صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


قصص وعبر| زوج تحت الطلب

علاء عبدالعظيم

الثلاثاء، 28 يناير 2020 - 07:57 م

ملامح وجهها الأبيض الشاحب المختفي في سحابة شعرها الأسود الفاحم، الذي ينسدل على كتفيها كأنه مغسول بماء سحري، تحمل حنانا تخفيه مسحة حزن، عيناها حوروان يلمع فيهما بريق الانتقام والثأر لكرامتها التي أهدرها زوجها، بعدما علمت بأنه "زوج تحت الطلب" ويعمل محلل.

وبخطوات يشوبها جلال ووقار، تتجه إلى مكتب أعضاء هيئة تسوية المنازعات الأسرية بمحكمة الأسرة.

وبصوت متهدج قالت: لقد اكتشفت أن زوجي الذي أحببته وتزوجنا عن قصة حب كان يتحاكى بها الأهل والأصدقاء، ماهو إلا "زوج تحت الطلب" حيث يعمل "محلل" ويتقاضى ٣٠ ألف جنيه.

امتلأت عيناها بالدموع واستطردت قائلة: لم أتخيل في يوم من الأيام بأنه سيفعل ذلك، لكن بدأت تراودني الهواجس والأفكار، وتسلل الشك بداخلي عندما كان يخبرني بأنه سوف يسافر بحجة شراء بضائع حيث يمتلك محل لأدوات التجميل، وغيابه لأكثر من أسبوع، لم أبالي، لكن تعددت سفرياته، وكنت أطلب منه أن يصطحبني معه كان يرفض، ولم أكن أعلم أن وراء الأمر شيء.

وفي أحد الأيام فوجئت بإحدى السيدات الوقورات تطرق باب منزلي، وتريد التحدث معي لأمر هام، خرجت الكلمات من بين ثنايا فمها وكأنها جمرات تستقر بين أضلعي، ودارت بي الدنيا وتمنيت أن تنشق الأرض وتبتلعني من هول ما تقول، حيث أنه تزوجها كمحلل لمدة أسبوع مقابل ٣٠ ألف جنيه، وكانت الزيجة الرابعة له بهذه الطريقة، وأن سبب زيارتها لي لأنه يحاول ابتزازها، بعدما قام بتصويرها، وتهديدها بنشر تلك اللقطات إن لم تستمر في العلاقة معه، وأخذ مبلغا من المال.

غلى الدم في عروقي، ساخنا مجنونا، ولم يكحل النوم عيني، وتملكتني حالة من الغضب، والغيظ الحانق، وعندما واجهته بوظيفته كمحلل، وأنه زوج تحت الطلب، فما كان منه إلا أن نهرني قائلا: "إن كان عاجبك، وعندك المحاكم"، وبكل بجاحة ووقاحة رفض تطليقي، رغم أنني أوضحت له استحالة العيش معه، ونشبت بيني وبينه مشادة كلامية كادت أن تنتهي بالاعتداء علي بالضرب، وتدخل الأهل والأصدقاء لتسوية الأمر لكنني رفضت، فإنني لم أرغب العيش معه أو معاشرته.

وبصوت يعصره الغضب، والغيظ، وبعينين طافحتين شرًا تطلب تطليقها للضرر منه، بعدما جرح كبريائها، وطعنها في أنوثتها، واتخاذه وظيفة المحلل.

ومازالت الدعوى منظورة لاستدعاء الزوج وسماع أقواله.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة