آية سمير

قد يراه البعض رئيسا مثاليا نظرًا للمبادئ التي اعتنقها ودعا الناس إليها خلال فترة رئاسته لأوروجواي التي امتدت على مدار خمسة سنوات، ويمكن أن يراه آخرون شخصًا لم يضف شيئًا للسياسة بحد ذاتها وأن الشهرة التي اكتسبها لكونه »الرئيس الأفقر في العالم« يمكن ألا تعني شيئا. في كل الحالات، لم يدّعي خوزيه موخيكا ما ليس فيه، ولم يفرض قيودًا على شعبه تجبرهم على إتباع مبادئه في الحياة. تولى موخيكا رئاسة أوروجواي في الفترة من 2010 وحتى مارس 2015، لفت نظر العالم فيها ليس من خلال قرارات أو تصريحات وإنما من خلال أسلوب حياته الهادئة التي اختارها لنفسه وزوجته. عاش موخيكا في مزرعة صغيرة بالقرب من العاصمة مونتفيدو، بدون الكثير من الحراسة التي تشتهر بها الشخصيات السياسية والمعروفة. كان الرئيس الذي لُقب بـ «الأكثر تواضعًا» يتبرع بحوالي 90% من راتبه الذي بلغ وقتها 12 ألفاً و500 دولار أمريكي، للأعمال الخيرية ويحتفظ بالباقي لنفسه، حيث أكد في عدد من التصريحات الإعلامية تعليقًا على ذلك أنه يحتفظ بما يكفيه فقط بعيدًا عن أسلوب الحياة الغالي، والأشخاص الذين يرغبون دائمًا بـ«المزيد من كل شيء». اشتهر رئيس أوروجواي الأسبق بقيادته لسيارة بيتل زرقاء متواضعة موديل فولكس فاجن 1987، وفي تصريحات لـ«روسيا اليوم» فبراير 2016 قال موخيكا، إنه لا يدعو الناس للعيش في كهوف، إلا إنهم في نفس الوقت يجب ألا يستهلكوا كميات كبيرة من أموالهم وأملاكهم في أشياء سوف يتخلصوا منها لاحقًا. وانتقد الرئيس الشهير الرأسمالية حول العالم، قائلا إن بعض حكومات الدول الغربية تسرق أموال الطبقات المتوسطة وتروج للثقة العمياء في نظامها الاقتصادي.