قناة طابا ـ العريش

رفعت رشاد

الأحد، 22 ديسمبر 2019 - 07:54 م

رفعت رشاد

يلهث العالم وراء الجديد. تتكالب الدول كبيرها وصغيرها للوصول إلى مكانة أفضل على سطح الكرة الأرضية. تضخ الكيانات العملاقة مليارات الدولارات من أجل ابتكار الأفكار العلمية والاقتصادية. صار الزمن يحسب بالفيمتو ثانية، لذلك من لا يلحق بالركب سيدهسه الزمن بدون رحمة. التقيت والمهندس سيد الجابرى، من رجال القوات المسلحة المتقاعدين. وصل إلى فكرة لا تقل فى قيمتها ونتائجها عن قناة السويس والسد العالى. درس الفكرة بمساعدة خبراء مصريين ودوليين وأقر الجميع بقابليتها للتنفيذ. فكر الجابرى فى حفر قناة مائية تربط بين منطقتى طابا جنوبا والعريش شمالا. أعد الدراسات فى كل المجالات. تعاون مع خبراء فى الجيولوجيا والرى والآبار والملاحة والتجارة العالمية وعلم بناء السفن المدينة أو العملاقة وآخرين فى كل المجالات، ومنهم خبراء يابانيون، وتوصلوا جميعا إلى أن فكرة حفر قناة بين طابا والعريش ستغير حركة الاقتصاد العالمى وتمحو الآثار السلبية على مصر بعد تحويل حركة الملاحة إلى رأس الرجاء الصالح. تقوم الفكرة على حفر القناة فى مسافة حوالى 230 كيلومترا. تم اختيار مسار الحفر من بين 22 موقعا تم تحديدها كاحتمالات لأن تكون مناسبة للمجرى الملاحى. المسار الذى تم اختياره كان الوحيد الذى يصلح للتنفيذ. استعان الجابرى بدراسات لمنظمة الجايكا اليابانية ومشروعات حفر آبار تم تنفيذها من خلالها للتيقن من سلامة مسار الموقع الذى سيتم الحفر فيه. أكدت الدراسات أن قناة طابا ـ العريش لن ينافسها أى مشروع إسرائيلى بعدما تردد أن إسرائيل بصدد إنشاء خط سكك حديدية من تل أبيب إلى إيلات. فمهما كانت حمولة السكك الحديدية فإنها لن تنافس السفن العملاقة التى يتزايد اتجاه العالم لبنائها والتى قد تصل فى مستقبل قريب إلى حمولة مليون طن! وبالتالى ستكون ليست مجرد سفن وإنما مدن عملاقة عائمة. سألت الجابرى عن مدى تأثير المشروعات التى تقوم بها روسيا ناحية القطب الشمالى والتى تهدف إلى فتح طريق بحرى بإزاحة الجليد وتقصير المسافة الملاحية بين شرق آسيا وأوروبا، قال إن هذا الطريق يتطلب عشرات السنوات لكى يتم فتحه باستخدام معدات نووية ولن يؤثر على قناة طابا ـ العريش حتى بعد هذه السنوات. وقال عن عمق المجرى الملاحى للقناة المقترحة يصل إلى 80 مترا أى إلى العمق الذى تكون المياه بعده مظلمة ومهما ابتكر العالم من سفن لن تتجاوز هذا العمق. وهذا العمق يتيح الفرصة لمرور الغواصات التى تفضل المياه العميقة. وبالمقارنة مع عمق المياه فى قناة السويس (24 مترا) نجد أن وجود قناة طابا ـ العريش سيبقى مصر نقطة التقاء الخطوط البحرية، كما سيقام فى طابا والعريش أكبر ميناءين للحاويات فى العالم بخلاف ما سيتم استخراجه من الحجر الجيرى وأوليات مواد البناء التى ستكون عوائدها بمليارات الدولارات، بدون مبالغة. تفاصيل المشروع المقترح تحويها مجلدات، لكنى كتبت مقالى بعد أن شعرت بنفحة أمل بوجود مثل هذا الرجل وهذه الأفكار التى تمنحنا أملا فى غد أفضل.