محمد عبد الواحد
محمد عبد الواحد


الخروج عن الصمت

مسرحيات تحاكى الواقع

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 03 نوفمبر 2019 - 07:37 م

محمد عبد الواحد

فى لغة المسرح تجد الحياة تتجسد امامك وكأنها لغة شعب بأكمله ومن قال إن المسرح محاكاة لما يحدث احيانا بسخرية فيتبادل ممثلوه بعض الاسقاطات والافيهات التى تصل بك إلى هيستريا من الضحك فهو محق، من قال إن المسرح يحمل الملو دراما التى تصل بك إلى البكاء،فهو أيضا محق لان لكل منهما أوجه من وجوه الحياة. وهنا أردت أن استعرض معكم ماكتبه صديقى عماد مطاوع المؤلف المسرحى فى إحدى مؤلفاته التى أهداها لى وهى «أرض الدخان» ملو دراما المسرح حيث طوع مطاوع حوارها ببساطة الكاتب المتمكن حتى يستطيع من يقرأها أن يتخيل أنه يشاهد أبطالها وقوفا على خشبة المسرح، فلذلك ارى حال البطل من خلال النص هو حال الكثير منا عندما يفجعه الموت فى قريب او صديق له،تجده يسترجع شريط حياته بحلوها ومرها لكن البطل هنا أيقن أنه مفارق الحياة لأنه أصبح اربعيناتى اى وصل سنه الاربعين فبدأ الخوف يدق بابه لان الكثير من عائلته وافتهم المنية عندما وصلوا الاربعين، فتجده متصلا بأصدقائه معتذرا منهم على مابدر منه، راجيا إياهم الا يكون احدهم حاملا له ضغينة أو كرها خصوصا أنه سيودع الحياة، ويعود إلى نفسه متمنيا أن يحيا ليزيد عطاءه ويكثر مؤلفاته لانه يعتبر نفسه مصدر خير للبشرية فهو من يكتب لإسعاد الناس والأخذ بأيديهم ليعينهم على مصاعب الحياة، لكنه ذهب لأبعد من ذلك مستعرضا تاريخ العائلة وكيف كان يكن لها الجميع كل تقدير واحترام رغم ماسمعه وما كان يردده البعض من ان الجد جمع ثروته من اللصوصية مستغلا فى ذلك قوته وعنفوانه باقتحامه لمنزل رجل ثرى فى أطراف البلدة وفتك به وبولده ولم تشفع لهما توسلات الزوجة التى فقدت النطق من هول ما رأت ومن شدة جرمه اعتدى عليها فلفظت أنفاسها بين يديه، ثم يعود لنفسه متذكرا جرمه وكيف غوى إحدى الفتيات الحالمات بعالم القصة والأدب وأوهمها بأنها ستصبح أديبة لها اسمها بعدما سلبها عذريتها، ويبرر لنفسه فعلته بأنها هى التى ارادت ذلك وسلمت نفسها دون عنف منه اومقاومة، ويسترسل متذكرا هذا الشاب الذى كان يحمل اوراقه فى ظرف قديم كملابسه الرثة ويأخذ بيديه ويجلسه وتبدأ الضيافة من المقهى إلى البيت حيث يطعمه بعد أن علم بأن الجوع كاد أن يفتك به ويأخذ تلك الأوراق ودون مجهود منه أوتعب يغير اسم صاحب المؤلف  إلى اسمه وتصبح أرض الدخان باسمه دون عناء أوتعب.                وللحديث بقية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة