أحد أطفال قرية الروضة
أحد أطفال قرية الروضة


قرية الروضة.. الأطفال يشاركون في التنمية 

بوابة أخبار اليوم

السبت، 24 نوفمبر 2018 - 06:31 ص

وقف صامتا للحظات ينظر على لوحة الجامع والتي تغير اسمها من مسجد الروضة، إلى مسجد شهداء الروضة.. استرجع بذاكرته تفاصيل الحادث الأليم الذي كان جزءاً منه، وراح ضحيته والده.. ظل شامخاً في مكانه كالجبل بالرغم من عدم إكماله عشر سنوات من عمره.

محمد بريك - أحد أطفال قرية الروضة - والذي كان شاهدا على الحادث، وقف أمام المسجد يرتدى تيشرتا مكتوبا عليه شهداء الروضة، قال لنا أنه رأى والده وهو يموت بالرصاص في الحادث الأليم، مضيفا أن جميع من في القرية يتعاملون معه كأحد أبنائهم بعد هذا الحادث الأليم.. 

سكت قليلا ثم استكمل حديثه قائلا: "الناس كلها بتقول أن حق الشهداء اللي راحوا من القرية هيرجع، وأن جيش بلادنا مش هيسيب حق حد، كمان بيقولوا إن الحرب فيها خسائر لكن الحق هو اللي بينتصر في الأخر". 

اصطحبنا محمد داخل المسجد ووقف يتأمل الجدران والأسقف، ليقول: "الحال اختلف عن يوم الحادثة ناس كتير ماتت والجامع كان متبهدل بالدم والرصاص ولكن الحمد لله الجامع رجع أحسن من الأول، وأنا باجى أصلى فيه كل يوم وبأدعي لأبويا وقرايبي اللي ماتوا". 

حال محمد لم يختلف كثيرا عن أحوال عدد كبير من أطفال القرية، الذين كانوا شهود عيان على حادث إرهابي خسيس قتل المئات أثناء صلاة الجمعة.. فعلى مدار الأسابيع الماضية استعدت القرية لاستقبال ضيوفها وكان الأطفال يتابعون كل التفاصيل.

ويقول أحمد مسعود، أحد أطفال القرية، والذي فقد شقيقه في الحادث: الناس بتفتكر الشهداء وتدعوا لهم بالرحمة، وشيخ الجامع كل صلاة يدعى للشهداء ويجمعنا حوله ويتكلم معنا، ويفهمنا إن احنا اللي لازم نعمر قريتنا ونشارك الناس وهى بتشتغل وتبنى القرية.

وأوضح مسعود أن منزلهم كان أحد المنازل التي تم تطويرها وإعادة هيكلتها، وأنه سعيد جدا بذلك حيث انه وعائلته استلموا البيت كامل الفرش ويحتوى على عدد من الأجهزة الكهربية. 

وقف ينظر لنا من بعيد وعلامات الخجل تعلو وجهه، اقتربنا منه لنحدثه، فضحك وقال: "أنا اسمي مسعود السعدي".

مسعود الذي لم يتعد عمره السبع سنوات، يريد أن يثأر لوالده وشقيقه ضحيتا الحادث الأليم، قائلا: "أنا روحت لعمى وطلبت منه أنى أجيب حق أبويا وأخويا ولكنه قال لي.. حقهم الجيش هيجيبه من كل إرهابي، وأوصاني بالدعاء لهم والالتزام بالذهاب إلى المدرسة لاستكمال تعليمي، خاصة واني امتنعت عن الذهاب إليها بعد الحادث".

مسعود أضاف، أنه وأبناء القرية لا يلعبون بالقرب من المسجد احتراما للضحايا الذين قتلوا فيه، واستجابة لما قاله إمام الجامع لهم بضرورة التزام الهدوء أثناء التواجد في المسجد.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة