35 عاما على المذبحة الأبشع في تاريخ البشرية «صبرا وشاتيلا»

صورة أرشيفية

السبت، 16 سبتمبر 2017 - 12:16 م

هبة عبدالفتاح

مخيم هادئ للاجئين يقع جنوب العاصمة اللبنانية بيروت، سقى المخيم بالدماء منذ 35 عاماً وبالتحديد صباح 16 سبتمبر 1982 بالدم، ووقع به مذبحة هى الأبشع في تاريخ البشرية، وذاكرة الوجدان العربي «صبرا وشاتيلا».  مجزرة جديدة تعرض لها الفلسطينيون في مخيم «صبرا وشاتيلا»، لم تكن الأولى من جرائم الشعب الصهيوني ولكنها الأبشع والأكثر إجراما في تاريخ البشرية، ما عجزت الكتب عن وصفه من الناجون بالمذبحة، حيث استمرت ثلاث أيام، وكان بطلها السفاح أرئيل شارون، وأزهقت المذبحة أرواح عدد كبير من المدنيين العزل لتسقط ما يقرب من 5000 شهيد من الرجال، والشيوخ، والنساء، والأطفال. وكانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، قد أسست عام 1949 مخيم شاتيلا بهدف إيواء المئات من اللاجئين الذين تدفقوا إليه من قرى عمقا، ومجد الكروم، والياجور في شمال فلسطين بعد عام 1948. طوق الجيش الإسرائيلي وجيش لبنان الجنوبي المخيم، بمئات المسلحين، بهدف البحث عن 1500 مقاتل فلسطيني، لكن المقاتلين المطلوبين كانوا خارج المخيم، ولم يكن فيه سوى المدنيين العزل. وقتل المسلحون النساء والأطفال، وتناثرت جثثهم بشوارع المخيم، ومن ثم دخلت الجرافات الإسرائيلية لجرف المخيم وهدم المنازل لإخفاء الجريمة، وبذلك خرقت «إسرائيل» اتفاق المبعوث الخاص للرئيس الأميركي آنذاك رونالد ريجان للشرق الأوسط، وهو أول اتفاق رسمي يتم التوصل إليه بين منظمة التحرير والحكومة الإسرائيلية تم التوقيع عليه في 24 يوليو 1981. ونص الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وانسحاب مقاتلي المنظمة مقابل التعهد بحماية المخيمات واللاجئين في لبنان وعدم دخول الجيش الإسرائيلي لبيروت مع نشر قوات متعددة الجنسيات لضمان ذلك. ورغم بشاعة المجزرة فإن المجتمع الدولي لم يفتح أي تحقيق في تفاصيلها، ولكن إسرائيل شكلت لجنة تحقيق قضائية عام 1982، خاصة بتحري ظروف المجزرة والمسئولين عنها. وأقرت اللجنة أن وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي أرئيل شارون يتحمل مسئولية غير مباشرة عن المذبحة إذ تجاهل إمكانية وقوعها ولم يسع للحيلولة دون وقعها. وانتقدت اللجنة أيضاً رئيس الوزراء مناحيم بيجن، وزير الخارجية إسحاق شامير، رئيس أركان الجيش رفائيل ايتان وقادة المخابرات، ورفض أرئيل شارون قرار اللجنة ولكنه استقال من منصب وزير الدفاع عندما ازدادت الضغوط عليه. وفي يناير 2002 اغتيل الوزير اللبناني السابق إيلي حبيقة في انفجار سيارة ملغومة في ضاحية الحازمية في بيروت الشرقية، ورجح مراقبون أن اغتيال حبيقة أن أبدى استعداده للإدلاء بشهادته أمام الجنايات الدولية حول مجزرة صبرا وشاتيلا. ويعد إيلي حبيقة من أبرز قيادات حزب الكتائب اللبناني، وأبرز المتهمين في مجازر صبرا وشاتيلا؛ التي نفذتها القوات اللبنانية «الجناح العسكري لحزب الكتائب اللبناني».