أسامة شلش
أسامة شلش


وقفة

وثيقة القناة.. للذكرى

أسامة شلش

الأحد، 15 سبتمبر 2019 - 08:37 م

 

بصراحة كده ورغم أنف كل المشككين تجربة سندات إنشاء قناة السويس الجديدة يجب أن تدرس بكل إيجابياتها ومدلولاتها التى أفرزتها على مدى الخمس سنوات السابقة بداية من إعلان الرئيس عنها كمطلب لإنشائها ثم إقدام الناس عليها لتجمع خلال أسبوع واحد ما يزيد على ٦٦ مليار جنيه كان أكثر من ٨٠٪ منها ودائع جديدة ضخت فى خزائن البنوك لصالح المشروع.
التجربة كانت ناجحة خاصة فى إقبال المصريين على المساهمة فى أحد أهم التحديات التى كانت تواجههم من أجل المستقبل وها هى النتائج تظهر عوائد القناة تتضاعف والخدمات التى توفرها للسفن العابرة فى الشمال والجنوب تتزايد وتتوسع بجانب ما ينتظر المنطقة من نجاحات أخرى فى ظل ما تقوم به المنطقة الاقتصادية الملاصقة للمجرى المائى الكبير من طرح للمشروعات الصناعية والتجارية وهذا أتى بفضل ثقة الناس فى قيادتهم من جهة ولأنهم يعلمون أن المشروع كان من أجل مصر ومستقبل أبنائها. شكك المغرضون فى أهمية المجرى الجديد وخرج أحدهم ليصفها بأنها طشت أمه وخاب ظنه ويا ليتها وأدته لما وضعته فالقناة ولدت كالأم كبيرة عملاقة فخر لكل مصرى ومصرية وكل يوم يمر يثبت حسن رؤية القيادة التى خططت لها ونفذتها.
للحقيقة دار بفكرى التساؤل وأنا داخل البنك الأهلى فرع الأهرام المكان الذى أسرعت من خلاله لشراء شهادات قناة السويس بالمبلغ الذى كنت أدخره فى منزلى للطوارئ طالما أن التجربة أثبتت النجاح فلماذا لا نطبقها على مشاريع أخرى خاصة أن الخبراء الاقتصاديين طالبوا بذلك.. نطرحها مثلا لإصلاح السكة الحديد وقطعا العائد سيكون مضمونا؟ ما دعانى للسؤال هو ما شاهدته أنا وصديقى مصطفى مالك مسئول خدمة العملاء بالفرع من أن الدولة صحيح ردت قيمة الشهادات للناس بلا تأخير ووضعتها فى حساباتهم فور انتهاء المدد المقررة بالخمس سنوات، ولكن الناس للأمانة فى غالبيتهم أسرعوا لشراء شهادات إيداع جديدة على الرغم من انخفاض قيمة الفائدة بما يعنى أن الأموال التى كانت مودعة بالبنوك باسم قناة السويس لم تخرج ولكن سارع الناس بتجديدها فى صورة أخرى وان أعداد من قاموا بسحب ودائعهم قليلة بالمقارنة بحجم الإيداعات.
فى اعتقادى أن الناس على استعداد للمساهمة فى أى مشروعات جديدة تطالب الحكومة بتنفيذها ولنا فى تجربة قناة السويس عبرة وعظة. كانت أكبر استفتاء من الشعب على صدق القيادة وحسن إدارتها لمقادير مصر ومطالب الناس وعلى وعى الجماهير التى لا تتأخر فى مساندة ما تجده فى مصلحة الوطن.. ولن ننسى أبدا ما ردده البعض من المغرضين من أصحاب الهوى إبان بداية الاكتتاب فى أسهم القناة من أنهم لن يجدوا عند نهاية المدة أى أموال ترد إليهم فما بالكم بما تم صرفه من فوائد على مدار الخمس سنوات بما كذب الإدعاءات ووأد أقوالهم.
قطعاً كل الشكر للشعب الذى وقف بجوار بلده شامخا وضرب المثل فى التضحية والعطاء حتى وإن اتهمه البعض أنه أخرج ما تحت البلاطة من أجل العائد ولكن هذا الشعب أثبت أن الأمر لا يتعلق بالأموال ولكنه فى الأساس جزء من شخصية مصر التى أثبت التاريخ أنها فى الملمات وفى المواقف الوطنية تقف كالبنيان المرصوص.
ساهمت كغيرى من الملايين بجزء من مالى فى الاكتتاب بمشروع القناة وعلى استعداد للمساهمة فى أى مشروع يطرحه الرئيس لثقتى فى صدقه.. وللذكرى سأحتفظ فى دولابى بأصول الشهادات دليل كذب المنافقين المغرضين. وعلى أن مصر عندما تريد تفعل.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة