كوكب الشرق أم كلثوم
كوكب الشرق أم كلثوم


مفارقات في حياة كوكب الشرق أم كلثوم.. تعرف عليها

أحمد السنوسي

السبت، 03 فبراير 2018 - 08:38 م

كوكب الشرق أم كلثوم، هكذا عرفها الملايين في العالم العربي على مدى نصف قرن من العطاء المتواصل والنجاح الباهر بصوتها الجميل وأدائها الرائع، وتعبيرها الأخاذ وبأحب ما تغنى به الناس من كلمات وألحان من فلاحة بسيطة فى إحدى القرى إلى كوكب الشرق، رحلة مليئة بالكفاح والإصرار على التفوق حتى آخر العمر، وفي وسط الحروب والصراعات والملوك والبسطاء غنت أم كلثوم لمجد الجميع ولرفعتهم، وأنشدت ما اهتزت له مشاعر العرب شرقا وغربًا على مدى عشرات السنين.

 

رحلة أم كلثوم

في 31 ديسمبر 1898 ولدت فاطمة إبراهيم البلتاجي، التي عرفت فيما بعد باسم أم كلثوم في قرية صغيرة قرب مدينة المنصورة تسمى طماي الزهايرة، لم يكن أحد يتوقع مستقبلا يذكر لطفلة أسرة فقيرة تقطن بقرية صغيرة ليس بها مدرسة واحدة، لكن القدر خبأ لأم كلثوم مواعيد كثيرة.

 

بدأ صيت ام كلثوم يذيع منذ صغرها, حين كان عملها مجرد مصدر دخل إضافي للأسرة، لكنها تجاوزت أقصى أحلام الأب حين تحولت إلى المصدر الرئيسي لدخل الأسرة.

 

تعرف والدها على الشيخين زكريا أحمد، وأبو العلا محمد، الذين أتيا إلى السنبلاوين لإحياء ليالي رمضان، وبكثير من الإلحاح أقنعا الأب بالانتقال إلى القاهرة ومعه أم كلثوم. كانت تلك الخطوة الأولى في مشوارها الفني. حينها أحيت ليلة الإسراء والمعراج بقصر عز الدين يكن باشا، وأعطتها سيدة القصر خاتما ذهبيًا وتلقت أم كلثوم 3 جنيهات أجرًا لها.

 

عام 1921 عادت أم كلثوم إلى القاهرة لتغني مع فرقة والدها، وواتتها الفرصة لكي يسمع صوتها جمهور العاصمة وفنانوها مثل الشيخ على محمود، والشيخ علي القصبجي، والد محمد القصبجى، والشيخ أبو العلا محمد، وقد أعجب بصوتها وأصبح معلمها الأول ثم غنت له بعض القصائد وشجعها على ارتياد مجالات جديدة في الغناء غير التواشيح.

 

عام 1923 بدأت أم كلثوم في إحياء حفلات لبعض أعيان القاهرة التى تم ترتيبها بواسطة متعهدي الحفلات  في العاصمة، وبدأ نجمها يسطع ودخلت في منافسة مع أشهر مطربات ذلك الوقت مثل نعيمة المصرية، منيرة المهدية، فاطمة سري وفتحية أحمد.

 

عام 1924 قدم الشيخ أبو العلا، أم كلثوم، إلى الشاعر أحمد رامي الذي تولى تعليمها أصول اللغة والشعر، وأظهرت استعدادًا كبيرًا للتعلم فتحسن مستواها، وأضافت مهارات جديدة إلى مهاراتها الغنائية، ومع استعدادها الشخصي للتطور أتيحت لها فرصة اكتساب أسلوب حياة المدينة باختلاطها بسيدات الطبقة الراقية، من خلال حفلاتها في العاصمة غيرت من مظهرها وأسلوبها وأصبح لها كيان جديد.

 

أم كلثوم في السينما

 

عام 1936 ظهرت أم كلثوم في أول فيلم سينمائي بعنوان «وداد» قصة أحمد رامي، قامت ببطولته تمثيلا وغناءً، تلته خمسة أفلام أخرى قدمت فيها العديد من الأغانى لكبار الملحنين كان آخرها فيلم «فاطمة»عام 1947 وهو آخر ظهور لها في السينما، والأفلام هي «وداد  عام 1936 - عايـدة  عام 1942 - نشيد الأمل  عام 1937 -  سلامة عام 1945 - دنانير عام  1940 -  فاطمة  عام 1947».

 

عام 1947 قدمت أم كلثوم آخر أفلامها «فاطمة» في ذلك العام عن قصة مصطفى أمين، وقامت ببطولته تمثيلا وغناءً أمام أنور وجدي، وبه عدد من الأغاني الدرامية هي «أقابله بكرة» «نصرة قوية» و«الورد جميل» ألحان زكريا أحمد.

 

زواجها 

عام 1954 تزوجت أم كلثوم من حسن السيد الحفناوي أحد أطبائها الذين تولوا علاجها واستمر الزواج حتى وفاتها.

 

الجوائز التي حصلت عليها

حصلت أم كلثوم على العديد من الجوائز والأوسمة أثناء رحلاتها الطويلة مع الفن، ففي عام 1955 حصلت على وسام الأرز ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى في لبنان. 

 

عبد الناصر يكرم أم كلثوم 

كما نالت وسام الكمال في مصر من الملك فاروق، وفي عام 1968 حصلت على جائزة الدولة التقديرية، كما حصلت على وسام النهضة الأردني ونيشان الرافدين العراقي ووسام الاستحقاق السوري ووسام نجمة الاستحقاق الباكستاني.

وحصلت أيضًا على وسام الجمهورية الأكبر من تونس 1968، ووسام الكفاءة المغربي، كما تم انتخاب أم كلثوم كعضو شرف في جمعية مارك توين الأمريكية الدولية عام 1953 ومنحتها مصر جواز سفر دبلوماسيًا في نفس العام.

 

الرحيل

توفت كوكب الشرق، التي كان صوتها يجمع ملايين العرب من المحيط الى الخليج، في الثالث من فبراير 1975 وشيعتها جماهير مصر والعالم العربي في جنازة مهيبة.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة