جانب من حرب أكتوبر
جانب من حرب أكتوبر


ذكرى النصر| أيام الخداع الاستراتيجي.. الجيش يعلن تسريح أكثر من ١٢٠ ألف جندي

بوابة أخبار اليوم

السبت، 05 أكتوبر 2019 - 09:37 م

- الاهتمام بنشر أخبار الأعمال الفنية في رمضان

- مصر تطالب إسرائيل بالانسحاب دون حرب وقائمة بأسماء الضباط المسافرين للعمرة


في الأيام السابقة لحرب أكتوبر 73، كان المجتمع المصري يستقبل شهر رمضان المعظم، ولكنه يستقبله وسط حالة من الإحباط والحزن نتيجة احتلال أرض سيناء، التي تمتاز بقدسية خاصة لجميع أبناء الشعب المصري.

 

بحثنا في أحوال المصريين في الأيام الأخيرة قبل اندلاع شرارة العبور ومعركة تحرير الأرض، من خلال الصحف المصرية الصادرة في ذلك الوقت لنرى كيف كان يعيش المجتمع المصري في ذلك التوقيت.


قبيل الحرب بأيام قليلة أعلن المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية في ذلك الوقت، عن تسريح أكثر من 120 ألف جندي اعتبارا من يوم 3 أكتوبر، بالإضافة إلى الإعلان عن قائمة بأسماء الضباط الذين سيغادرون مصر متوجهين إلى الأراضى السعودية لأداء مناسك العمرة في اليوم الرابع من أكتوبر.


ولم تكن الصحف المصرية تتناول أي أخبار عن الجيش المصري سوى عن تسريح الجنود وآراء وتحليلات للخبراء وعدد من السياسيين ورجال الجيش عن خطورة هذا الخبر، من أن الرئيس السادات لا يرغب في الحرب ولن يقدم عليها خاصة بعد تداول تلك المعلومات، مما يذكي خطة الخداع الاستراتيجي قبل الحرب.


كانت أخبار الجامعة تأخذ مساحة كبيرة في الصحف المصرية في هذا التوقيت مثل تنظيم مظاهرة لطلاب اليسار بجامعة عين شمس تطالب الرئيس السادات بإنهاء حالة اللا سلم واللا حرب وإجباره على استرداد الأرض قبل زيارة الرئيس السادات للجامعة، وتأكيد عدد من طلاب الجامعة للرئيس على أنهم يقفون مع الخط الفكري لثورة يوليو وأنهم قوة أساسية وراء القيادة في وجه تيار اليمين الرجعي، وطلب الرئيس السادات من الطلاب أن يعبروا عن آرائهم ويمارسوا حريتهم في مسئولية أن يرتقوا بأنفسهم فوق الانفعالات وأن يضعوا اللوائح والأنظمة التي تكفل ضمان هذه الممارسة، ووعد الرئيس السادات بتكرار اللقاءات بينه وبين أبنائه الطلاب.


كان دخول رمضان في ذلك الوقت كمناسبة دينية للمصريين فرصة مواتية لاستكمال خطة الخداع، حيث تتناثر الأنباء والأخبار الفنية عن آخر المسلسلات الدينية التي يتم عرضها خلال الشهر الكريم سواء على شاشة التليفزيون أو الراديو وأعمال الفنانين في تلك الفترة، فضلا عن أخبارهم الخاصة وحياتهم الشخصية، وتناولت الصحف عدداً من الأخبار والتحقيقات عن فوانيس رمضان وسوقها في ذلك التوقيت.


كانت ظروف المعيشة الصعبة التي يعيشها المصريون في فترة قبل حرب أكتوبر لها أثرها في تناول الصحف المصرية لأخبار ارتفاع الأسعار، حيث كان الدكتور عزيز صدقي رئيس الوزراء آنذاك يدلي بتصريحات مهمة حول الدعم ومشكلة الخبز وأزمة المواصلات ومحاولات الحكومة المستمرة للتصدي لها.


كما قام عدد كبير من العمال في مصانع مختلفة مثل مصنع الحديد والصلب وعمال الغزل والنسيج، بالاعتصام لزيادة المرتبات وصرف الحوافز والبدلات المتأخرة لهم.


كما تناولت الصحف أصداء زيارة الرئيس السادات للجزائر خلال مؤتمر دول عدم الانحياز، وأخبار تداولتها الصحف عن اجتماعات الرئيس الـ 39 مع وفود الدول وتحليلات سياسية حول سعي السادات إلى تكوين لوبي دولي قوي ورأي عام عالمي للضغط على إسرائيل للانسحاب دون حرب والضغط على الولايات المتحدة لدفع إسرائيل على الرضوخ لهذا اللوبي وتنفيذ مطالبه بالانسحاب.


خطاب الرئيس السادات وتصريحاته قبل الحرب بعدة أشهر، وبالتحديد في ذكرى ثورة 23 يوليو وتركيزه على 3 محاور رئيسية هي القوة الذاتية المصرية، مؤكداً أن تلك القوة الشعبية التي خرجت في 9 و 10 يونيو 67 رافضة الاستسلام ومصممة على مواصلة النضال وخوض المعركة من أجل تحرير الأرض مهما كانت التضحيات، مشيرا إلى أن إرادة الشعب المصري هى الصخرة التي تحطمت فوقها كل المناورات والمحاولات الأمريكية وكل غارات الإرهاب الإسرائيلية بعد العدوان، كما كانت الدرع القوية في المعارك الجديدة التي خاضتها مصر ضد العدوان الإسرائيلى في 67 وسجلت فيها قواتنا المسلحة أروع الانتصارات رغم كل الظروف المعاكسة.


وأكد الرئيس الراحل أنور السادات في كلمته، أن الركيزة الثانية التي يجب أن تعتمد عليها مصر هي القوة العربية فالعالم العربي يملك قوة هائلة تستطيع أن تلعب دورا مهماً في مواجهتنا ضد العدو الإسرائيلي وضد حليفه الرئيسي وهو الولايات المتحدة.


وقد أوضح الرئيس في خطابه، كيف تستطيع أن تؤدي الإمكانات العربية دورا حاسما خاصة في ظل الظروف التي يواجه فيها العالم أزمتين حادتين هما أزمة الطاقة وأزمة النقد في العالم الغربي، والأمة العربية تملك بالنسبة لهاتين الأزمتين عناصر تأثير بالغة الأهمية.


والركيزة الثالثة التي أكد عليها الرئيس السادات في خطابه، كانت مساندة الاتحاد السوفيتي باعتباره الصديق الذي يقف مع الحق العربي.


وأضاف السادات، أن مهمتنا جميعا حكومة وشعباً في هذه المرحلة هي حشد وتعبئة كل العناصر التي تدخل ضمن هذه الركائز الثلاث حتى نخوض مواجهتنا ضد العدو بأكبر قدر من الفاعلية التي تضمن لنا النصر.


وقال الرئيس السادات، إن الجبهة المعادية لمصر وللأمة العربية التي تتمثل في الاستعمار الصهيوني والأمريكي تسعى لوقف إطلاق النار بقصد تجميد الموقف في المنطقة وإتاحة الفرصة لإسرائيل لتغيير الأوضاع في الأراضي العربية المحتلة وفرض الأمر الواقع القائم على التوسع.
 

وأعلن السادات عن رفضه لهذه المحاولة، مؤكدا أنه لن يسمح بتجميد الموقف ولن يتيح لإسرائيل التوسع كما تريد، مهما كان حجم المساندة الأمريكية التي تتلقاها والقوة الذاتية المصرية مضافا إليها القوة الذاتية العربية قادرة على التصدي للأهداف الاستعمارية الصهيونية والأمريكية وإحباطها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة