مهاتما غاندي ونيلسون مانديلا
مهاتما غاندي ونيلسون مانديلا


الزعيم مهاتما غاندي.. رجلٌ مرّ من بلاد «نيلسون مانديلا»

أحمد نزيه

الأربعاء، 02 أكتوبر 2019 - 01:45 م

قبل قرنٍ ونصف القرن، في ذلك اليوم الثاني من شهر أكتوبر، وُلد الزعيم الهندي التاريخي مهاتما غاندي، الذي صار أبًا روحيًا للهنديين على مر الزمان، فهو الذي قاد حرب استقلال الهند عن الاستعمار البريطاني.

غاندي كان له الدور الأبرز في نيل بلاده استقلالها في الخامس عشر من أغسطس عام 1947، ويدين الهنود له بالفضل في ذلك. ولم يعش غاندي بعدها كثيرًا، فقد اغتاله أحد المتطرفين، ويُدعى ناتهورام جودسي، في 30 يناير عام 1948، ليضع نهاية حياة مؤسس الجمهورية الهندية الحديثة.

اغتيال غاندي كان لرغبته للهندوس أن يحترموا حقوق الأقلية المسلمة في بلاد الهند، وهو ما لم يرق لمجموعة من المتطرفين من الهندوس، فأزكوا أحدهم ليقتل زعيم الهند الأبدي.

واليوم في الذكرى الخمسين بعد المائة لميلاد مهاتما غاندي، نستحضر ذكرى هذا الرجل، ونروي بعضًا من تفاصيل قصته، التي جعلت منه بطلًا قوميًا وزعيمًا روحيًا لشعبٍ تجاوز عدد سكانه في هذا الزمان حاجز المليار نسمة.

قصة غاندي مع حلم الاستقلال لم تبدأ من أرض بلاده، بل كانت من أقصى جنوب القارة السمراء، حيث جنوب أفريقيا، مستعمرةٌ بريطانيةٌ أخرى تتوق للاستقلال عن المملكة المتحدة.

كفاحه في جنوب أفريقيا

غاندي سافر إلى جنوب أفريقيا، وهو في عمر الرابعة والعشرين، ليذهب هناك من أجل الدفاع عن حقوق العمال الهنود، المتواجدين بكثرة في جنوب أفريقيا.

ووجد غاندي في جنوب أفريقيا أرضًا خصبةً لنضاله في البلد، التي أنجبت فيما بعد زعيمًا تاريخيًا اسمه نيلسون مانديلا خاض حربًا من أجل تخليص بلاده من سياسة الفصل العنصري، ودفع من حياته ثمنًا باهظًا توارى خلاله خلف أسوار السجون، قبل أن يرى حلمه النور.

مكث غاندي في جنوب أفريقيا لنحو 22 عامًا حتى عاد لبلاده في عام 1915، ليكمل ما بدأه من مسيرة نضالٍ من أجل استقلال وطنه.

وفي جنوب أفريقيا أثرت في غاندي مشاهد التمييز العنصري التي كان يتبعها البيض ضد الأفارقة أصحاب البلاد الأصليين أو ضد الفئات الملونة الأخرى المقيمة هناك.

وهناك كافح غاندي من أجل إعادة الثقة لأبناء الجالية الهندية، وتخليصهم من عقدة الخوف، التي كانت تلازمهم في تلك الحقبة المظلمة في تاريخ كلٍ من الهند وجنوب أفريقيا، نتيجة تمييز العرق الأبيض على أصحاب البشرة الملونة.

كما عمل غاندي على إجبار الحكومة البريطانية على العدول عن قرارها بتحديد الهجرة الهندية إلى جنوب أفريقيا، وأسس هناك حزب المؤتمر الهندي للناتال، الذي عكف على الدفاع عن حقوق العمال الهنود.

من جنوب أفريقيا كانت انطلاقة مهاتما غاندي، والتي من بعدها صار زعيمًا لأمةٍ هنديةٍ قادها للاستقلال عن المستعمر البريطاني في عام 1947.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة