كرم جبر
كرم جبر


إنهــا مصـــــــر

كرم جبر يكتب.. أبطــــــال لا يهـــــــابون الـمـــوت

كرم جبر

الجمعة، 22 مايو 2020 - 06:30 م

استشهدوا أبطالاً وهم واقفون على أقدامهم ورؤوسهم مرفوعة فى السماء، ويذودون عن وطنهم بأرواحهم ودمائهم، وتركوا لبلدهم وأسرهم الفخر والشرف.
وأعداؤهم جاءوا من الصحراء كالفئران المذعورة، يحتمون بالخيانة والظلام، وبمجرد أن ظهرت الطائرات فى السماء، فروا من حيث جاءوا، وجثثهم متناثرة فى الصحراء.
«الاختيار» لمس فينا روح الخلود، واستدعى فى أعماقنا ملاحم العزة والكبرياء، لأبطال وراء أبطال، عاهدوا الله أن يظل وطنهم عزيزاً وحراً ومستقلاً.
وأثارت فينا معركة الكرامة فى مربع البرث التى وقعت أحداثها أول يوليو 2017، أسئلة واستفسارات:
● من أين جاء الإرهابيون بمدافع الهاون والصواريخ والمدفعية والبنادق الآلية وأجهزة المراقبة وعشرات السيارات، من الذين يمولهم وينفق عليهم مئات الملايين من الجنيهات، ويزودهم بالأسلحة والعتاد؟
ميليشيات مسلحة ومدربة وتدرس المكان، ولها أماكن تختبئ بها، وتلقى دعماً ومساندة من بعض الخونة، فلا يمكن أن يكونوا بهذا الحجم دون أن يعرف عنهم أهالى المنطقة شيئاً.
● جاءوا بأطقم التصوير لبث العملية الإرهابية بعد حذف المشاهد التى تفضح حجم خسائرهم، وفرارهم فى الصحراء، وكانت قناة الجزيرة وبعض القنوات الإخوانية تبث عملياتهم وتروج لها.
● التدريب.. فهم ليسوا هواة وإنما عصابات إجرامية.. ويبدو أن بعضهم جاء من مستنقعات الإرهاب فى الدول الغربية.
لا ننسى أبداً فترة الانهيار الأمنى عقب أحداث 2011، ونجاح جماعة الإخوان الإرهابية فى تهريب كميات كبيرة من الأسلحة سواء من ليبيا أو عن طريق الأنفاق إلى سيناء، واتخاذهم مخابئ تحت الأرض واستخدامها فى العمليات الإرهابية.
وكان ضرورياً أن تفتش عنهم القوات المسلحة فوق الأرض وتحت الأرض، وتمسح سيناء متراً متراً، وتفكك خلاياهم وتضرب أوكارهم، فأصبحت العمليات الإرهابية تتم بطريقة انتحارية، ويعقبها خسائر فادحة فى صفوف الإرهابيين.
الدروس المستفادة كثيرة وأهمها: ما الهدف من العمليات الإرهابية اليائسة؟
أثبتت الأحداث أن القوة الباطشة لقوات الجيش والشرطة، قادرة على إيقاع خسائر فادحة فى صفوف الإرهابيين، وأنهم لن يحققوا هدفاً، ولن يظهروا فوق الأرض وسيظلون تحتها، ويبدو أنهم ساروا فى طريق بلا عودة، فإما الموت أو الموت.
ويبدو - أيضاً - أن العقول التى تخطط وتمول هى التى تدفع الخراف للذبح تحت وطأة النيران الهائلة للقوات المصرية، إلى أن ينتهى أمرهم ويعلنوا الاستسلام، ويبحثوا عن بلد آخر يمارسون فيها جرائمهم.
ويبدو أن الغطاء الإجرامى الذى تقدمه جماعة الإخوان لهؤلاء الإرهابيين لا يزال مستمراً، منذ أن اشترط البلتاجى عودة مرسى إلى الحكم لوقف الإرهاب فى سيناء، ومنذ أن دافع مرسى عن الخاطفين والمخطوفين.
ويبدو أن عيونهم أصابها العمى، فلا يدركون القوة الهائلة للجيش المصرى والقواعد العسكرية والطائرات وحاملات الطائرات والأسلحة والمدفعية الصاروخية وأنظمة إدارة الحروب إلكترونياً، وغيرها من أحدث الوسائل التى تجعله فى مقدمة جيوش العالم.
ستظل المعادلة هي: فئران تخرج من الجحور لتلقى مصيرها فى الجحور، وشهداء لهم العزة والفخر والكبرياء، فلهم أرض ووطن وعلم ونشيد وأسر وأهالى وأولاد وبنات.
لهم ما يستحق أن يقدموا أرواحهم من أجله، أما أعداؤهم فليس لهم إلا الخزى والعار.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة