عبلة الروينى
عبلة الروينى


نهار

الهولوكوست لماذا؟!..(٢)

عبلة الرويني

الإثنين، 26 أغسطس 2019 - 08:19 م

المشكلة فى مسرحية (سوبيبور) لكلية التجارة جامعة عين شمس، هى بوضوح فى اختيار موضوع الهولوكوست!!!... صحيح أن المؤلف «محمد زكى» وهو نفسه المخرج، يضع سؤاله (كيف لمن عانى الإضطهاد والتعذيب فى معسكرات النازى، أن يمارسها اليوم ضد الفلسطينيين؟!... أى كيف لمن كان ضحية بالأمس، أن يصبح جلادا اليوم؟!).... والمشكلة بالضبط فى الوقوف طويلا أمام من كان يوما ضحية، المقصود (اليهود) داخل معسكر سوبيبور النازى!!
والهولوكوست وتعنى فى اليونانية القديمة (الكل يحترق) وعند اليهود (الكارثة) والمقصود هو الإبادة الجماعية، التى تحولت إلى مفهوم للإضطهاد وللمظلومية الإنسانية عامة، وليس اليهود وحدهم!!... وأى محاولة لإنكارها أو التشكيك فيها، تعتبر لدى اليهود معاداة للسامية (سبق أن قدم المفكر الفرنسى روجيه جارودى إلى المحاكمة، بسبب تشكيكه فى أعداد اليهود فى الهولوكوست، فى كتابة الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل)... وبالفعل كانت الهولوكوست ولاتزال هى المظلومية التاريخية التى تأسست عليها دولة إسرائيل... هذا الربط بين الهولوكوست والصهيونية، ربما كان سببا لإنكار الهولوكوست والتخفيض من تأثيرها فى (الثقافة العربية).. وصارت لدى كثيرين، هى تعاطف مع الصهيونية والدفاع عن قضاياهم.... يعنى موضوع الهولوكوست فى مسرحية جامعة عين شمس ليست مجرد موضوع شائك، ولا مجرد سؤال مسرحى، ولا حتى موضوع، للخلاف والجدل.. بقدر ما هى تحويل العدو إلى سؤال، وتحويل قناعات ثابتة إلى متغير قابل للنقاش والمراجعة، وقابل أيضا للتعاطف.. وهو ما وضع المسرحية فى (الكارثة)!!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة