محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


حروف ثائرة

السادات.. المفترى عليه حيا وميتا

محمد البهنساوي

الإثنين، 07 أكتوبر 2019 - 07:55 م

تفوح هذه الأيام ريح زكية للمناسبة الوطنية الأهم لتشرح صدور الوطنيين وما أكثرهم وتزكم أنوف الخونة وخوارج وطننا.. ذكرى نصر أكتوبر المجيد.. تلك الحرب التى جسدت وطنية وانتماء وتضحية شعبنا لرفعة مصر وعلو مكانتها.. كما جسدت عظمة جيشنا وبسالة رجاله وقدرتهم على تحقيق المستحيل وقهر الصعوبات والثقة اللامحدودة فى النفس والله والوطن التى مكنتهم من عبور النكسة والانكسار إلى نصر خالد رفع هاماتنا للأبد ملامسة عنان السماء.
بطولات جيشنا فى تلك الحرب تحتاج مجلدات لإحصاء بعضها..لكنى اخترت اليوم الكتابة عن بطل مغوار يمتلك شجاعة فريدة لقائد يدرك أن شجاعته تلك قد يفهمها الكثيرون ضعفا لتدفعه بعيدا عن مصاف الزعماء.. وهنا مكمن القوة والشجاعة لرجل أمن بوطنه ووضع مصلحته العليا فوق زخارف الزعامة الزائفة ليصبح دائما مفترى عليه.. إنه الزعيم الشهيد البطل محمد أنور السادات.. الذى تعرض ظلم بين طوال حياته وحتى بعد استشهاده.
فإذا بدأنا بالاستعداد للحرب.. فالبعض يوحى ويصرح بأن الزعيم جمال عبد الناصر فارق الحياة تاركا الجيش جاهزا للحرب التى نفذها السادات.. ظلم كبير للسادات الذى أكمل إعادة بناء الجيش وجهزه للحرب وخاضها بقادة جدد مبعدا من لم يأخذوا طلبه بالاستعداد للحرب بالجدية المطلوبة.
وقرار الحرب نفسه مسئولية جسيمة ما كان ليتحملها الا قائد واثق فى نفسه وجيشه قادر على تحمل تبعات القرار الذى وإن فشل لا قدر الله ما تحمل تلك التبعات أحد الا هو.. وفى الحرب حدث ولا حرج عن عظمة وذكاء وشجاعة السادات.. وصولا لقرار وقف إطلاق النارالذى لم يكن بالهين لو أراد اكتمال نصره بأى ثمن حتى لو كان دماء جنوده ومقدرات وطنه..لكنه أبى ووافق على القرار بعد إن اكتشف انه يواجه أمريكا وليس إسرائيل واستمرار الحرب مهلكة للجميع..لم يكترث لما سيقال عنه ولا أن يعتبر البعض نصره منقوصا ولا أن تهاجمه شراذم التخلف والرجعية بمصر والعالم العربى وتنال من زعامته بل لم يسع ابدا لها وهناك يهاجمونه بل ويتهمونه بالخيانة.. أى ظلم بعد هذا.
أما قرار السلام ما كان لزعيم غير السادات أن يتخذه.. ولو اتخذه غيره لوجد من يقدس قراره ويعتبره رسالة بقدسية الأديان.. القرار اتخذه السادات بنفس جسارة قرار العبور وخاض حربا لم تقل شراسة عن المعركة العسكرية.. اليوم ومع ما نراه من تمدد إسرائيلى وبلطجة يحميها العم سام.. هل مازال السادات كافرا بالوطنية خائنا للأوطان؟!
ظلم السادات تاريخيا..ونذكر وصفه بالتحايل ليلة ثورة يوليو للهروب من مسئوليتها ورغم أن غيره فعل مثل ما فعله السادات.. وزعيمنا مواقفه الوطنية دفعته للمحاكمة والسجن مبكرا وهو ما لم نجده عند غالبية صانعى الثورة.. لكنه الظلم والافتراء.
السادات ظلمه الكثيرون بدءاً من رفاقه من الضباط الأحرار إلى زعماء عرب ورفاقه بالحرب وجماعات الغدر التى ترفع شعار الدين..فتح لهم الطريق ليلتفوا كعادتهم ويطعنوه فى ظهره.
رحم الله بطلنا الشجاع وإلى الله ندعو بالرحمة والإنصاف له.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة