6 نساء ساعدن فى صناعة تاريخ مصر.
6 نساء ساعدن فى صناعة تاريخ مصر.


المرأة المصرية 2019| 6 نساء ساعدن في صناعة تاريخ مصر

منى إمام

الثلاثاء، 12 مارس 2019 - 08:21 م

المرأة بشكل عام هي كائن مرهف المشاعر وجميل وعاطفي، وفي ذات الوقت فهي عقلانية، لذا نحتفل بيوم المرأة المصرية يوم 16 مارس من كل عام، حيث خصص هذا التاريخ تقديرًا واحترامًا لدورها.

فقد كان من المستحيل حصر كل امرأة عظيمة أثرت في حياة مصر والمصريين، ولكننا هنا نتذكر 6 منهن ممن ساعدن في صناعة تاريخ مصر.

سميرة موسى أول عالمة ذرّة

كان صراع والدتها مع مرض السرطان الدافع الرئيسي، وراء اتجاه سميرة موسى إلى دراسة العلوم، بغية التوصل لاستخدامات نافعة للطاقة النووية، خاصة في مجال الطب.

ولدت سميرة في بلدة صغيرة في الغربية، وعندما أتمت دراستها بالكتّاب شجعها والدها على الإستمرار في الدراسة فألحقها بمدرسة بنات الأشراف الثانوية التي اسستها نبوية موسى، واستطاعت سميرة ان تحتل المركز الأول على القطر المصرى في امتحان البكالوريا سنة 1935، فاستحقت المدرسة منحة التفوق الحكومية  واستخدمتها نبوية موسى لإنشاء معمل لسميرة.

تخرجت سميرة موسى بتفوق مع مرتبة الشرف من كلية العلوم، جامعة فؤاد الأول، وساندها الدكتور مصطفى مشرفة عميد الكلية، فأصبحت أول امرأة تحاضر في الجامعة، ثم حصلت سميرة على درجة الماجسيتر وسافرت لإنجلترا حيث حصلت على درجة الدكتوراة في الإشعاع الذري.

آمنت سميرة موسى بالاستخدام السلمي للطاقة الذرية وقالت: “اتمنى ان يصبح استخدام الطاقة الذرية في علاج السرطان في متناول الجميع كقرص الأسبرين.”

مفيدة عبد الرحمن أول محامية

كانت مفيدة عبد الرحمن محامية ناجحة إلى جانب كونها ناشطة وعضوة في عدة منظمات ونائبة فى البرلمان لأكثر من 17 عاما، والمدهش أنها كانت في الوقت نفسه زوجة واماً لتسعة ابناء.

 كما أنها أولى خريجات جامعة فؤاد الأول، وأول من تخرج منهن في كلية الحقوق بعد ان شجعها زوجها على الالتحاق بها عام 1933، وكانت حينئذ اماً لخمسة ابناء.

وتعد القضية الأولى التي ترافعت فيها مفيدة عبد الرحمن هي قضية قتل خطأ، عندما نجحت في إقناع رئيسها في العمل بقدرتها على تولي القضية، فأعطاها الفرصة، وكسبت مفيدة القضية وذاع صيتها كمحامية بارعة فأسست مكتب محاماة خاص بها بعد عدة سنوات.

من أهم القضايا التي ترافعت فيها مفيدة عبد الرحمن، قضية الناشطة السياسية درية شفيق التي واجهت تهمة اقتحام البرلمان المصري اثناء انعقاده مع 1500 سيدة اخرى لعرض قائمة بمطالبهن.

 كان في مصر وقتها، عدد لا بأس به من المحاميات إلا ان مفيدة عبد الرحمن كانت ابرعهن، وقد نجحت بالاشتراك مع هيئة الدفاع الذين تطوعت للدفاع عن درية شفيق ان تحيل القضية للحفظ. 

وقد تم إشراك مفيدة عبد الرحمن، كعضو مع اللجنة التي تولت إجراء تعديلات على لائحة قوانين الأحوال الشخصية في الستينيات من القرن الماضي، وكان من  مهام تلك اللجنة مراعاة تطور المجتمع المصري ودخول المرأة لميدان العمل ومشاركتها في الحياة العامة.

لطفية النادي أول كابتن طيار مصرية

كانت الفتاة الصغيرة لطفية مولعة بالطيران، فتلقت دروساً فيه، بينما اوهمت والدها انها تتلقى حصصا تقوية لرفع مستواها الدراسي مرتين اسبوعياً، وعندما علم والدها بالأمر اضطرت للعمل كموظفة استقبال في مطار القاهرة لتوفر نفقات دروس تعلم الطيران.

وقد عشقت المغامرة، وقد اختبأت ذات مرة فى طائرة صغيرة قبل اقلاعها لتخوض تجربة الطيران لأول مرة، وفى عام 1933 حصلت النادى على رخصة الطيران "الرخصة رقم 34 على مستوى القطر المصرى" وكان عمرها آنذاك 26  سنة لتحقق بذلك حلمها بالطياران بمفردها بين القاهرة والإسكندرية في سباق استطاعت ان تحتل فيه المركز الأول.

وقد اخذت لطفية والدها على متن الطائرة فى جولة طارت فيها فوق الأهرمات عدة مرات، وما لبث والدها ان اصبح اكبر المشجعين لها.


أم كلثوم

كان الخميس الأول من كل شهر، موعداً يجتمع فيه افراد الطبقة الأرستقراطية فى قصورهم وفيلاتهم الفخمة في جاردن سيتى والزمالك حول جهاز الراديو، وكذلك كانت تفعل الأسر المصرية البسيطة من القاهرة وحتى أسوان حتى سائقو سيارات الأجرة والأوتوبيسات كانوا يوقفون سياراتهم ليذهبوا الى اقرب قهوة ليجلسوا عليها وينصتوا فى هدوء للإذاعة.

ولدت ام كلثوم بقرية صغيرة بالدقهلية والبسها والدها ملابس الرجال لكى يضمها وهى فى الثانية عشر من عمرها لفرقته للإنشاد الدينى التى كانت تجوب الموالد والمناسبات.

وفي سن السادسة عشرة، قدمها الملحن الشهير زكريا احمد للوسط الغنائى في القاهرة، واستطاعت ام كلثوم بتعاونها مع اعظم الملحنين، والشعراء والموسيقيين المعاصرين لها – وربما كانوا الأعظم ايضاً فى تاريخ الغناء والموسيقى فى مصر- ان تصل بنجاحها وشهرتها الى عنان السماء.

مُنعت أم كلثوم من الغناء وتوقفت الإذاعة عن بث اغانيها عقب ثورة  1952 لفترة قصيرة، لأنها كانت تغني امام ملك مصرالسابق، ولكن البكباشى جمال عبد الناصر رأى انها قيمة كبيره لن يسمح بخسارتها، فعادت ام كلثوم تشدو لمصر والمصريين وقدمت دعماً كبيراً لوطنها والجيش عندما جابت العديد من دول العالم لتقيم حفلات غنائية لصالح المجهود الحربى عقب هزيمة 67. 


ملك حفنى ناصف كاتبة وناشطة

كانت ملك ناصف من اوائل المدافعات عن حقوق المرأة، ولكن مطالبها كانت متواضعة مقارنةً بالناشطات النسائيات اللائي عشن في زمنها وبعدها، ففي عام ١٩٠٩ وفي محاضرة القتها امام جمع من النساء، ذكرت قائمة لمطالبها ومنها منح المرأة الحق فى التعليم الأساسى وتخصيص نسبة من الوظائف فى مجال التدريس والطب للنساء.

كما أن أفكار ملك ناصف ملائمة اكثر مع مجتمع شرقى متحفظ فى اوائل القرن الـ20، فكان من مطالبها ايضاً مراعاة تعاليم الإسلام التى تعطى المرأة الحق فى رؤية من ستتزوجه وتحتم موافقها عليه، ولملك حفنى ناصف مجموعة كتابات واحاديث تسمى “النسائيات” صدرت عام 1910 عارضت فيها القيم الغربية فيما يخص النساء ولكنها حاولت ان تصل إلى إطار إصلاحي بما يلائم المجتمع.

عرفت ملك بلقب "باحثة البادية" الذي اكتسبته عقب انتقالها للعيش مع زوجها في الفيوم ووضعتها كتاباتها واشعارها فى مصاف كبار الشعراء والأدباء فى عصرها، وكانت ملك إصلاحية اكثر منها ثورية، وقد آثرت التحرك وفقاً لحدود الإطار المتحفظ للمجتمع الذى عاشت فيه.

درية شفيق ناشطة وكاتبة

وصفتها الصحافة ذات مرة انها “الرجل الوحيد في مصر” فبفضلها اعطى الدستور المصرى للمرأة حق الانتخاب وحق تولى المناصب السياسية.

وفى 19 فبراير 1950 قادت درية شفيق مظاهرة قوامها 1500 سيدة واقتحمت ابواب البرلمان اثناء انعقاد احد جلساته واعلنت اضرابها عن الطعام حتى تنال المرأة المصرية حقوقها الدستورية المساوية للرجل وبعدها بأسبوع كان لها ما ارادت.

وقد حصلت درية على درجة الدكتوراه من السوربون عام 1940 وكان موضوعها المرأة فى الأسلام واثبتت من خلالها ان الإسلام يساوى بين الرجل والمرأة، ثم عادت الى مصر لتؤسس عام 1948 حركة لتحرير المرأة اسمتها “اتحاد بنت النيل.”

وبعد ثورة 1952 طلبت درية شفيق تحويل اتحاد بنت النيل إلى حزب سياسى فأصبح بالفعل حزب سياسى بأجندة نسائية، ولكن سرعان ما ادركت درية ان جميع الأحزاب السياسية فى مصر ومنها حزب بنت النيل قد اصبحت بعد 1952 بدون قوة فعلية.

وفى عام 1957  بعد اعلانها الاضراب عن الطعام، تم تحديد اقامتها فى بيتها وغلق مجلتها "المرأة الجديدة" وحظر ذكر اسمها فى الصحافة، وقد عانت درية شفيق طويلاً من العزلة حتى انهت حياتها بالانتحار عام 1975 بالسقوط من شرفة منزلها.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة