حمدى رزق
حمدى رزق


فيض الخاطر

درس دكتور مشالى

حمدي رزق

الثلاثاء، 17 ديسمبر 2019 - 07:32 م

رحل العلامة الدكتور «إبراهيم بدران» تاركًا لقب «طبيب الغلابة» فى حوزة «الدكتور محمد مشالى»، صاحب أرخص كشف طبى فى مصر، للعلم فيزيتة الدكتور مشالى عشرة جنيهات مصرية، ليت أطباء اليوم وغدا يقتدون بالقدوة الحسنة، دكتور مشالى قدوة حسنة، ليتهم يتمثلونها.
الرضا بالقليل، والطب رسالة، والقناعة كنز لايفنى، وزكاة العلم، وخدمة البسطاء والفقراء والمعوزين، وهناك مكان فى العيادة لكل فقير، هذه قناعات دكتور مشالى، وهذه طريقته، ومضى قطار العمر هادئا هانئا بمحبة الفقراء، ودعاء الطيبين، نموذج ومثال للطبيب الإنسان، ربنا يطول عمره.
مثل هذه النماذج الباهرة تقف أمامها اعتباراً، فلسفة الدكتور مشالى عن رسالة الطبيب الإنسان، فريدة، ولكنها متجسدة فى الأرض الطيبة، هناك آلاف الاطباء على خطى دكتور مشالي، لو تبحثون فى العيادات والمستشفيات، منهم من يخصص يومًا شهريًا لعلاج المرضى بالمجان، وكرماء آخرون يفتتحون عيادات شعبية فى المناطق الشعبية بأسعار شعبية، وآخرون حتى يصرفون العلاج لغير القادرين بالمجان، وكلها مبادرات تنم عن إحساس عالٍ بالمرضى الذين هم فى أمس الحاجة إلى من يعطف عليهم ويطبب.
نموذج «الدكتور مشالي» وتلاميذه فى مدرسة الإنسانية، يلفت النظر إلى قضية أسعار الكشف الطبى فى العيادات الخاصة، الأسعار أصبحت فوق طاقة المرضى، وبعضها خرق السقف ارتفاعاً، ولم يعد هناك سقف، وكل طبيب يحدد سعر الكشف فى العيادة من عندياته دون ضابط ولا رابط اعتمادًا على شهرته، وموقع عيادته، وظهوراته الإعلامية.
لو أحسن حكماء «دار الحكمة» لتوقفوا أمام ظاهرة المغالاة فى أسعار الكشف الطبى، وتبينوا أسبابها، أعرف أن اسم الطبيب لا يقدر بثمن، ولكن دراسة وضع لائحة بأسعار الكشف فى العيادات الخاصة خليق بأن تتم دراسته، والتدرج فى الأسعار مهم وبحسب الدرجة العلمية والتخصص، بحيث يكون السعر معلنًا وعلى الجميع ويلتزم به الأطباء كافة.
لن أتحدث عن معاناة الكثير من المرضى فى تدبير قيمة الكشف، ناهيك عن تدبير نفقات روشتات العلاج، وتعلمون أن أسعار الدواء تعز على الفقراء، الله يرحمه الدكتور إبراهيم بدران الذى ظل كشف عيادته جنيهات معدودة وهو من هو اسمًا وعِلْمًا وعَلَمًا، لقبوه بطبيب الغلابة وهو وزير الصحة.
اللقب يحمله الدكتور مشالى أحب الألقاب إليه، ياله من لقب عظيم، ربنا يطول فى عمر الدكتور مشالي، ويزيده من فضله وعلمه، وفى الأخير هناك بين المقدرين من يرنو إلى حمل هذا اللقب، إلى استحقاق لقب طبيب الغلابة، وفى ذلك فليتنافس المتنافسون.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة