تيريزا ماي
تيريزا ماي


التصويت الثاني.. طرح «ماي» لتأجيل البريكست.. وتحرمه على «استفتاء الانفصال»

أحمد نزيه

الثلاثاء، 26 فبراير 2019 - 05:33 م

 

بعد أن دخلت بريطانيا طريقًا مسدودًا في المحادثات مع الاتحاد الأوروبي في فتراتٍ كثيرةٍ في العالم الماضي، كان خيار الاستفتاء الثاني يُطرح على الطاولة داخل المملكة المتحدة بشأن الانفصال عن الاتحاد الأوروبي من عدمه.

 

وصوّت البريطانيون بهامشٍ ضئيلٍ في يونيو عام 2016 بلغ أقل من 52% من جملة المصوتين، لصالح الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.

 

تصويتٌ أظهر مدى انقسام المجتمع البريطاني حول الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وسط تنامي الدعوات بين الحين والآخر بإجراء استفتاءٍ ثانٍ حول رغبة البريطاني في الانفصال عن الاتحاد الأوروبي أمام الاستمرار داخل بوتقته.

 

لكن في كل مرة طُرح هذا الأمر كانت تيريزا ماي ترفضه، وتصر على عدم إجراءٍ تصويتٍ آخر بشأن مسألة الانفصال من عدمه، مكتفيةً بالإرادة الشعبية البريطانية التي كانت في منتصف عام 2016.

 

ومع دخول بريطانيا مرحلة الأيام الأخيرة من عمرها في الاتحاد الأوروبي، وعدم توصلها لاتفاقٍ مع بروكسل بشأن الأمور العالقة بين الجانبين، وتنامي المخاوف في بريطانيا من وداع أوروبا من دون اتفاقٍ، كان خيار تأجيل موعد "البريكست"، المحدد سلفًا في التاسع والعشرين من مارس المقبل مطروحًا الآن، وقد تجلى خلال مباحثاتٍ عقدتها ماي مع القادة الأوروبيين على هامش القمة العربية الأوروبية بمدينة شرم الشيخ المصرية.

 

دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي، اعتبر أن تأجيل موعد "البريكست" يبقى خيارًا منطقيًا، لكن ماي قال أمس الاثنين 25 فبراير إن تأجيل خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي لن يؤدي لإبرام اتفاق ولن يسفر سوى عن تأجيل القرار المهم المتعلق بالانسحاب من التكتل.

 

تصويت البرلمان

واليوم أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية أنه سيتم إجراء تصويت ثانٍ في بريطانيا، لكن هذا التصويت لن يكون على مسألة الانفصال من عدمه، بل سيكون قصرًا على مجلس العموم البريطاني (البرلمان) للموافقة على عملية تأجيل موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أما مسألة الانفصال فهي حتميةٌ بالنسبة لتيريزا ماي.

 

ودعت ماي البرلمان البريطاني للتصويت يوم الثاني عشر من مارس المقبل على إرجاء خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي إلى وقتٍ لاحقٍ، بدلًا من حزم لندن حقائبها في أواخر مارس المقبل.

 

وذكرت ماي أمام مجلس العموم البريطاني - حسبما أوردت قناة "سكاي نيوز" البريطانية الناطقة بالإنجليزية - أنه في حال التصويت بالرفض فسيسمح للنواب في اليوم التالي بالتصويت على الخروج من الاتحاد دون اتفاقٍ، وفي حال رفض هذا الخيار أيضًا فسوف تمنح ماي مجلس العموم الفرصة في 14 من مارس للتصويت على تمديد محدود للمادة 50 من معاهدة لشبونة والمعنية بالخروج من الاتحاد الأوروبي.

 

وأشارت ماي إلى أن تلك الإجراءات تهدف إلى طمأنة النواب مع اقتراب موعد خروج البلاد من الاتحاد دون التوصل إلى اتفاق حتى الآن.

 

طرح مرفوض

وبشأن الطرح الآخر بشأن الانفصال، وقفت ماي سدًا منيعًا في وجه  دعوة حزب العمال لإجراء استفتاء شعبي جديد على خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي قائلة إن ذلك سيعيد البلاد إلى المربع الأول، وإن المصوتين الذين دعموا الحزب في الانتخابات الأخيرة بناء على توقعهم بالتزامه بتحقيق البريكست سيستاءون، مؤكدة أن الديمقراطية في البلاد باتت على المحك، حسب قولها.

 

جدير بالذكر إلى أنه من المقرر أن تغادر بريطانيا الاتحاد في 29 من مارس المقبل وفقًا لاتفاق "بريكست" الموقع قبل عامين، وفي حال عدم إقرار اتفاق بشأن الخروج فسيكون ذلك بمثابة خروج غير منظم من الاتحاد تتبعه عواقب وخيمة على الاقتصاد البريطاني وغيره من المجالات.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة