فيديو| «طابية عرابي» الأثرية بدمياط تحولت لمنطقة مهجورة ووكر للمخدرات

الإثنين، 30 أكتوبر 2017 - 03:00 ص

دمياط – محمد قورة

«طابية عرابي» الأثرية تحولت لمنطقة مهجورة ووكر للمخدرات  الآثار الإسلامية: تم الانتهاء من إعداد دراسة لتطويرها بتكلفة 100 مليون جنيه  الأمن: تعليمات لنقطة الشرطة بمتابعة الحالة الأمنية خاصة في الفترات الليلية  «طابية عرابي» بمدينة عزبة البرج بمحافظة دمياط، تعد من أكبر المناطق الأثرية بمحافظة دمياط، حيث شيدها الفرنسيين على أنقاض العزبة انتقاما من أهلها لتعديهم علي الجنود الفرنساويين وتوالت الاهتمام بها وتطويرها في عهود العديد من الحكام بداية من محمد علي باشا حتى الخديوي إسماعيل وتوجه إليها احمد عرابي وزير الحربية في عهد الخديوي توفيق عندما أعلن عصيانه علي الملك لرفضه الاستسلام لدخول الانجليز الإسكندرية فقرر أن يتخذها مركز للدفاع لمنع دخول الانجليز عن طريق فرع دمياط. شهدت «طابية عرابي» إهمالا شديد، وتم ضمها لعداد الآثار منذ ما يقرب من 32 سنة، ولم تشهد أي عمليات تطوير حتى الآن مما أدي إلي انهيار أجزاء كبيرة من المباني وأصبحت عرضة للتعديات، ويحاول العديد من الخارجين علي القانون استغلالها كمأوي لهم، وأن آخر الخطوات التي قامت بها هيئة الآثار بإعداد دراسة لتطويرها، وتم الانتهاء منها وتنتظر الموافقة عليها للبدء في عملية التطوير وتحويلها لمنطقة سياحية وأثرية.  نبذة تاريخية يرجع فضل بناء التحصينات الحربية بعزبة البرج إلي الخليفة المتوكل العباسي في عام 239 هجريا و854 ميلاديا حيث أمر ببناء برجين عند مدخل النهر احدهما في الجانب الشرقي والآخر في الجانب الغربي وكان البرجان محل اهتمام ولاة مصر وحكامها فأولوها بالصيانة والتجديد وحشدوا فيها الجنود للدفاع عن المدينة التي لم تسلم من الاعتداءات الأجنبية منذ القرن الأول الهجري فقد كانت مطمعا للدول الاستعمارية بسبب موقعها المتميز، لذلك كانت مدينة دمياط أكثر المدن المصرية تعرضا للغارات والاعتداءات من الدول الأجنبية بدءا بالروم ومرورا بالفرنجة ثم الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت. كانت «الطابية» تسمي قديما «قلعة العزبة» قبل أن تسمي طابية عرابي فهي من بناء الفرنسيين وذلك لأن أهل العزبة ثاروا علي الحامية المقيمة بقلعة العزبة فقتلوا 5 من الجنود الفرنسيين، بالإضافة إلي 3 جنود كانوا قادمين إلي العزبة في إحدى المراكب، ولما وصل الخبر إلي قائد الجيوش الفرنسية بدمياط بما حدث من أهل العزبة ركب إليها بعساكره فلم يجد بها أحدا، حيث أن أهل العزبة كانوا قد غادروها ليلا بنسائهم وأطفالهم متجهين إلي عكا خوفا مما أحدثوه بالفرنسيين فهدم الفرنسيون العزبة واحرقوها واخذوا في بناء الحصن بأنقاض المباني ولم يتركوا من مباني القرية إلا المسجد الذي يقع في منتصف الطابية تقريبا وهو المعروف بمسجد المغربي حاليا والذي تم إخراجه من عداد الآثار الإسلامية.   وصف الطابية   تضم الطابية العديد من المنشآت والعناصر المعمارية التي لابد من وجودها في أي حصن، أو قلعة فقد كانت محاطة بسورين بينهما خندق باتساع 10 أمتار تقريبا لزيادة القدرة الدفاعية للطابية كما تضم منزلا للحكمدار وجملة مخازن للبارود والمهمات العسكرية وإسطبلا للخيول ومطبخا لإعداد الطعام وصهرجا يمدها بالماء وقت الحصار وقاعة للحكم يجاورها مشنقة.    تطوير الطابية في عهد العديد من الحكام   في زمن محمد علي باشا رممت القلعة وأجري فيها بعض العمارات وكذلك في زمن عباس باشا (1848 – 1854)، حيث انشأ القشلاق الكبير علي شاطئ النيل المعروف بثكنات الجنود كما انشأ بها جملة مخازن للبارود والمهمات العسكرية، كما حفر بها صهرجا كبير يكفي لشرب عساكر المرابطين بتلك القلعة من أهل عزبة البرج الجديدة التي أنشأت شمال القلعة.   وفي زمن الخديوي إسماعيل ( 1863 – 1879 ) اجري بالقلعة عدة عمارات وترميمات داخلها وخارجها مع تجديد السور الخارجي للخندق وبناء خطوط النيران القديمة بالسور الداخلي وزيادة سمك دورتها حسب أصلها القديم كما اجري عمارة بالجامع الذي يتوسط الطابية المعروف بمسجد المغربي .   أسباب تسميتها بـ «طابية عرابي»   في زمن الخديوي محمد توفيق ( 1879 – 1892 ) تقدم الأسطول الانجليزي للاستيلاء علي مصر وخرج الخديوي إلي الإسكندرية مرحبا بالانجليز وأعلن احمد عرابي وزير الحربية عصيانه للملك وخرج لمقاومة الأسطول الانجليزي واتخذ من قلعة عزبة البرج مركزا للدفاع عن البلاد بعد أن سلم الخديوي مدينة الإسكندرية للانجليز عام 1882 لمنع الانجليز من استخدام فرع دمياط للدخول إلي البلاد، وأقام جيش عرابي بالطابية وأجري بها بعض العمارة لزيادة قدرتها الدفاعية والتحصينية، لذلك عرفت الطابية باسم «طابية عرابي»   ضم الطابية للآثار الإسلامية   تم تسجيل الطابية في عداد الآثار الإسلامية بالقرار رقم 21 لسنة 1985 لم تجر بها أي أعمال صيانة أو حفر إلا كشف السور الخارجي للخندق، وذلك في عام 1989 كذلك إزالة بعض الحشائش التي تنبت بالطابية خاصة الخندق المحيط بها، أما عن التعديات التي وقعت بالطابية فمنها أثناء العدوان الثلاثي علي مصر سنة 1956 حيث أقام بها المهجرون من مدن القناة أضيف إلي مبانيها طابق ثالث لتستوعب أكبر عدد من اسر المهجرين.    المساحة والوضع الحالي للطابية   تشكل الطابية مستطيلا طوله من الشمال إلي الجنوب حوالي 300 م، عرضه من الشرق إلي الغرب 200 متر أي بمساحة إجمالية 60000 متر مربع أي ما يعادل 14.3 فدان تقريبا، ولها خطوط تجميل حرم أثري بالقرار 201 لسنة 1987 مقداره 20 متر من جميع الجهات ماعدا الجهة الشمالية الغربية التي يعد طرح النهر حرما طبيعيا للطابية، وبذلك زادت مساحة الطابية مع الحرم الجديد لتبلغ حوالي 25 فدان تقريبا ويقسمها طريق طولي يمتد إلي الجنوب ليصل بين أجزاء العزبة. أهم المنشآت الباقية بـ "الطابية" المسجد الذي يتوسطها والي الشرق منه توجد إسطبلات الخيل ومخازن البارود والمهمات العسكرية، كما يوجد مبني المشنقة والمطبخ إلي جوار إسطبلات الخيول ووراء ثكنات الجنود أو القشلاق الكبير الذي بناع عباس باشا فانه يقع في الجهة الغربية من المطلة علي الطابية المطلة علي النيل كذلك توجد دورات خطوط النيران المتمثلة في السور الداخلي للطابية الخارجي للخندق بارتفاع حوالي نصف متر تقريبا، كما توجد بقايا الأبراج التي علي جانبي المدخل الشرقي للطابية وبها بعض المزاغل، وأصبحت الآن جميع المباني مهدمة ويحاول البعض استغلالها وأقاموا بداخلها إسطبلات للخيل ويحاول بعض الخارجين علي القانون استغلالها كمأوي لهم.   أهالي المدينة   يقول حمدي الغرباي، صياد من أبناء المدينة منطقة الطابية أصبحت منطقة مهجورة ويحاول عدد من الخارجين علي القانون اتخاذها مأوي لهم ولذلك نطالب الأجهزة الأمنية بتكثيف الحملات للتصدي لهم كما  نطالب المنطقة الأثرية الاهتمام بالمنطقة وترميمها أما ضمها لأملاك المحافظة وتخصيصها لمشروعات النفع العام.   ويؤيده في الرأي حسن خلف من أهالي المدينة المنطقة مهجورة وتحولت الطابية الأثرية إلي حطام ولم يتم ترميمها منذ عشرات السنين فلذلك نطالب أن يتم ترميمها لتصبح مزار اثري أو الاستفادة من تلك المساحة في مشروعات خدمية إنشاء عمارات سكنية أو مدارس وخاصة أن المدينة في احتياج أراضي لإنشاء مدارس لتخفيف كثافة الفصول. كما أكد «خلف» أن المقابر بمنطقة مجاورة للطابية ولأن الموقع أثر الآثار ترفض إنشاء سور حول المقابر لأن تردد الخارجين علي منطقة الطابية جعلتهم يتخذون أيضا من المقابر مأوي لهم وينتهكون حرمة المقابر، وفي آخر حملة نظافة للمقابر تم العثور علي مخلفات من السرنجات وغيرها من آثار العقاقير المخدرة.   الآثار الإسلامية   أكد مصدر بالآثار الإسلامية بدمياط أن الطابية تعرضت العديد من منشأتها للانهيار وأيضا للتعديات ونقوم بالمرور الدائم عليها، ونحرر مخالفات للمتعدين، كما تصلنا العديد من الشكاوي من محاولة بعض الخارجين علي القانون لاستغلال الطابية خاصة في فترات الليل كمأوي لهم ونقوم علي الفور بإخطار الأجهزة الأمنية لفحص تلك الشكاوي، وأن ذلك يعود لعدم وجود حراسة ليلية بمنطقة الطابية لأنه لم يتواجد مكان مؤهل لإقامة الحراسة ثانيا هناك نقص شديد في إعداد الحراسة، حيث المعين لحراسة الطابية عدد 3 حراس فقط وأن المساحة كبيرة وتحتاج الطابية لعدد 10 أفراد حراسة إضافيين وعند مخاطبة الوزارة يكون الرد عدم الموافقة على تعيين عمالة جديدة. ويضيف «رمضان» أن محافظ دمياط قرر تشكيل لجنة لدراسة القرارات الصادرة من المجلس الأعلى للآثار لإزالة التعديات علي المواقع الأثرية بالطابية، وتهتم الهيئة بتطوير الطابية، وتم تكليف شركة المهندسون الاستشاريون محرم باخور وقاموا بإعداد الدراسة للازمة لعمليات التطوير بتكلفة 3 مليون جنيه وتم الانتهاء منها وعرضها علي الإدارة الهندسية وأقرت بالموافقة عليها وتم رفعها للسلطة المختصة للموافقة علي طرحها في مناقصة عامة. وتضمن خطة التطوير "ترميم المباني الأثرية علي طبيعتها لتعود لأصلها - تحويل مبني ثكنات الجنود لفندق سياحي 5 نجوم - ترميم الأسوار الخارجية والداخلية للطابية استعدال الصخرات الموجودة بالسور الداخلي وإقامة بازارات سياحية ومقرات للأمن والأثريين - تحويل طرح النهر بالناحية الغربية لشاطئ سياحي مع مرسي ليخت بحري يربط بين طابية عرابي ورأس البر - عمل مناطق للحمامات الشمسية وحوض سباحة داخل أرض الطابية بالمناطق الغير أثرية، وتصل تكلفة هذا التطوير لـ 100 مليون جنيه"    مصدر أمني   أكد مصدر أمني بمديرية أمن دمياط أن منطقة الطابية تبعد عدة أمتار فقط عن نقطة شرطة عزبة البرج وان هناك تعليمات لمركز شرطة دمياط ونقطة الشرطة بمتابعة الحالة الأمنية بمنطقة الطابية من حين لآخري لتصدي لوجود أي خارجين علي القانون يحاولون استغلال الطابية كمأوي لهم في ظل عدم وجود حراسة خاصة في فترات الليل. russian image host