د.عمرو حسنين أستاذ علوم البيئة والتكنولوجيا بجامعة ميريلاند الأمريكية.
د.عمرو حسنين أستاذ علوم البيئة والتكنولوجيا بجامعة ميريلاند الأمريكية.


حوار| عالم مصري: نستطيع تصنيع غاز «البيوجاز» من المخلفات الحيوانية

الخميس، 06 سبتمبر 2018 - 10:21 م


سافر إلى البلاد الغربية باحثا عن فرصة تعليم أفضل ولكنه لم ينس وطنه الأم، وعاد إليه مرة أخرى من أجل أن تستفيد بخرته في مجال علوم البيئة، «بوابة أخبار اليوم» حاورت د.عمرو حسنين أستاذ علوم البيئة والتكنولوجيا بجامعة ميريلاند الأمريكية.

 في البداية حدثني عن دراستك في أمريكا ومتى هاجرت، وماذا درست في مصر؟
ولدت في ألمانيا و تلقيت تعليمي في مصر إلى أن وصلت لمرحلة التعليم الجامعي  وحصلت على بكالوريوس من جامعة قناة السويس في الهندسة الزراعية، من ثم حصلت على منحة لدراسة الماجستير في جمهورية الصين الشعبية جامعة شمال غرب الصين للزراعة والتكنولوجيا كلية الميكانيكا وهندسة الإلكترونيات قسم هندسة البيئة والطاقة، وقد حصلت على أفضل رسالة ماجستير في الهندسة من الجامعة، ثم حصلت على منحة دراسية كأفضل طالب دولي، حيث يتم اختيار طالبين فقط لهذه المنحة من الطلاب الأجانب لدراسة الدكتوراه.

حدثني عن مشوارك العلمي في الولايات المتحدة الأمريكية؟

حصلت على الدكتوراه وكانت رسالة الدكتوراه عن كيفية استخدام التحليل الكهربي الميكروبي للمخلفات العضوية لرفع كفاءة إنتاج الغاز الحيوي وغاز الهيدروجين وقد حصلت خلال فترة دراستي للدكتوراه على الكثير من الجوائز، منها أفضل طالب دولي لعامين على التوالي وأفضل بحث للدكتوراه على مستوى الجامعة أيضا لعامين على التوالي.

خلال فترة الدكتوراه سافرت إلى أمريكا والتحقت بجامعة ميريلاند، للحصول على الزمالة من قسم علوم البيئة والتكنولوجيا لإجراء بعض الأبحاث الخاصة باستخدام خلايا الوقود الميكروبية لتعظيم إنتاج الكهرباء من النباتات والمخلفات العضوية وعدت إلى الصين لمناقشة الدكتوراه ووجهت لي دعوة من أمريكا للعمل كباحث مشارك في قسم علوم البيئة والتكنولوجيا بجامعة ميريلاند.

وخلال فترة عملي في أمريكا أدخلت مقرراً دراسياً جديداً هو أول مقرر من نوعه في قسم علوم البيئة والتكنولوجية، يناقش تطبيقات النانو تكنولوجي المختلفة وأثرها على البيئة، كما أنني أول مصري يحصل على جائزة التميز العلمي من قسم علوم البيئة والتكنولوجية.

حدثنا عن جهاز تدوير المخلفات لإنتاج غاز البيوجاز؟
تعتبر وحدات تدوير المخلفات العضوية ليست وليدة اللحظة فكثير من الدول تعتمد عليها في تدوير المخلفات العضوية وتحتل الصين وألمانيا والهند مراتب متقدمة في تحويل المخلفات العضوية إلى غاز حيوي (البيوجاز) وهذه الوحدات تقوم بتحليل المخلفات في ظروف لا هوائية.

كما يحتاج إلى توفر درجة حرارة مرتفعة نسبيا خلال فصل الشتاء للتأكد من إنتاج الغاز الحيوي طوال العام وهذا يتفق تماماً مع الوضع المصري، وتعتبر تلك الوحدات من أهم خيارات الطاقة الحيوية المستدامة المستخدمة، ومن أهم مميزات وحدات تدوير المخلفات أنها تقوم بتحويل معظم أنواع المخلفات العضوية على سبيل المثال المخلفات الحيوانية ومخلفات الطعام والمخلفات الآدمية والطحالب والمخلفات النباتية مثل قش الأرز وورد النيل إلخ  لطاقة جديدة ومتجددة، كما يمكن استخدام الغاز الحيوي (البيوجاز)  في المنازل كبديل للغاز الطبيعي في الطهي والتدفئة، كما يمكن استخدامه في إنتاج الكهرباء.

وهل يمكن تحويل المخلفات إلى سماد عضوي؟
بالطبع  يمكننا أن نقوم بإنتاج سماد عالي الجودة ومفيد للتربة خالٍ من بذور الحشائش و بدون رائحة نفاذة، وأيضا التعامل بشكل صحيح مع المخلفات العضوية يقوم بحماية البيئة من التلوث وأيضا إنتاج مصدر جديد ومتجدد للطاقة يساهم إلى حد كبير في ترشيد استهلاك الطاقة التقليدية أنابيب.

بالطبع واجهتك بعض الصعوبات عند سفرك إلى أمريكا حدثنا عن تلك الصعوبات؟ وكيف تغلبت عليها؟
عند أخذ قرار السفر للخارج ومع أول يوم تبدأ فيه العمل تكتشف أن هناك كثيراً من التحديات مثل اللغة والتأقلم مع المجتمع، ولكن رحلة إثبات الذات في العمل هي تشكل أكثر التحديات التي تنتظرك في الخارج، الجميع ينتظر الدور الذي سوف تقدمة ومن  هنا يأتي دورك كيف تحول كل التحديات والظروف لكي تثبت للجميع و لنفسك أولا أنك قادر على النجاح والعمل تحت أي ظروف.

مقومات النجاح من وجهة نظري ثابتة في جميع أنحاء العالم هي العمل الجاد،  والعمل في البحث العلمي مرهق بطبعه ويحتاج الكثير من الصبر والعمل لساعات طويلة يوميا بعد ساعات العمل ولا أخفى عليك لا يتحمل الباحث فقط كل هذه التحديات وحده بل أيضا تتحملها أسرته مثل الزوجة.

وما هو آخر ما توصلت إليه مع الدولة بشأن الجهاز تحيل المخلفات؟
بعد انتهاء مؤتمر مصر تستطيع 3 تم عقد عدة اجتماعات مع مسئولين من مصانع الإنتاج الحربي، لبحث إمكانية تصنيع وحدات إنتاج البيوجاز بإمكانيات وخامات محلية، وبمواصفات تتفق مع البيئة المصرية، وتكون قادرا على العمل بأعلى كفاءة طوال العام وبتكلفة منخفضة.

في رأيك لماذا ينجح أبناء مصر خارج الوطن؟ 
الشباب المصري  يمتلك الحلول البديلة ونظرة أعمق للأشياء نظرا لندرة الموارد، فعند توافر الأدوات والموارد التي يحتاجها الباحث خارج الوطن تتحول كل طاقته إلى التميز والإبداع، أضف إلى ذلك البيئة المحيطة التي تساعد على النجاح.

وما هي مقترحاتك لتطوير البحث العلمي في مصر؟

يعتمد التطور في البحث العلمي بشكل كبير على خلق مصادر تمويل كافية لإجراء الأبحاث العلمية وهذا لن يتحقق بدون دعم الجامعة للمشروعات البحثية الصغيرة وتنمية مهارات الباحث للتعريفة بكيفية التقديم للحصول على تمويل للمشروعات البحثية سواء من جهات مانحة محلية أو عالمية، ثم ربط البحث العلمي بسوق العمل ووضع وتنفيذ خطط مستقبلية للبحث العلمي في الجامعات والمراكز البحثية تتفق مع رؤية الدولة ٢٠٣٠ والتطور العالمي وفي نفس الوقت الاهتمام بالبنية التحتية للمعامل وتطويرها بشكل مستمر.
 
 وعلينا تشكيل فرق بحثية بين الداخل والخارج، ودعم الباحثين في المشاركة في المؤتمرات العلمية بالخارج فهم صورة مصر وهم شاهد على تطور التعليم بمصر، وحث الباحثين باستمرار في النشر في مجلات مرموقة من أجل تطوير البحث العلمي. 

 وعلى الدولة أن تهتم بالتعليم قبل الجامعي فالبحث العلمي لا يقتصر فقط على الجامعات بل من الممكن أن يشارك طلاب التعليم ما قبل الجامعي ومن الممكن أن تهتم المدارس بطرح بعض الأفكار العلمية بالتنسيق مع الجامعيات لطرح بعض الأفكار البسيطة للطلبة وحثهم على التفكير العلمي الصحيح.

بكل تأكيد إعلان ٢٠١٩ عام العلم، سوف يكون بمثابة نقطة مهمة أن تتوجه الدولة بمواردها نحو الاستثمار في تنمية موارد البشر «التعليم»، الاهتمام بالتعليم من أجل العمل في نفس مجال التخصص سوف يعود على الدولة في المستقبل بالنفع
الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلن ٢٠١٩ عام التعليم.

في رأيك هل تستطيع مصر أن تواكب دول العالم في التعليم المتقدم؟ 
بكل تأكيد تستطيع مصر أن تواكب دول العالم فقد نجحت دول كثيرة في النهوض بالتعليم في وقت قياسي، مثال على ذلك نجاح دول شرق آسيا في تحقيق أفضل النتائج على مستوى العالم في منظومة التعليم مثل اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وهونج كونج، وعلى الجانب الآخر نجحت بولندا في إحداث تطور كبير في وقت قصير. 

لكن المهم البداية الصحيحة وحث كل مؤسسات الدولة والشريكات الخاصة بالاستثمار في التعليم والبحث العلمي.

من وجهة نظرك إلى أي مدى بدأت الدولة الاهتمام بالعلماء المصريين بالخارج؟

في الحقيقة دور وزارة الهجرة بقيادة السفيرة نبيلة مكرم كان بارزاً جداً في جذب علماء مصر بالخارج وربطهم بالوطن من خلال سلاسل مؤتمرات مصر تستطيع، نجحت تجربة مصر تستطيع في إبراز جزء من قدرة علماء مصر بالخارج على إحداث تقدم في العديد من المجالات وليس فقط من الناحية العلمية بل أيضا أظهرت مدى تعلق علماء مصر بالخارج بقضايا مصر وحبهم للوطن.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة