محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


حروف ثائرة

مصر.. بين برنيس وبرلين ولندن

محمد البهنساوي

الإثنين، 20 يناير 2020 - 08:04 م

منطقة ساخنة.. تعج بالمشاكل.. تحيطها التوترات.. التربص والتآمر من القريب قبل البعيد.. كتله لهب بها تسعى لحرق الحياة.. وإغتيال الأمل.. مسرح صراع لكل القوى والايدلوجيات. هكذا هى منطقة الشرق الأوسط ومنذ سنوات.. والوضع لا يتجه للهدوء إنما للتصارع والدوران على حافة دائرة توتر وعنف تسقط بها دولة بعد أخرى.. ومن يسقط لا يخرج!! وبالمنطقة إستثناء وحيد.. إنها مصر.. إنزلقت لتلك الدائرة الجهنمية لكن سرعان ما خرجت.. لن نختلف مع من يقول أن مصر محفوظة برعاية الله.. لكن تلك الرعاية لا تأتى عشوائيا.. إنما يدفع الله فى كل مرة تسقط فيها مصر من ينقذها.. وفى هذه المرة لم ينقذها فقط إنما دفعها لطريق تصبح بنهايته قوى عظمى.
لن نحلل ما مضى.. ولن نستشرف ما هو أت.. إنما ننظر للأيام الماضية.. لندرك وضع مصر وكيف تدار الأمور فيها وكيف يرانا العالم الان وكيف يجب ان نرى أنفسنا ونسقط الخائنين المرجفين من حساباتنا.. بدأت تلك الأيام بأقوى وأضخم المناورات العسكرية لجيشنا العظيم « قادر 2020» الذى جاء ختامها بحضور الرئيس السيسى ومواكبا لإفتتاح أكبر قاعدة عسكرية فى البحر الأحمر ببرنيس.. إنها القوة والقدرة التى تجلت بالتسليح الأحدث عالميا والأقوى إقليميا. والكفاءة القتالية لأبطال جيشنا.
دولة بتلك القوة قد تكون لها أهداف عسكرية.. وبالفعل لدينا أهداف عسكرية كبرى تضاهى قوة جيشنا.. لكنها ليست عدوانية.. إنما أهداف كبرى بحجم التحديات التى تواجه مصر وتهددها من كافة الإتجاهات الإستراتيجية.. وحجم المصالح التى أصبحت لدينا بحرا وأرضا وجوا وكلها تحتاج قوة لحمايتها.
ودليلنا أن مصر التى تمتلك تلك القوة والقدرة لم تهدد أحدا رغم سعى المدعين لتهديدها.. ولم تسىء لاحد رغم تطاول الأقزام على قامتها.. فمصر الكبيرة لم تستغل أزمة ليبيا للتحريض على العنف فيها ودفع الجيش الوطنى لحرب مقدسة لمواجهة الميلشيات التى تهدد أمنهم وأمننا.. إنما نصحت الجميع بأن يجنحوا للسلام العادل.. ولأن العالم يدرك أن هذا الهدف لن يتحقق الا بمصر.. كانت أول المدعوين والحاضرين بمؤتمر برلين.. وشاهدنا كيف إحتفى الجميع برئيس مصر وكيف أنصتوا اليه.
لكن هل تستقيم القوة العسكرية.. والمساعى السلمية بدون أذرع تنموية إقتصادية تغذى كل هذا وتموله وتدفع مصالحنا للتشابك الدولى الذى يصعب معه إى إختراق؟! بالطبع لا.. لذلك ما كاد رئيس مصر أن ينهى مهمة برنيس ليطير منها إلى برلين وبلا راحة او كلل يتجه من برلين إلى لندن للمشاركة الفعالة بالقمة الأفريقية البريطانية للإستثمار.. سعيا لشراكات مع الدولة الأوربية الأقوى والأكثر تأثيرا.
ألم أقل أنها مصر التى تضئ وسط عتمة المنطقة.. وتتقدم رغم تقهقر محيطها وتأمن رغم خوف كل من حولها وتبنى وسط دمار يحاصر جيراننا.. ولكل حاقد متربص مرجف يشكك فى كل هذا أدعوه أن ينظر للصور المعبرة للغاية وزعماء القوى العظمى فى العالم يلتفون حول رئيس مصر وحده منصتين بإهتمام لكلامه ليقينهم ويقين العالم ويقيننا نحن انه جاء الوقت الذى عندما تتحدث فيه مصر ينصت الجميع..
وحقا وصدقا ويقينا تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة