرجة أنك تقترب منه دون أن تشعر لتقرأ عن حكاية «العملة والسلاح»وتعرف قصتها، ويتحدث عنه رئيس قسم المخطوطات عبد الرحيم حنفي.

داخل قسم العملات

تعد العملات النقديةٌ الإسلاميةٌ مصدراً هاماً وقيمٌاً لتاريخٌ المجتمع الإسلامي، لذا فالعملات الإسلاميةٌ تعطينٌا مؤشرات تاريخٌيهٌ قيمٌة لمختلف مظاهر الحضارة الإسلاميةٌ والمجتمع الإسلامي.

وأضاف أن قاعة العملة بمتحف الفن الإسلامي بها حوال 2248 قطعة من كنوز ونوادر العملات التي تعود لعصر ما قبل الإسلام وحتي العصر الحديثٌ، مرورًا بعصر الخلفاء الراشدينٌ ثم العصر الأموي والعباسي والفاطمي والأيوٌبي والمملوكي البحري والجركسي ثم العصر العثماني وأسرة محمد علي.

وأوضح ، أن من أروع ما يضٌم قسم العملة «دراهم كسرويةٌ فارسيةٌ ودنانيرٌ بيزنطيةٌ» ، وهي التي كانت متداولة في عصر رسول الله صلى الله عليهٌ وسلم والخلفاء الراشدينٌ.

وتضم هذه القاعة نقودًا لملوك وسلاطينٌ عظام طالما تغني التاريخٌ بذكرهم، كالسلطان «صلاح الدينٌ الأيوٌبي» والمظفر قطز و الظاهر بيبٌرس و الناصر قلاوون و السلطان حسن والسلطان الغوري والسلطان سليمٌ الأول والملك فاروق.

حكاية أقدم عملة ذهبية للخليفة الأموي 

وعن أقدم عملة ذهبية "دينار الذهب للخليفة الأموي عبد الملك بن مروان"، والذي يُمثل المرحلة الأخيرة من مراحل تعريب العملة في الدولة الإسلامية، فهو أول نموذج يحمل كتابات عربية خالصة.

وأوضح أن أقدم دينٌار إسلامى معرب مؤرخ بسنة 77 هجري، وهو دينٌار مسجل عليهٌ أسم أول دار ضرب للدنانيرٌ بعبارة دار معدن أميرٌ المؤمنينٌ بالحجاز سنة 105 هجري"، وقام المسلمون في عهد الخليفٌة الأموي عبد الملك بن مروان باصدار عملات بنقوش وكتابات عربيةٌ بدلاً من الصور الدينٌيةٌ والإمبراطوريةٌ لأسلافهم من الساسانييٌن والبيزٌنطيين.

وأشار الي إن بعض العملات مرسوم عليها نباتات وأشكال هندسية مختلفة، فيما رسم على البعض الآخر علامات لاتينية وإسلامية، فضلًا عن عملات مطبوع عليها صور لملوك أوروبيين، للدلالة على قوة التبادل التجاري مع دولته في ذلك العصر.

وأضاف، أن الدينٌار العباسى يضٌرب فترة من الزمن بمصر والشام على نسق الدينٌار الأموي، واستبدلت سورة الإخلاص بعبارات تشيرٌ إلى الرسالة المحمديهٌ، ولم ينٌقش أسم أحد الخلفاء العباسيينٌ على النقود قبل هارون الرشيدٌ الذى نقش إسمه وإسم إبنه الأمينٌ على الدنانيرٌ، وظهرت للمره الأولى عبارة "مما أمر به" فى عصر هارون الرشيدٌ.

كما أوضح، كيف عكست العملات الأوضاع السياسية والحالة الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، مستدلًا على ذلك بوجود عملتين أثناء الصراع بين الأمين والمأمون، حيث سك كل منهما عملة خاصة به مدعيًا أنه الحاكم، فيما أظهرت بعض العملات حقيقة الأحوال في البلاد، كعيار العملة وقطرها وسمكها، فكلما كانت العملة ثقيلة العيار وسميكة كان دليلًا على قوة الدولة، والعكس.

 تاريخ العملات 

وتابع رئيس قسم المخطوطات عبد الرحيم حنفي، أن متحف الفن الإسلامي يضم عملات أثرية تنتمي لجميع العصور، سواء في فترة ما قبل الإسلام وصولًا للعصر الحديث والحالي، موضحًا أن من بين عملات ما قبل الإسلام الدنانير البيزنطية والدراهم الساسانية التي كانت تحمل العبارات البيزنطية ومعبد النار الذي كان يظهر عليه الدراهم الساسانية وصورة كسرى الفرس.

وأضاف أن هذه العبارات لم تكن مستحبة لدى المسلمين، ما دفعهم للبدء في تحركات لتعريب الدينار والدرهم، والعملة الإسلامية بصفة عامة، فظهرت في خلافة عثمان بن عفان بعض الإرهاصات، إضافة شهادة التوحيد أو كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولكنها لم تكتمل سوى عام 77 هجريًا ، حيث تم تعريب الدينار الإسلامي على هيئة دينار عبد الملك بن مروان.

وضم قسم العملات بمتحف الفن الإسلامي أشكالًا متعددة منها دراهم بيزنطية وكسراوية، ودنانير فارسية، وعملات أموية وعباسية وفاطمية، ودنانير ودراهم أيوبية.

مكافحة «تلف العملات من صدأ» 

"الصدأ أصعب ما نكافحه في حفاظنا على العملات لاسيما النحاسية"، هكذا أبرز رئيس قسم المخطوطات دور قسم الترميم في متحف الفن الإسلامي، حيث يعالج القائمون عليه أي ظهور للصدأ «طبقات الأكسدة» على العملات الأثرية، حتى تعود كما كانت، أما الكتابات الممسوحة، فيجتهد الأثريون في تحديد العصر الذي تنتمي إليه وفق معاير محددة في أجزاء العملة، ويدون بسجلات المتحف وعلى شارح العملة بأن هذا ترجيح من باب الأمانة التاريخية.

فكرة إنشاء المتحف 

بدأت الفكرة في عصر الخديوي إسماعيل وبالتحديد عام 1869م، لكن ظلت قيد التنفيذ حتى عام 1880 في عهد الخديوي توفيق، وبالفعل بدأ التنفيذ عندما قام فرانتز باشا بجمع التحف الأثرية التي ترجع إلى العصر الإسلامي في الإيوان الشرقي لجامع الحاكم بأمر الله.

افتتاح المتحف لأول مرة 

وفي 28 ديسمبر عام 1903 تم افتتاح المتحف لأول مرة، خلال عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، وكان الهدف من إنشائه جمع الآثار والوثائق الإسلامية من العديد من أرجاء العالم مثل مصر، وشمال أفريقيا، والشام، والهند، والصين، وإيران، وشبه الجزيرة العربية، والأندلس.

تغير اسمه من المتحف العربي إلى المتحف الفن الإسلامي في عام 1951، وفي جعبته مجموعات فنية معبرة عن مختلف الفنون الإسلامية عبر العصور بما يسهم في إثراء دراسة الفن الإسلامي.

وصف المتحف 

متحف الفن الإسلامي له مدخلان أحدهما في الناحية الشمالية الشرقية والآخر في الجهة الجنوبية الشرقية، وتتميز واجهة المتحف المطلة على شارع بورسعيد بزخارفها الإسلامية المستوحاة من العمارة الإسلامية في مصر بمختلف عصورها.

ويتكون المتحف من طابقين، الأول به قاعات العرض المتحفي، والتي يشمل على 4400 قطعة أثرية، كما يوجد قاعة مخصصة لمقتنيات عصر محمد على، والثاني به المخازن وبدروم يستخدم كمخزن ولقسم ترميم الآثار، ويحتوى على 100 ألف قطعة. وقد تحدد مسار الزيارة للجمهور بحيث تكون البداية من العصر الأموي، ثم العباسي، والفاطمي والأيوبي والمملوكي والعثماني، ثم بعد ذلك يسار المتحف الذي يشمل العملة والسلاح وشرق العالم الإسلامي والكتابات والنسيج والسجاد والحياة اليومية، والعلوم والحدائق والمياه وفى النهاية عالم الطب.

والمسار الجديد تم تنفيذه بعد حادث تفجير المتحف في عام 2014، حيث أنه في يوم 24 يناير 2014، استيقظ الشعب المصري على حادث تفجير سيارة مفخخة مستهدفة مديرية أمن القاهرة المقابلة للمتحف أدى التفجير لتدمير واجهة المتحف المقابلة للمديرية، وتدمير عدد كبير من القطع الأثرية، على يد الجماعة الإرهابية المحظورة، وكانت خسائر المتحف الذي يضم مقتنيات نادرة من عصور إسلامية مختلفة، وفادحة.

57 مليون جنيه تكلفة ترميم المتحف

احتاج المتحف إلى مبلغ كبير من المال لإعادته للعمل مرة أخرى، حيث بلغت تكلفة ترميم لحوالي 57 مليون جنيه، حيث منحت دولة الإمارات العربية المتحدة 50 مليون جنيه، و100 ألف دولار من اليونسكو، ومليون و200 ألف من أمريكا وسويسرا.

وبالفعل بدأت أعمال التطوير الجديد، وشمل العرض الجديد 4400 قطعة أثرية، منهم 400 يتم عرضهم لأول مرة، حيث كان العرض القديم يشمل 475 قطعة فقط، مع إضافة 16 فترينة عن العرض القديم، والتوسع في القاعات حيث يبلغ عدد القاعات المفتوحة إلى 25 قاعة، إلى جانب تطبيق سيناريو عرض جديد وأعداد بطاقات شرح، بعد تشكيل لجنة من قبل أساتذة الجامعة.

إقرأ ايضا ..فيديو | أيهما أفضل الجاهز أم التركيب؟ تعرف على كيفية تجهيز العطور

الكلمات الدالة


 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة