صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

حكاية الخير والشر

صالح الصالحي

الأربعاء، 09 أكتوبر 2019 - 07:06 م

فى رحلة الخير والشر يسير أناس وأناس.. ولكن هل يسير الانسان فى الرحلتين معا؟.. أم كل انسان يبحر فى رحلة واحدة يختلط فيها الخير والشر؟.. أم أن هذه الرحلة محطات يفترق فيها الخير عن الشر؟.. ولماذا يفضل البعض أحد الخيارين على الآخر؟
فى تقديرى أن فطرة الانسان تحركه نحو أحد الطريقين. ولكن الشر طريقه أسهل بكثير من طريق الخير.. فهو يأتى إليك ولا تسعى أنت إليه.. كما أنه لا يحتاج منك لجهاد النفس.. فهو مليء بإشباع للغرائز الانسانية المليئة بالشهوة.. التى ترتفع عند البعض لتصل أحيانا لدرجة الجريمة.. ويتلوث الانسان ويصبح فعلا شريراً.. أو يتطهر ويبذل من الوقت والصحة والمال ليسير فى طريق الخير، وينتظر أجره من الله سبحانه وتعالى.. الفرق بين الطريقين هو قرار.. فى طريق الخير يكون صاحبه صاحب إرادة قوية وقلب عامر بالإيمان.. ويا سبحان الله تجد صاحب هذا الطريق وجهه مشرقاً ولسانه نظيفاً ولقمة عيشه حلالاً مليئة بالبركة التى منحها الله له ومعها الرضا.. فهو مكافأة الله له التى تنعدم عند أصحاب الطريق الثانى الذين يستحلون طريق الشر لتحقيق مكاسبهم التى حرمهم الله من متعة الاستمتاع بها.. فنزع منهم الرضا فهم يلهثون وراء كل الملذات.
والسؤال هل الإنسان خير بطبعه أم شرير بطبعه ؟ الإجابة إن الله سبحانه وتعالى لم يخلق  عبداً خيراً و آخر شريرا كلنا سواء عند بداية خلقنا والإنسان يختار لنفسه الطريق الذى يسير فيه.. والله يبتليه طوال الطريق بأحداث وأمور ربما يعود لرشده ويسير فى الطريق الصحيح..فكل إنسان طائره فى عنقه.. فمنهم من يجاهد ومنهم من يختار الطريق السهل.. وعلى قدر المشقة يكون الثواب.
وفى رأيى أننا لسنا أصحاب طريق واحد فكل واحد فينا يختلط طريقه بالخير والشر.. ولكن ترتفع الدرجة عند البعض وتنخفض عند البعض الآخر.. وهنا نتوب ونعود.. أو لا يمهلنا الزمن لنتوب.. وتصبح حياتنا عبرة لغيرنا وبالمثل تصبح حياة غيرنا عبرة لنا.. البعض ينساها ويغلبه طبعه.. والبعض يتدبر ويصحح مساره.. كلنا خطاؤون.. وخيرنا من يتوب ويصحح مساره.. حتى وإن لم يعلن أمام الآخرين.. لأننى أتصور أنه  لا يوجد أحد لديه الشجاعة ليعلن عن أخطائه أمام الآخرين.. وحتى هذه الحالة ليست مهمة فكلنا يتجمل أمام الآخر وينسى أن منا من ينكشف ويفتضح أمره.. ولكن لو نظرنا إلى أنفسنا سنجد أننا أيضا مثل الآخرين.. المهم أن يستر الله عيوبنا لنتوب أمامه فهو الستار التواب.. مفيش حد أحسن من حد.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة