ثورات الربيع العربي| رحل الجميع وبقي الأسد

الإثنين، 04 ديسمبر 2017 - 05:21 م

حسن عادل

تونس كانت البداية.. رمية الحجر الأولى التي لم تعد بعدها الأحداث إلى عهدها الأول، فثورة الياسمين كانت القائد لمجموعة من الثورات الأخرى التي شهدتها البلاد العربية خلال عام الربيع العربي في 2011. بعض الدول لم تسر بها الأمور نحو الربيع كما أراد أهلها، بعضهم ضل الطريق لفترة، والبعض الآخر سقط إلى الهاوية، بل أن بعض رؤساء تلك الدول تشاركوا النهاية نفسها في مشهد قد يكون مصورًا بنفس الكاميرا. زين العابدين بن علي في 17 ديسمبر 2010 خرج الشعب التونسي للاحتجاج على الأوضاع السيئة التي تعيشها البلاد على كافة مستوياتها، مطالبا بالإطاحة بالرئيس وقتها زين العابدين بن علي، ويظهر لأول مرة هتاف الشعب يريد إسقاط النظام. وفي 13 يناير 2011 خرج الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بخطاب تلفزيوني قال فيه «أنا فهمتكم، أنا فهمتكم » ليغادر بعدها البلاد هاربًا إلى السعودية والتي ظل بها حتى الآن. حسني مبارك بعد أيام من ثورة تونس بدأت الأحداث في الاشتعال في مصر بعد 11 يوما فقط من رحيل بن علي حيث بدأت المتظاهرين في الخروج إلى شوارع مصر في 25 يناير للمطالبة بعدد من الإصلاحات السياسية إلى أن ارتفع سقف المطالب إلى إسقاط النظام بالكامل. وفي 11 فبراير أعلن الرئيس المصري حسني مبارك تنحيه عن الحكم في خطاب ألقاه نائب الرئيس وقتها عمر سليمان، ليواجه بعدها مبارك عدد من الاتهامات منها اتهامات بقتل المتظاهرين وإهدار المال العام. معمر القذافي انتقلت بعد مصر رياح الربيع العربي إلى جارتها ليبيا والتي خرجت المظاهرات فيها في يوم 15 فبراير 2011 للمطالبة بإسقاط نظام العقيد معمر القذافي. ونجح الرئيس الليبي وقتها معمر القذافي في الهروب إلى أن لقي مصرعه في 20 أكتوبر بطريقة مشابه لما حدث مع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح. علي عبدالله صالح بدأت أحداث الربيع العربي في اليمن في 27 يناير إلا أن وتيرة الاحتجاجات اشتعلت في 11 فبراير بعد ما خرجت المظاهرات من جامعة صنعاء، والتي قابلها النظام اليمني بكل شدة مما أسقط عدد من القتلى والمصابين. وفي يونيو 2011 تعرض علي عبدالله صالح لمحاولة اغتيال بعد ما تم استهداف المسجد الذي كن يصلي فيه ليتم نقله على الفور إلى السعودية لتلقي العلاج قبل أن يعود إلى اليمن مرة أخرى في سبتمبر 2011 ليوقع بعدها في نوفمبر من نفس العام على المبادرة الخليجية لانتقال السلطة خلال 90 يوما. ولم يغب صالح عن المشهد السياسي اليمني حيث تحالف مع الحوثيين من أجل إسقاط نظام الرئيس عبدربه منصور هادي، قبل أن ينقلب حلفائه عليه ويغتالوه في 4 ديسمبر 2017. بشار الأسد سوريا واحدة من الدول التي كان يأمل شعبها أن يغير حاكمه ضمن ثورات الربيع العربي قبل أن يتحول الأمر إلى حرب أهلية سقط فيها مئات الآلاف من القتلة وملايين اللاجئين في دول العالم إلا أن الرئيس السوري بشار الأسد هو من ظل محتفظا بمنصبه.