هناء عبدالفتاح
هناء عبدالفتاح


إشتروا منى

إعصار حمادة

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 27 أكتوبر 2019 - 07:39 م

هناء عبدالفتاح

سواء كان منخفضا جويا اسمه حمادة كما تراه هيئة الأرصاد الجوية أو إعصارا اسمه ميديكن كما تراه ناسا أو حتى اسمه على اسم جده، الأمر الواقع يقول إن مصر تشهد حالة واضحة من التغيير المناخى.
 ولم يعد يمكن قبول التصريحات الرسمية التى تفيد بأن الميزانية لا تسمح بعمل شبكات صرف جديدة وبالوعات صرف أمطار أو التبرير بعدم إمكانية صرف مليارات عديدة على شبكات صرف كإجراء احترازى لموسم يأخذ بضعة شهور وينقضى، صحيح لا يمكن لبشر أن ينتصر على قوة الطبيعة، وأن فى أوروبا والدول المتقدمة تتسبب السيول والأعاصير فى فواجع تفوق كل خيال وكل توقع، لكن على الأقل هذه الدول تستعد للمواجهة وتحاول تفادى ارتفاع مؤشر الخسائر بأقصى ما يمكن فعله وهو ما لا نقتدى به ولا حتى نحاول.
وعلى أى حال ما نواجه نحن رغم كونه هائلا فى نظرنا إلا أنه يعتبر فى مجمله زخات مطر مقارنة بما تواجهه تلك الدول، عدم الاستعداد لسيول الشتاء يكلفنا الكثير، يكلفنا هلاك ممتلكات عامة وخاصة ربما تصل قيمتها لأكثر من قيمة شبكات الصرف نفسها، وأهم ما يكلفنا هو أرواح تصعد لمجرد أن الحظ العاثر قادها للمشى فى شارع غارق أسفله كابل كهرباء عارٍ.
استمرار التعامل بنفس الآليات سيكلفنا كل موسم شتاء فاتورة أعلى من الموسم الذى سبقه، وإذا كانت الميزانية لا تسمح بعمل شبكات صرف جديدة تجنبنا ويلات ما نواجهه فعلى الأقل يمكننا دعم وصيانة الشبكة الموجودة ولو عملت بنصف كفاءة سيكون أفضل من كونها لا تعمل أصلاً، ولا أعتقد أن مراعاة وجود ميل على جنبات الطرق وفتحات تستقبل مياه المطر هو بالأمر المستحيل علينا، نستطيع لو أردنا، نستطيع لو اعتبرنا المسألة قضية أمن قومى وهى كذلك بالمناسبة نريد الاستمتاع بطقس الشتاء بدون مشاهد مؤسفة تصاحبه وتقضى على متعته، نريد أن نكون على قناعة كاملة بأن البشر حاولوا واستعدوا حتى لو كان لقضاء الله وقدره كلمة أخرى، نرفض الإهمال ونطالب بمحاسبة المسئولين عنه، ونرفض أن يأتينا مجرد منخفض جوى « اسمه حمادة « فيفعل فينا كل هذا، وإذا كان هذا ما واجهناه بسبب حمادة، فكيف الحال لو واجهنا _لا قدر الله _ إعصار عبد الجبار اللى بيتغدى بالولعة ويتعشى بالنار ؟!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة