الكاتب الصحفي محمد البهنساوي
الكاتب الصحفي محمد البهنساوي


في اجتماع «نيو لوك» بين رئيس الوزراء والمستثمرين السياحيين

لأول مرة منذ سنوات.. الوزارة والقطاع الخاص على قلب رجل واحد

محمد سعد

الثلاثاء، 15 مايو 2018 - 06:43 م

 

كيلو متر بالنيل ينقذ القاهرة وشمال الصعيد.. والكرة بملعب وزير الري

صورة مختلفة ومضمون مغاير وأسلوب غاب لسنوات طويلة

هكذا يمكننا أن نصف اجتماع عدد من المستثمرين السياحيين أمس الأول مع رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل وبحضور عدد من الوزراء.
هذا الاختلاف يعطي بارقة أمل جديدة لدفع صناعة السياحة للأمام.. فقد كانت اجتماعات رئيس الوزراء بالمستثمرين السياحيين طوال السنوات الماضية تسير في اتجاهين لا ثالث لهما. الاول شكاوي، ومشاكل، وصرخات، ومطالب من القطاع السياحي.. والثاني خلاف يصل لحد التشاجر، والتناحر بين القطاع السياحي الخاص والمستثمرين، وبين وزير السياحة ومسئولي الوزارة..
ويتدخل رئيس الوزراء في محاولات باءت جميعها بالفشل لتهدئة هذا التوتر المتبادل بين المستثمرين والوزارة.. لكنه أبدا لم يهدأ.

اجتماع أمس الاول والذي حصلنا على تفاصيله وتفاصيل الإعداد له كان مختلفا ومغايرا سواء في التحضير للاجتماع، أو سير الحديث وحتي نتائجه..
فقد تم الإعداد له بتنسيق عال بين وزيرة السياحة رانيا المشاط والمستثمرين من خلال عدة اجتماعات بعضها استمر لساعات متأخرة من الليل.. وتحدث القطاع السياحي خاص وحكومة بنغمة واحدة..
وبحث الاجتماع ملف مهم للغاية وأسفر عن قرارات إيجابية مبشرة للجميع.. ولأول مرة كما قالت لا يتدخل رئيس الوزراء لفض اشتباك بين الجانبين إنما للاستماع للحديث الموحد.. وكان هذا الأمر مسار تساؤل وإعجاب أيضا من رئيس الوزراء وكبار موظفي المجلس.

نصل لمضمون الاجتماع والذي قلنا إنه ناقش موضوع غاية في الأهمية الا وهو عودة السياحة الأوربية للقاهرة من جديد وبكثافة وزيادة الطافة الفندقية بالعاصمة.
مناقشات مثمرة تمت لعدة أفكار قدمها القطاع السياحي المتحد في ثوبه الجديد "النيو لوك".. ومثله في هذا الاجتماع الذي راْسه رئيس الوزراء بنفسه الوزيرة والمستثمرين ناصر عبد اللطيف، وحسام الشاعر، وأحمد الوصيف، وعمرو بدر، ونادر هشام علي.. وحضر من الحكومة وزراء الطيرأنشريف فتحي والاثار خالد عناني والري.

وبما أن القاهرة -خاصة نيلها- أصبح من الصعب إقامة فنادق جديدة عليه.. وبما أن أيضا فنادق القاهرة الحالية اقتربت من التشبع وبأسعار مرضية تصل إلى ٣٠٠ دولار لليلة الواحدة؛ فقد قدم القطاع السياحي فكرة متعددة الفوائد وجديرة بالدراسة والتنفيذ.. الاستعانة بالفنادق العائمة بالأقصر وأسوان والتي تعاني الركود منذ فترة ويعمل حوالي ٣٠ % منها فقط.. فما المانع من إحضار عدد من تلك المراكب العائمة المتوقفة.. على أن توفر الدولة مرسى لها على النيل بطول حوالي كيلو متر.. هذا الإجراء كما قلنا مزاياه عديدة ليس للقاهرة فقط.. إنما لخط الصعيد بأكمله.

إذا بدأنا بالقاهرة؛ فإن توفير مرسى كيلو متر يضيف طاقة فندقية جديدة للعاصمة قد تصل إلى 3 الاف غرفة فندقية.. وأغلبها بالطبع للسياحة خاصة الأجنبية.. وتعيد الروح لبرامج السياحة بالعاصمة خاصة مع قرب إفتتاح المتحف الكبير.. 
واقترح القطاع السياحي أن يكون المرسى في المنيب أو شارع البحر الأعظم قريبا من الدائري بحيث يسهل وصول السائحين عبر الدائري للأهرام والمتحف الجديد.. 
كما تفتح تلك الخطوة المجال أمام تشغيل مطار سفنكس وتخصيصه للسياحة الأوربية والرحلات الشارتر ومنخفض التكاليف من كل أنحاء العالم ما عدا المنطقة العربية تجنبا لنقل العمالة.. ولنتخيل مزايا تلك الخطوة وعائدها على السياحة.

أما الفائدة الكبرى الأخرى أن تلك الفنادق العائمة ستقوم برحلة ليومين أو ثلاث إلى بني سويف والمنيا مما ينعش تلك المناطق ويعيد الحياة لمزاراتها السياحية التي ماتت أكلينيكيا.
 أضف لكل ذلك تشغيل تلك الفنادق العائمة المتوقفة منذ سنوات وحجم فرص العمل الذي ستوفره.

رئيس الوزراء اقتنع تماما بالفكرة بل وأبدى إهتمامه بسرعة تنفيذها.. وكلف وزير الري بالبدء فورا في اختيار المنطقة الصالحة لإقامة هذا المرسي المنقذ لبدء التفيذ.
فهل يستمر التفاؤل بال "نيو لوك" الجديد للتعاون بين الحكومة والمستثمرين بصناعة الأمل.. أم تنضم تلك الفكرة العبقرية للكثير من الأفكار التي دخلت غرفة الإنعاش ولم تخرج !! أنا لمنتظرون.
 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة