رئيس هيئة الأرصاد خلال حواره مع محررة «بوابة أخبار اليوم»
رئيس هيئة الأرصاد خلال حواره مع محررة «بوابة أخبار اليوم»


في أول حوار له.. رئيس الأرصاد الجوية: مصر لن تتعرض لأعاصير.. وهذه حقيقة غرق الدلتا

إنجي خليفة- محمد هشام

الأحد، 27 أكتوبر 2019 - 08:24 م

 

  لدينا خطة لمواجهة التغيرات المناخية حتى عام ٢١٠٠

الخسائر المادية والبشرية التي تحدث نتيجة السيول ستقل لهذا السبب

الدلتا لن تغرق نتيجة لعدة عوامل

هناك من تعمد إثارة الرعب في قلوب المواطنين بشأن تعرض مصر لإعصار

أنا صاحب تسمية المنخفض الجوي بـ«حمادة».. وهذه هي القصة

لا يوجد شيء اسمه إعصار «ميديكين»

نحن نمتلك أحدث الأجهزة بالهيئة علامة للأرصاد الجوية

لدينا 176 محطة رصد جوي على مستوى الجمهورية

مرّت مصر في الأيام الماضية، بحالة من الطقس المتقلب مع دخول فصل الخريف ذروته، فسقطت الأمطار الأسبوع الماضي، وصدرت تحذيرات بعدم الخروج من المنازل ببعض المناطق، فأصبحت حالة الطقس شغلًا شاغلًا للشارع المصري.

 

«بوابة أخبار اليوم»، انفردت بأول حوار مع رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية  د. أشرف صابر، عقب توليه مسؤولية رئاسة الهيئة، وتطرق الحوار لأحوال الطقس في الأيام المقبلة، وحقيقة  ما أصدرته إدارة الطيران والفضاء الأمريكية «ناسا»، عن تعرض مصر لإعصار أطلقت عليه أسم «ميديكين» ، وأجاب عن السؤال الذي يدور بخلد كل مصري هل من الممكن أن تتعرض مصر لأعاصير؟

                          وإلى نص الحوار...

 

في البداية ما حقيقة تعرض مصر لإعصار «ميديكين» خلال الأيام الماضية؟

مصر لم تتعرض لإعصار خلال الأيام الماضية، نحن تعرضنا لمنخفض جوي متعمق قادم من جنوب قبرص، بالرغم من ذلك كان هناك إصرار على إثارة الرعب في قلوب المصريين بشأن تعرض مصر لإعصار.

 

من وراء تسميه المنخفض الجوي بإعصار حمادة؟

أنا من سميت المنخفض حمادة، لأن كان هناك إصرار من إحدى المنصات الإعلامية أن مصر تتعرض لإعصار يدعى «ميديكين» ، وكنت أتحدث أن لا يوجد شيء اسمه إعصار بمصر، وإن هذا ما إلا منخفض جوي قادم من جنوب قبرص، يأتي إلى هذه المنطقة ويؤثر على مصر كل خريف، وطالبت بتغير اسمه إلى حمادة ليكون اسمه بسيط للمصريين.

هذا المنخفض يؤثر علينا لمدة قصيرة ولكن نتيجة للمد في طبقات الجو العليا وكمية السحب المصاحبة له والعنف، استمر لفترة أطول وأثر على شمال البلاد ثم بدأ التحرك شمال شرق مصر تحديدا منطقة القناة ثم شمال سيناء ثم اتجه شرقا، ثم بعد ذلك غادر البلاد، وهذا المنخفض قد انتهى تأثيره على مصر.

 

هل من الممكن أن تتعرض مصر لأعاصير خلال الفترة القادمة ؟

الأعاصير لا تحدث في البحار المغلقة، ولكن تحدث في المحيطات مثل ما يحدث في المحيط الأطلسي بمنطقة بحر العرب ، ويؤثر على سلطة عمان ومنطقة القرن الأفريقي واليمن، لكن البحر الأبيض المتوسط هو بحر مغلق لا يحدث به أعاصير ولكن يحدث فيه منخفضات جوية مثل ما حدث الأيام الماضية، ومصر لم تتعرض لأعاصير من قبل ولن تتعرض.

 

إعصار «ميديكين» جاء نتيجة التغيرات المناخية أم ماذا؟ وهل يؤثر مرة ثانية على مصر ؟ 

لا يوجد شيء اسمه إعصار «ميديكين» ولكن هو منخفض جوي يؤثر على مصر مرة واحدة في العام، أما خلال فصل الشتاء أو فصل الخريف.

 

هل من الممكن إطلاق تسميه على المنخفضات الجوية التي تتعرض لها مصر مثلما فعلت تهكما على«ميديكين» ؟ 

لا يوجد تسميه لكل منخفض مثل الأعاصير التي تحدث والمنخفضات ليس لها أسماء، نحن نطلق على المنخفض اسم المنطقة القادم منها، فكان المنخفض الذي أثر علينا الأيام الماضية قادم من جنوب قبرص، و نطلق عليه منخفض قبرص.

 

ما هي الخطة الاستراتيجية التي وضعتها مصر لمواجهة التغيرات المناخية في مصر؟

جارٍ إعداد تطبيق خريطة مخاطر وتهديدات التغيرات المناخية على مصر حتى عام ٢١٠٠، بقيادة القوات المسلحة و بالتعاون مع وزارة البيئة، ووزارة الموارد المائية، وبحوث الشواطئ، وذلك باستخدام نماذج المناخ العالمية والإقليمية إحصائيا وديناميكيا لـ ٢ سيناريو من سيناريوهات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الأكثر تشاؤما والأكثر تفاؤلا ليكون هناك معرفة بكافة الخيارات المتاحة .

وتقوم الخريطة بوضع إستراتيجية مصرية شاملة للتخطيط في التوسع الزراعي والعمراني الأمثل، نتمكن من خلالها تحديد أفضل الأماكن المناسبة للتوسع العمراني حتى تقوم وزارة الزراعة باستغلاله الاستغلال الأمثل، كما نقوم بتحديد المكان الأمثل للتوسع العمراني بعيدًا عن أماكن غير صالحة للتمدد العمراني، وذلك طبقا للتغيرات المناخية المستقبلية حتى عام 2100، تحت توجيهات القيادة السياسية يتم ذلك  لأول مرة في مصر، وتم الانتهاء من المرحلة الأولى من الخريطة.

 

ما هي ملامح تأثر مصر بالتغيرات المناخية ؟ وما حقيقة غرق الدلتا؟ 

المؤشرات الأولية تؤكد أن هناك زيادة في عدد حدوث الموجات الحرارية، وتكرار حدوث العواصف الترابية، وشدة العواصف الرعدية وتكررها ، ومعدلات الحرارة تزداد بفارق كبير مما يؤثر على قطاع الزراعة في جنوب مصر ولكن هناك احتياطات توضع في الاعتبار ومع انتهاء الدراسة سوف تتضح جميع الجوانب وتأثير المناخ. 

الدراسات الأولية وفقا لانتهاء من المرحلة الأولى من الخريطة، تؤكد أن هناك ارتفاع في منسوب سطح البحر ولكن لن يصل الحال بغرق الدلتا.

 

ماذا عن الأجهزة الجديدة التي تم رصد مبلغ 182 مليون جنيه لشرائها؟

بالنسبة للأجهزة المتواجدة بالهيئة نحن نمتلك أحدث الأجهزة، وتوصلنا لأحدث الأجهزة على مستوى العالم ولن نحتاج إلى أي تطوير لمدة 20 عاما قادمة، وتم اعتماد مبلغ 182 مليون جنيه من قبل رئيس الجمهورية للهيئة بالتنسيق مع القوات المسلحة لاستقدام 3 رادارات للطقس، وبدأت الشركات في الأعمال المدنية الخاصة بتركيب الرادارات، وسيتم توزيعهم على مستوى الجمهورية وسيتم وضعهم في مرسى مطروح و القنطرة شرق والعاشر من رمضان .

 أيضا سيتم  استقدام كمبيوتر عملاق ولأول مرة سيدخل في مجال العمل بالأرصاد الجوية في مصر، سيتم تركيبه خلال عام وسيتم وضعه بصالة الحاسب الآلي بقمر الهيئة العامة للأرصاد الجوية ، وسيساعد الكمبيوتر العملاق في التنبؤ بشكل سريع والأبحاث العلمية ، وسيلعب دور رئيسي في تطبيق مخصص للهواتف الذكية تعمل الهيئة على إصداره، وبمجرد من الانتهاء من تركيبة سوف يتم إصدار موبايل ابلكيشن» مخصص للهيئة، فضلا عن شراء 30 محطة رصد جوي للحصول على معلومات أدق تفيد صناع القرار والمواطنين.

 

كم عدد محطات هيئة الأرصاد الجوية ؟

 

هناك 103محطات خاصة بالمحطات السطحية و 73 محطة خاصة بقياسات مختلفة مثل الأوزون والتلوث و الإشعاع، وبذلك  يكون مجموع المحطات 176 محطة على مستوى الجمهورية ولدينا 5 مراكز تنبؤات، وأغلب المحطات ومراكز التنبؤات تكون متواجدة في المطارات، لأنه لا يوجد مطار بدون محطة أرصاد.

 

هل تلعب الهيئة دورا في توعية المواطنين للتعامل مع التغيرات المناخية ؟

 

بالتأكيد وذلك من خلال الإعلام نقوم بالتوعية، وأيضا متاح للمواطنين الاتصال بالهيئة على مدار الـ 24 ساعة على التليفون الآتي 24646721، ولدينا موقع خاص للهيئة ، ونتيجة توعية الهيئة المواطنين قلت نسبة عدد الوفيات نتيجة الاحتباس الحراري .

 

هل تستطيع الهيئة تحديد كمية الأمطار قبل نزولها بشكل دقيق ومحدد؟

 

حاليا تقوم الهيئة بتحديد كمية المياه بعد نزولها في الأماكن المختلفة على مستوي الجمهورية، ولكن سيستخلف الوضع كثيرًا بعد أن نحصل على جهاز الرادار الجديد، لأنه يقوم بتحديد كمية المياه وحسابات كمية المياه في السحابة وكمية المياه التي سوف تنزل وتوقيت النزول ومكان سقوط الأمطار، فمثلا مؤخرًا كنا نقول أن هناك سقوط للأمطار على سلاسل جبال البحر المتوسط، ولكن مع الجهاز الجديد سيتم تحديد مكان سقوط الأمطار بمنطقة محددة داخل الغردقة مع تحديد كمية الأمطار قبل نزولها.

وعند استلام الجهاز ستقوم الشركة الأمريكية بتدريب خبراء الأرصاد على استخدام الأجهزة الجديدة وسيتم التدريب على استغلال الجهاز أفضل استغلال بحيث يتم الخروج بمعلومات دقيقة تتيح الفرصة للدولة لاستغلال موارد الطاقة المتجددة غير المستغلة كالرياح والأمطار والطاقة الشمسية، وسيتم تقليل الخسائر المادية والبشرية التي تحدث نتيجة تعرض بعض المناطق للسيول.


 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة