صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

أردوغان متعهد الدواعش

صالح الصالحي

الأربعاء، 15 يناير 2020 - 07:25 م

بحجة الوقوف إلى جوار الشرعية فى ليبيا أرسل أردوغان جنوده الغزاة و٥٠٠ من الميليشيات الدواعش إلى طرابلس ليحصل على الغاز فى البحر المتوسط.
اليوم حضر إلى ليبيا وأمس أقتحم الأراضى السورية وقبلها بفترة ليست ببعيدة احتضن المارقين من جماعة الإخوان الإرهابية.
اردوغان أصبح كلمة السر فى إحداث القلاقل والانقسامات داخل المنطقة العربية التى أصبحت تشتعل من أقصاها إلى أدناها.
ماذا تريد تركيا إذن؟
باختصار تريد الطاقة والنفط العربي.. وتريد مواقع استراتيجية لها فى البحر المتوسط. كما استطاعت ان تحصل على قاعدة لها فى جزيرة سواكن السودانية أثناء فترة الإخوانى عمر البشير.
واليوم تجلس على مائدة مفاوضات بين الفصيلين الليبيين.. فبأى حق تقتحم الشأن الليبى الداخلي؟.. وبأى حق يستقبله الطرف الروسى الداعى للتهدئة؟.. هى المصالح الروسية التى جعلتها تتحالف مع تركيا.. فالغنيمة من البترول والغاز فى البحر المتوسط كبيرة.. والمساحة مناسبة للجميع ليدلى كلٌ بدلوه ويملأوه كيفما يشاء.
المنطقة العربية انقسمت على نفسها.. فداخل الدولة الواحدة تشتعل الانقسامات والخلافات.. وبين الدولة والأخرى نفس المشهد.. بل غدا المشهد أكثر قسوة بأن يكون لكل دولة أطراف تدعمها داخل دولة أخري.. إيران تدعم الشيعة فى دول تعترف بنفوذ إيران فيها.. ورغم أن هذه الدول ذات سيادة إلا أنها تؤكد مرجعيتها الشيعية لإيران.. وتركيا تتدخل فى سوريا وتحصل على كنزها من الدواعش  لتهدد الدول الأوروبية بإعادتهم إليها أو تصدرهم إلى ليبيا ليكونوا عدتها فى إعادة سيناريو سوريا الممزقة مرة أخرى لتستولى على حقول البترول والغاز الليبية وتعوض النقص الذى تعانى منه فى استخدامات الطاقة.
والسؤال إلى أى مدى يتأزم المشهد الليبى الذى يمس أمننا القومى بشكل مباشر؟ الاجابة انه على الرغم من الغرور الذى تتحدث به تركيا وقدرتها على إشعال الموقف من خلال امكانيات بحرية أو من خلال الميليشيات المسلحة التى أرسلتها إلى ليبيا.
إلا أن الأمر فى تقديرى لن يتم انهاؤه بالتفاوض.. وذلك لغياب الطرف العربى فى هذه المفاوضات.. وظهور تركيا فى المشهد وعلى الرغم أن جميع الأطراف موجودة فى روسيا من حفتر والسراج.. إلا أنهم لم يجلسوا على طاولة واحدة.. ولن يحدث ذلك فى وجود تركيا التى يرفض حفتر تدخلها ويتمسك السراج بها.. وكأن ظهور تركيا فى المشهد أتى ليحرق هذه المفاوضات.. ويكون رهان تركيا على قدرتها فى كسب المعركة على أرض الواقع.. كما حدث فى سوريا.. وهذا رهان خاسر.. فمعركتها فى سوريا كانت من طرف واحد مهدت لها الولايات المتحدة بانسحابها من الشمال الشرقى السوري.. والآن أتت إلى جوار مصر تتحرش بها.. والأمر سيظل هكذا ولن يتطور أكثر من ذلك.
على أية حال نحن قادرون على حماية حدودنا إلى أبعد من ذلك.. وستتعلم تركيا درسا لن تنساه.. وأنا اعلم جيدا أنها لن تستطيع أن تقترب.. فقط ستظل تلوح من بعيد.. تعوى وتعوى وتسير القافلة.
 قدرنا.. تحيا مصر.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة