صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

من قصص النجاح

صالح الصالحي

الأربعاء، 19 فبراير 2020 - 06:57 م

حكايات وحكايات كلها تقص علينا رحلة لأصحاب بعضهم قضوا حياتهم فى كفاح توج فى النهاية بالنجاح.. وقصص لأناس لم يكافحوا وحصلوا على نفس النتيجة.. ولكن لا يعنى هذا انهم لم يقدموا الثمن فيما وصلوا إليه.. قد يعرف البعض ما دفعوه من ثمن بشكل يراه الجميع ويشهدون عليه.. وهم فى نفس الوقت لا يخفون ذلك.. لانهم لا يهمهم تقدير الناس لهم.. فقط يريدون هدفا يحققونه واستطاعوا أن يصلوا إليه، وعندها ستتغير نظرة الناس لهم بالانحناء والتقدير.
وأيا كانت هذه النظرة مزيفة أو حقيقية.. المهم انهم حققوا ما يريدون.
ليست كل القصص التى تبدو لنا ناجحة.. تعب أصحابها فى تحقيقها.. البعض منها بلغة العصر ناجح ويشار إليه بالبنان.. إلا أنه وصل لمنصبه أو مكانه بأى طريق من الطرق غير المشروعة.. وهذا لا يهمه فى شيء لان قناعته فى مشواره انه على الطريق الصحيح.. وانه مجتهد لانه يحلم ويحقق حلمه، لكنه باع نفسه.. فهو قدم الثمن.
مثل هؤلاء بعد ان يصل يطالب الآخرين ان يردوا له ما دفعه وبنفس الطريقة وربما أشد وأكثر قسوة.. لا يحترم ولا يقدر أصحاب القصص المشوبة بالكفاح أو حتى بالتضحية.. المهم ان يدفع نفس الثمن المشبوه له حتى يرضى عنه ولسان حاله لماذا أدفع وغيرى الآن فى نفس موقفى ولا يدفع؟!.
فى قصص النجاح من حولنا، وربما تكون شديدة القرب منا البعض يخادع ويحترم أصحابها بالرغم انهم على علم انه لا يستحقها.. ولكنهم ينظرون للنتيجة.. والبعض الآخر من يرى أن من يستغل أوضاعا مشبوهة للوصول لهدفه لا يستحق أى احترام.. وهذا النوع يظل مكانه يسدد فاتورة كرامته ومبادئه من الترقى والوصول لأهداف مرموقة وصل أصحاب الفريق الآخر إليها.. يدفع الثمن فعلا بخسارته لأموال أو مناصب مرموقة مقابل الاحتفاظ بالكثير والكثير من كرامته ومبادئه.. وهؤلاء لا يذكرهم احد فى قصة لانهم خافون عن الانظار لا يعلنون عن أنفسهم ويحتاجون طوال الوقت للكلام عن أنفسهم شارحين لتمسكهم بمبادئهم لأنهم غير موجودين فى الصورة على الاطلاق.. فهم بعيدون عن المشهد الملىء بالاحتفال بالعريس المتوج والفرقة التى تزفه فى جو من الصخب.
حياتنا مليئة ومليئة بقصص الصعود غير المبرر.. وربما تكون هى الاشد وضوحا لانه كما يحصل اصحابها على الشهرة يظل تاريخ صعودهم غير المبرر عالقا فى الاذهان لا تتذكره الا عندما يخرجون من المشهد ويحل غيرهم سواء من أمثالهم أو من غيرهم.. فمن الممكن ان تأتى الصدفة بصاحب كفاح حقيقى.. لكن لا يعنى الامر ان اصحاب الكفاح الحقيقى لن يأتون أبداً.
لكل صاحب قصة نجاح مزيفة للوصول لهدفه.. اذا كنت تعتبر نفسك عصامىاً بدأت بتقديم نفسك وأوراق اعتمادك لتصل الى ما تريد.. تذكر ان التاريخ سيذكر قصتك المزيفة فقط.. وتتوارى عنك القيم الإنسانية التى لا تزييف فيها أبداً.. كما خلقناكم تعودون.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة