ميخائيل مياسنيكوفيتش رئيس مجلس الجمهورية بالجمعية الوطنية لجمهورية بيلاروسيا
ميخائيل مياسنيكوفيتش رئيس مجلس الجمهورية بالجمعية الوطنية لجمهورية بيلاروسيا


حوار| رئيس مجلس الجمهورية بالجمعية الوطنية لبيلاروسيا: مهتمون بتعزيز العلاقات مع مصر

عمرو الخياط

الجمعة، 14 يونيو 2019 - 09:39 م

 

شدد ميخائيل مياسنيكوفيتش، رئيس مجلس الجمهورية بالجمعية الوطنية لجمهورية بيلاروسيا على أهمية الزيارة المرتقبة للرئيس السيسى إلى العاصمة البيلاروسية «مينسك»، مؤكدا أن بلاده تعقد آمالا كبيرة على هذه الزيارة لتعزيز وتوسيع الثنائى بين البلدين.

وأكد مياسنيكوفيتش أن بيلاروسيا مهتمة بمواصلة الدفع بعلاقات الصداقة مع القاهرة، معتبرا مصر شريكاً مهما تعتمد عليه بلاده فى الشرق الأوسط والقارة الإفريقية.

وأشاد مياسنيكوفيتش بتجربة مصر فى مجال مكافحة الإرهاب، مؤكدا أنها من أكثر التجارب نجاحا فى الشرق الاوسط، مشيرا إلى أن مصر تسهم إسهاما فى حل المشكلات الإقليمية فى مجال الأمن.. وإلى نص الحوار..

◄بداية.. كيف تنظرون إلى زيارة الرئيس السيسى المرتقبة إلى بيلاروسيا؟.. وماذا عن أوجه التعاون المشترك الحالى بين البلدين؟

- الزيارة المرتقبة لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى ستكون أول زيارة رسمية إلى بيلاروسيا فى تاريخ العلاقات البيلاروسية المصرية، ولها بذلك مكانة خاصة ونحن نعقد آمالا كبيرة بهذه الزيارة لتعزيز وتوسيع التعاون الثنائى وأن تفتح صفحة جديدة فى علاقاتنا.

مصر هى شريك مهم يمكن الاعتماد عليه لبيلاروسيا فى الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، وشهد الحوار السياسى بين بلدينا تنشيطا ملحوظا فى السنوات الماضية، وهو يعتمد على علاقات الانفتاح والصداقة بين رئيسى البلدين.

وجاءت زيارة رئيس جمهورية بلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو إلى مصر فى يناير ٢٠١٧، تأكيدا جيدا لحرص بيلاروسيا على الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية مع مصر وفى ختام المحادثات التى عقدت فى القاهرة، تم تحديد الاتجاهات الواعدة للتعاون بين بلدينا وتم وضع خارطة الطريق للدفع بالتعاون لعامى ٢٠١٧ و٢٠١٨ كما تم انشاء مجموعات الصداقة البرلمانية والتوصل إلى اتفاقات بشأن مشاريع مشتركة كبيرة فى مجالات الصناعة والزراعة والاخشاب والعلوم والتعليم.

وفى فبراير ٢٠١٨، افتتح فى مصر مصنع لتجميع شاحنات «ماز» كما بدأ لأول مرة توريد معدات «أمكودور» للصيانة والطرق إلى السوق المصرية وتم إبرام عقود تجميع ماكينات «بوبرويسك أغرو ماش» الزراعية ويعمل خط التجميع التابع لمصنع مينسك للجرارات بنجاح وهذه ليست القائمة الكاملة للمشاريع المشتركة بين البلدين وفى الوقت الحالى تنظر الشركات البيلاروسية فى إمكانية إنشاء مصانع الحصادات والمحركات والكومبريسورات والحافلات الكهربائية وهذه امثلة جيدة للشراكة متبادلة المنفعة، واعتقد أن عددها سيزداد، ومن خصائص التعاون فى المجال الصناعي، أن الشركات البيلاروسية والمصرية تنشئ خطوط انتاج فى مصر، ما يعنى خلق وظائف جديدة للمواطنين المصريين.

ونحن الآن ننتقل من التجارة البسيطة إلى أشكال جديدة من الشراكة، أى التعاون الصناعى والاستثمارى، وإنشاء شركات ومصانع مشتركة وسيساهم ذلك فى نهاية المطاف فى تعزيز الاقتصادين الوطنيين والارتقاء بمستوى المعيشة لشعبينا علما بأن حجم التبادل التجارى قد ازداد فى عام ٢٠١٨ بنسبة ١١٪ مقارنة بعام ٢٠١٧ وبلغ ١٠٨ ملايين دولار أمريكى كما ستكون هناك ديناميكية فى العام الحالى أيضا، إلا أن هذا ليس الحد الاقصى وقد تكون الأرقام أعلى.

◄وإلى أى مدى تحرص بيلاروسيا على تعزيز سبل التعاون الثنائى مع مصر خلال الفترة المقبلة؟

- إلى حد كبير جدا، حيث تدعم بيلاروسيا نوايا إبرام اتفاقية منطقة التجارة الحرة بين بلدان الاتحاد الاقتصادى الأوراسى ومصر وستسهم الوثيقة فى إزالة العديد من العراقيل التى لا تزال موجودة، بما فى ذلك فى تجارتنا الثنائية مع العلم أن الفضاء الاقتصادى الاوراسى هو سوق ضخم يضم ١٧٠ مليون نسمة، بالإضافة إلى ذلك، قد تصبح بيلاروسيا بالنسبة إلى مصر حلقة ربط مع بلدان أوروبا الغربية، وفى هذا السياق، تكتسب المشاريع فى مجال النقل والخدمات اللوجيستية أهمية خاصة، وحسب علمنا فإن مصر هى مشارك نشيط فى مبادرة «الحزام والطريق» وتسعى بيلاروسيا هى الأخرى للمشاركة فى مشاريع كبرى فى مجال البنية التحتية بطريق الحرير، وندعو قطاع الأعمال المصرى إلى الشراكة وتم خلق ظروف مواتية للشركات فى المجمع الصناعى البيلاروسى الصينى «الحجر العظيم» وفى مشاريع البنية التحتية والمجمعات التجارية اللوجيستية.

وهناك آفاق جيدة للتعاون بين بلدينا فى المجالين العلمى - التقنى والتعليمى وقد تم انجاز جزء من ذلك ويحقق علماء من بيلاروسيا ومصر مشاريع علمية - بحثية مشتركة بنجاح، وذلك فى مجالات النانو والوراثة الجزيئية وعلم المعادن وفيما يتعلق بالتعليم، ففى عام ٢٠١٩، خصصت بيلاروسيا لأول مرة منحا دراسية للمصريين للحصول على درجتى البكالوريوس والماجستير ويشارك أساتذة وطلاب بيلاروسيا فى دورات اللغة العربية التى تنظمها جامعة القاهرة.

وهناك مجال آخر واعد للتعاون، وهو السياحة ولاتزال مصر من أكثر الوجهات شعبية للسياح البيلاروس وقد زار ١٢٣ ألف بيلاروسى مصر فى عام ٢٠١٧ و٢١٢ ألفا فى عام ٢٠١٨ وعدد السياح المصريين الوافدين إلى بيلاروسيا لايزال ضئيلا ولكننا مهتمون بزيادة أعدادهم، وبيلاروسيا هى بلاد خضراء ذات طبيعة فريدة تجذب السياح من جميع انحاء العالم، ولدينا معالم تاريخية ومعمارية ومتاحف كثيرة.

◄وماذا عن آفاق التعاون بين البرلمانين البيلاروسى والمصري؟ وإلى أى مدى هناك تنسيق لمواقف البلدين بالمنتديات الدولية فى ظل التقارب الواضح للمواقف فى قضايا عديدة؟

- وتقدم مصر وبيلاروسيا دعما متبادلا احدهما للآخر بالمنظمات الدولية، وفى الأمم المتحدة، مثلا كان يجرى عمل مشترك على مكافحة الاتجار بالبشر وحماية القيم العائلية، وتشارك مصر مواقف بيلاروسيا فيما يتعلق برفض تسييس قضية حقوق الإنسان ورفض إصدار قرارات خاصة بدول بعينها.

والتعاون البرلمانى بين البلدين هو جزء مهم من الحوار السياسى وتقييم بيلاروسيا عاليا نتائج الزيارة الرسمية التى قام بها رئيس مجلس النواب المصرى السيد عبدالعال إلى مينسك فى عام ٢٠١٨ وجاءت خطوة مهمة علي طريق تعزيز العلاقات البرلمانية.

وبحثنا مع السيد رئيس مجلس النواب المصرى السيد على عبدالعال خلال زيارتهإلى مينسك فى نوفمبر ٢٠١٨، كيفية زيادة ديناميكية التعاون والارتقاء بفاعليته،وتم آنذاك التوقيع على اتفاقية التعاون البرلمانى التى من شأنها تعزيز العلاقات الثنائية وتملك البلدان الإمكانيات اللازمة لذلك.

وسيسهم مجلس الجمهورية والبرلمان البيلاروسى فى تعزيز التعاون مع مصر بشتى الطرق، وستؤدى مجموعات الصداقة البرلمانية دوراً مهماً فى هذا العمل، ومن المهم توظيف إمكانياتها بأقصى درجة ممكنة للدفع بالتعاون الثنائى فى مختلف المجالات التجارى ـ الاقتصادى والتعليمى والعلمى ، التقنى، وهو ما نعمل عليه حاليا.

ويجب التركيز بشكل خاص على تطوير القاعدة التعاقدية ـ القانونية التى تضم حاليا ٤٥ وثيقة، ونمتن لزملائنا المصريين على تفعيل العمل على إعداد الاتفاقيات الثنائية للتعاون فى مجالات السياسة الشبابية ومكافحة الاحتكار والتعاون المصرفى، وديناميكية المفاوضات حول هذه الوثائق وغيرها تعكس الاهتمام المتبادل بتعزيز العلاقات.

ومن المهم بالنسبة إلينا أن يستمر الحوار السياسى فى التحول إلى مشاريع ثنائية بعينها فى المجالات الاقتصادى والعلمى ـ التقنى والتعليمى، نحن مستعدون لنقل المعرفة والخبرات والتكنولوجيا لزملائنا بشروط متبادلة المنفعة، ويتمتع علماؤنا ومهندسونا بالمهارات اللازمة.

ويعود تفعيل الاتصالات السياسية والتجارية ـ الاقتصادية بين البلدين بالدرجة الأولى إلى الثقة المتبادلة، والمبادئ المشتركة للسياستين الداخلية والخارجية، وتطابق الرؤى حيال أهم القضايا على الأجندة العالمية.

وتتطور مصر الحديثة بالاعتماد على إمكانياتها والدول الشركاء التى يمكن الاعتماد عليها، بما فيها بيلاروسيا، وبلادنا مهتمة بمواصلة الدفع بعلاقات الصداقة مع مصر.

◄وكيف تنظرون إلى الكلمة التى سيلقيها الرئيس السيسى أمام البرلمان البيلاروسى؟

- بالنسبة إلينا هذا شرف كبير أن نستقبل فخامة الرئيس المصرى فى البرلمان البيلاروسى، وكلمة الرئيس هى فرصة للحصول على معلومات من مصدر أولى عن التنمية الاجتماعية ـ الاقتصادية لمصر وخطط تعاونها مع بيلاروسيا، وبالطبع، سيكون هذا اللقاء مفيدا للغاية بالنسبة إلينا.

◄ما موقفكم من مشكلة الإرهاب والتطرف على الصعيدين الإقليمى والدولى؟.. وكيف ترون تجربة مصر فى مجال مكافحة الإرهاب؟

- بات انتشار الإرهاب والجماعات الراديكالية اليوم من أكثر القضايا حدة فى الشرق الأوسط، وتندد بيلاروسيا بالإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره بشدة، وتعبر عن دعمها لجهود المجتمع الدولى لمكافحة الإرهاب والتطرف.

ويعتبر الجانب البيلاروسى أن أعمال العنف بحق المدنيين التى ازدادت فى السنوات الماضية، لا مبرر لها ويجب ألا تمر دون رد فعل حازم موحد من المجتمع الدولى.

وتعتبر تجربة مصر فى مجال مكافحة الإرهاب، عن جدارة، واحدة من أكثر التجارب نجاحا فى الشرق الأوسط. تمكن بلدكم من وضع نموذج فعال لمكافحة القوى الراديكالية بواسطة مواجهة شاملة على مسارات عديدة، وتسهم مصر إسهاما مهما فى حل المشكلات الإقليمية فى مجال الأمن، ولدينا عناصر مشتركة كثيرة فى هذا الإطار، إذ أن بيلاروسيا تنحاز أيضا لمبادئ تعزيز الأمن والسلام الشامل.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة