تاريخ «المزراب» المصري.. من إبداع الفراعنة لماسورة «سطوح البيت»
تاريخ «المزراب» المصري.. من إبداع الفراعنة لماسورة «سطوح البيت»


حكايات| تاريخ «المزراب» المصري.. من إبداع الفراعنة لماسورة «سطوح البيت»

شيرين الكردي

الثلاثاء، 03 سبتمبر 2019 - 06:30 م

 

هل تعلم إن الماسورة التي تخترق جدران أغلب «بلكونات» وأسطح مباني مصر لها أصل تاريخي كبير يمتد إلى العصور المصرية الماطرة أيام الفراعنة، قبل آلاف السنين.

 

المزراب أو «الميزاب» هو تقنية لتصريف مياه الأمطار، والذي كان لابد منه حتى لا تتأثر الأسطح بتراكم المياه أعلاها.


على عكس ما نعيشه الآن، كان عصر المصريين القدماء ممطرا والسيول كانت تجري بكثرة، وتأتي الفيضانات كل عام، ورغم أن ذلك جعل وادي النيل خصبا، إلا أنه يُعرض المصريين لمخاطر كان لابد من تقنيات لمجابهتها.

 

اقرأ للمحرر|  كيف استخدم المصريون القدماء «الفخار» لحفظ أرواح موتاهم ؟


يقول مدير البحث العلمي برئاسة قطاع الآثار د. عماد عجوة، أن مياه الأمطار والرطوبة تمثل خطورة على الأسقف غير مجهزة بموانع وأساليب لتصريفها نظراً لقدرة المياه على الاختراق المباشر لسقف المبنى وعناصره المختلفة، ومن مساوئ ذلك أنها تساعد على تلف عناصر الأسقف وموادها الإنشائية والبنائية مما يؤدي إلى قِصر عمر المبنى، كما تساعد على تفكك مونة البناء وتساقط ملاط الحوائط وضياع النقوش والألوان.


ويضيف: «المعمار المصري اعتنى عبر تاريخه بمشكلة التخلص من مياه الأمطار، ففكر في أسلوب إنشائي متكامل لتصريفها في منشآته فيما يمكن أن نطلق عليه شبكة صرف مياه الأمطار، لحماية أسطح المباني، من تسرب مياه المطر فقاموا بتعلية حوافها بقدر طفيف مع وجود ميل خفيف بالأسقف لكي يسيل الماء إلى جانبي المبنى ويصب في قناة، كما استخدم مجار وميازيب منظمة أو ما يطلق عليه (المزراب)، فنجدها في الآثار الرومانية بالإسكندرية، والمعابد والأديرة بالصعيد، وعمائر رشيد».

اقرأ للمحرر| سر ثقب أبو الهول «المريب».. بحيرة وسراديب ومدينة أسفل التمثال

 

القاهرة الإسلامية
وأكد، أن في عمارة القاهرة الإسلامية فتعكس طريقة إنشاء الأسطح كيفية مقاومة الأمطار فطريقة العزل التي توضع فوق المستوى العلوي من السقف من مواد عازلة كالحصير وسعف النخيل المجدول يعلوها كسر الطوب ومونه الجير والطين كان الأساس من تكوينها أن يكون لخارجي للسقف قوياً على تحمل الأمطار فيحفظ المنشآت من أن يخرق ماء المطر سقفها فيفسد أخشابها.


وتابع «عجوة»: «لتجميع المياه من جميع مواضع السطح شيد المعمار السقف المسطح منحدرا بميل اتجاه قناة أو مجرى ثم إلى حوض أو حفرة التجميع، ويتراوح درجة الميل ما بين 0.5٪ : 1٪  لضمان تدفق للمياه الجارية، واعتمد معمار القاهرة على الميازيب بشكل أساسي في التخلص من مياه الأمطار».

اقرأ للمحرر| «ع واحدة ونص» بالفرعوني.. راقصات في حضرة الإله «بِس»


ليس مجرد تصريف
لم تكن الميازيب مجرد وسيلة لتصريف المياه، بل تفتقت عبقرية النحاتون على اختلاف أزمنتهم في تشكيل الميازيب في كثير من المنشآت، واهتموا بتهذيبها وتنميقها بما يتماشى مع الشكل العام للواجهات المثبتة بها، وكذلك مع اتساع وضيق الشارع أو الحارة، واختلفت أشكالها من منشأة لأخرى تبعا للنحات الذي يقوم بتهذيب الأحجار وإعدادها للبناء، وغالباً ما كانت تشكل بنفس مادة البناء المستخدمة في بناء الواجهات .


لما كانت المياه المنصرفة من الميازيب تُلقى في الغالب في شبكة الشوارع المحيطة بالمنشأة ما قد ينتج عنه خلافات بين الجيران أو أضرار بالشارع كأن يقع الماء على المارة، نظمت الأحكام الفقهية المتعلقة بشبكة الطرق إنشاء هذه الميازيب.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة