محمد عزمي «مجاور» الرئيس..  أوجاع ذو احتياجات «فائقة» في شوارع مصر
محمد عزمي «مجاور» الرئيس..  أوجاع ذو احتياجات «فائقة» في شوارع مصر


حكايات| محمد عزمي «مجاور» الرئيس..  أوجاع ذو احتياجات «فائقة» في شوارع مصر

محمد مصطفى كمال- إسراء كارم

السبت، 10 نوفمبر 2018 - 04:55 م

بابتسامة ملائكية ووجهه مانح للأمل، خرج محمد عزمي، من خلف شاشات الكمبيوتر، كمسئول عن صفحات برامج فضائية وبروموهات إلى سفير غير عادي للقدرات الفائقة.

 

من مركز كفر شكر بمحافظة القليوبية، أخذ «عزمي» على نفسه عهدًا  بأن يواجه العالم من حوله بكل ما أوتي من قوة حتى يحظى بحياة إنسانية وكرامة واحترام.

 

ربما الكثير من الشباب لا يحلم حتى بأن يرى رئيس بلده أو أحد الوزراء أو حتى المشاهير إلا أمام شاشة التليفزيون، لكن «عزمي» خريج كلية الآداب عام 2015، آمن بحلمه مخترقًا جميع الحواجز، ليؤكد للعالم أنه وغيره ليسوا كما يطلق عليهم «ذوي الاحتياجات الخاصة» وإنما هم «ذو قدرات فائقة». 

 

صدفة مع السيسي

 

بالفعل استطاع «عزمي» أن يخطف الكاميرات إليه وهو إلى جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما التقط معه بعض الصور خلال مؤتمر الشباب الذي عقد في الإسماعيلية، وخلال هذا العام شارك الرئيس في المارثون الذي أقيم على هامش منتدى شباب العالم ووقف إلى جانبه على المسرح.

 

 

اقرأ حكاية أخرى| «جيم» المكفوفين.. حلم الأهلي يبدأ من صالة حديد «ميت جابر»

 

«جلوسي إلى جانب الرئيس السيسي، خلال مؤتمر الشباب في 2017، تم عن طريق الصدفة، فالدكتورة جهاد عامر وهي المسئولة عن التنظيم وقتها طلبت مني الجلوس في الصف الأمامي وكان مقعدي يبعد عن الرئيس بمقعدين، فطلبت منها الجلوس في الكرسي المجاور مباشرة فلم ترفض بل رحبت ونقلته بنفسها».. بكل تلقائية تحدث «عزمي» عن بدايته مع منتدى الشباب.

 

«المترو».. غير متاح

«لا يمكن أن نحمل الدولة المسئولية الكاملة حول مشاكلنا في مصر؛ لأن فكر المجتمع هو الأزمة الكبيرة التي تواجهنا ونسعى لحلها».. رؤية تكاد تكون ثابتة لدى «عزمي» عن كثير من مشكلات ذوي القدرات الفائقة في مصر.  

 

وهنا ضرب مثالا، قائلا: «مثلا عندما أركب مترو الأنفاق أجد الناس يجلسون على المقاعد المخصصة لذوي الإعاقة ولا يقومون من أنفسهم بل أطلب هذا منهم بنفسي!»

 

سيدة الـ«ميني باص»

 

أزمات ينظر البعض على أنها بسيطة إلا أنها تترك أثرًا نفسيًا سيئًا لدى عزمي ورفاقه، إذ يتحدث الشاب عزمي، قائلا: «منذ فترة كنت في ميني باص، وفوجئت بسيدة تترك مقعدها لكي أجلس وأخبرتني أنها ستدفع أجرتي».

 

اقرأ حكاية أخرى| شيف مصرية تعلم فن الطهي بنكهة الإشارة

 

بكل هدوء رد عزمي على السيدة قائلا: «موافق، بشرط أن تدفعي أجرة جميع الركاب، وإن لم تدفعي لهم فأنا أيضًا مثلهم، فنظرت لي باندهاش مستوعبة ما فعلته بعد ردي عليها».

 

 

لا نحتاج لشفقة

أنا وكل أصحاب القدرات الفائقة ننزعج كثيرًا بسبب ما نراه في أعين من حولنا من نظرات الشفقة، وكثيرًا ما يردد البعض دعوات، مثل «ربنا يشفيك» و«ربنا يشيل عنك»، وربما أصبحت الآن معتادًا على هذا وأرد على القائلين بـ«يارب.. أدعولي»، ولكن أشعر بما يكتمه الصغار حيث كنت أحزن كثيرًا في سنوات ماضية. 


 اقرأ حكاية أخرى| مازن حمزة.. «مُعاق طائر» بين السما والأرض


أقابل يوميًا نماذج كثيرة إيجابية، تتعامل معي بأنني شخص عادي حتى وهم يساعدونني في القيام ببعض الأمور مثل عبور الطريق سواء بطلب مني أو حتى دون أن أطلب، كما يطلب مني الكثيرون رقمي والاستمرار على التواصل ويصبحون أصدقاء مقربين فيما بعد.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة