محمد جلال يكتب | بيت الخشت وبيت القصيد.. الحوار"الطيب" و"الشرير"

محمد جلال مدير تحرير بوابة أخبار اليوم

الخميس، 30 يناير 2020 - 01:37 م

محمد جلال

استمعت كغيري للحوار الذي دار على هامش مؤتمر تجديد الخطاب الديني بين فضيلة الإمام الاكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر والدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة ، والذي تناوله البعض علي منصات التواصل الاجتماعي بعد أن انقسموا كعادة أهل الفيسبوك بين مؤيد للشيخ " الطيب" وبين معارض للخشت .    تحول الحوار بين أروقة " الفيسبوك" إلي جدل يشبه المهاترات التي  تلي نهايات مباريات كرة القدم ، فبطبيعة ثقافتنا تعودنا دوماً على أن نشاهد مباراة ، منتظرين نهايتها لنهلل لفريقنا الفائز ، أو ندافع عنه بعد هزيمته .    اندهشت كثيراً لتلك المقاطع التي انتشرت لأجزاء مبتورة من الحوار الرائع بين " العالم و الاستاذ " ، والتي عنونها البعض عن جهل بعناوين مفادها أن الطيب استهزأ من " الخشت " مستشهدين بعبارة " الطيب" والتي طالب فيها الخشت أن يجدد في بيت أبيه بدلاً من التجديد في الدين " .   الحوار بين " الطيب " والخشت" سيظل حواراً يتذكره التاريخ كأحد الحوارات الراقية بين علامة الأزهر ، وأستاذ فلسفة الأديان و التي ندرت هذه الأيام .   ربما كانت اللغة التي تحاورا  بها  لغة غريبة على مسامع الغالبية العظمي من الذين صمت أذانهم بفضل مهرجانات " بيكا وشاكوش " ، لغة لم نعتاد عليها لصعوبة معرفة مترادفاتها ، بسبب ما نعيشه من جهل لغوي امتد عبر سنين ليتسلل لأبنائنا وجيل بأكلمه وأيضا فقدنا للغة الحوار البناء بدون جدل ، فتحولت حواراتنا إلى حوارات سفسطائية .   هواة مباراة الفائز والخاسر في حوار "الطيب و الخشت " عملوا بمبدأ " لا تقربوا الصلاة "، أنصتوا بـ "شرهم" لما يحبون أن يستعموا اليه من " الطيب" ، وحولوه بعد أن بتروه من " كامله " ليدللوا" عن نقص أصابهم ، بعد أن اداروها حرباً بين شيخ الأزهر وأستاذ الفلسفة .   لقد وصف الخشت التراث في بداية حديثه " ببيت الأب " وأكد علي اختلافه عن بعض الأمور داخل هذا البيت بفضل ما تم نقله عن بعض المحدثين غير المعاصرين وليس بسبب كينونة هذا البيت ، لم يتبرأ الخشت  من " بيت أبيه " وهنا يقصد التعاليم الدينية المتوارثة عبر القرآن الكريم وسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم  فهو البيت الأكبر مكمن هويتنا كمسلمين ، فكان رد الطيب بأن طالب الخشت " بالتجديد من  داخل هذا البيت " وليس كما صوره البعض عبر حلبات التواصل .   لقد كان الحوار بين شيخ الأزهر حواراً "طيباً " حوله المتفلسفون إلي حوارا شريرا ، لا أصل له ، فهم إما لم يعتادوا إلي مثل تلك الحوارات والتي تفوق استيعاب الكثير ، أو حولوه لساحة نزاع وحرب بين الطرفين خدمة منهم لأغراضهم " الشريرة " ... فشتان بين الحوارين ، شتان بين الطيب ، والشرير من الحديث.