لعبة »عض الأصابع« بين مدريد وكتالونيا| صحف عالمية: حرب أهلية جديدة تضرب إسبانيا

عنوان صحيفة الديلي ميل

الجمعة، 27 أكتوبر 2017 - 04:30 م

نادر عيسى

الأزمة الحالية بين إقليم كتالونيا وعاصمته برشلونة والحكومة الإسبانية في مدريد، ليست وليدة يوم وليلة، فالأزمة لها إرث كبير وتراث من الكراهية المتبادلة بين الطرفين، تجده حتى في اختلاف الأمزجة والعادات بين المدينتين. وتعود المنافسة والكراهية المتبادلة بين الإقليمين إلى العداء من الناحية السياسية إلى أكثر من 500 سنة، ففي عام 1714 احتل الجيش الإسباني الإقليم الكتالوني وضمه إلى الدولة الإسبانية في عهد فيليب الخامس،  وقالت صحيفة ديلي ميل البريطانية في صدر النسخة الإليكترونية من جريدتها، حرب أهلية جديدة في إسبانيا، والخوف والترقب يسودان الشوارع في برشلونة خوفاً من رد فعل الحكومة المدريدية. وبعدها في زمن الانقلاب العسكري الذي قام به الجنرال فرانكو عام 1936 ضد كتالونيا التي كانت تحت الحكم الاشتراكي الديمقراطي، مما أدى إلى نشوب الحرب الأهلية في إسبانيا واعتقال جوسيب سونال العضو اليساري الجمهوري في إقليم كتالونيا والذي كان يعمل رئيساً لنادي برشلونة الكتالوني. وقام فرانكو بعدها بإعدام سونال الذي كان يدعوا إلى الاتفصال عن إسبانيا، في حين كان الجنرال يضهد النادي بمنعه من استخدام اللغة الكتالونية في المعاملات ورفع العلم الكتالوني في مدرجات الملعب، مما أجج الوضع السيئ بين الطرفين. مدريد: لا بديل عن خلع رئيس كتالونيا طلب رئيس الحكومة الإسبانية، ماريانو راخوي،  في جلسة أمام مجلس الشيوخ، الجمعة 27 أكتوبر 2017، التصويت لصالح تطبيق المادة 155 التي تتيح لمدريد السيطرة على إقليم كتالونيا وإقالة زعيمه كارلس بيجديمونت من أجل إتاحة فرصة إجراء انتخابات في الأشهر الـ6 المقبلة. فيما قدمت الأحزاب الانفصالية إلى برلمان كتالونيا قرارا تعلن فيه استقلال إقليمها. في جلسة حاسمة وتاريخية لمجلس الشيوخ الإسباني الجمعة حول إقليم كاتالونيا وتفعيل المادة 155 لتعليق الحكم الذاتي، طلب رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي من النواب السماح بإقالة رئيس كاتالونيا كارلس بيغديمونت وكل أعضاء حكومته لوضع حد لتطلعاتهم الانفصالية. وعلى وقع تصفيق أعضاء مجلس الشيوخ الذين ينتمي معظمهم إلى حزبه، طلب راخوي مباشرة "إقالة رئيس منطقة كاتالونيا ونائب الرئيس ومستشاري" الحكومة. والمادة رقم 155 من الدستور الإسباني تسمح للحكومة بالسيطرة على "إقليم يتمتع بالحكم الذاتي في حال لم يحترم الواجبات التي يفرضها عليه الدستور أو قوانين أخرى". وأكدت الحكومة الإسبانية أنها ستستخدم المادة 155 لمدة ستة أشهر فقط "لإعادة النظام الدستوري" وحتى "التفاهم" فيما ينقسم الكاتالونيون حول مسألة الاستقلال. كتالونيا تعلن نفسها دولة مستقلة بشكل جمهورية بعد أقل من ساعة من كلمة راخوي، قدمت الأحزاب الانفصالية الكاتالونية إلى برلمان كاتالونيا قرارا تعلن فيه استقلال الإقليم المهدد بإخضاعه لوصاية الحكومة المركزية، حسب ما أعلن المتحدث باسم التحالف الانفصالي الحاكم في كاتالونيا. وأشار المتحدث إلى أنه جاء في مقدمة القرار الذي قدمه الانفصاليون، الذي يشغلون الغالبية الساحقة في برلمان المنطقة "نعلن كاتالونيا دولة مستقلة بشكل جمهورية". ويفترض أن يصوت البرلمان مبدئيا على هذا القرار، خلال جلسة عامة الجمعة.