جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

مفاوضات السد والمسئولية الإفريقية

جلال عارف

الأربعاء، 08 يوليه 2020 - 05:21 م

قاربت مهلة الأسبوعين التى منحت للمفاوضات التى تجرى حول السد الاثيوبى فى إطار «الاتحاد الأفريقي»، على الانتهاء. ورغم أن الموقف الأثيوبي- حتى الآن- يسد الطريق على إمكانية التوصل للحل العادل والمتوازن، فإن مصر تواصل التفاوض بكل حسن النية وبكل الأمل فى أن تشهد اللحظات الأخيرة للتفاوض عودة أثيوبيا عن موقفها المتعنت، وإدراكها أن التوافق بين الدول الثلاث «مصر والسودان وأثيوبيا»، هو الطريق الوحيد الذى يحقق مصلحة الشعب الأثيوبي، أما محاولة فرض الأمر الواقع وإلحاق الضرر الجسيم بمصر والسودان، وزرع الشقاق بين الشركاء الثلاثة فى مياه النيل الأزرق، فلن يكون له من نتيجة إلا  تهديد استقرار المنطقة وإجهاض كل جهود التنمية والتقدم التى لا يمكن أن تثمر إلا بتعاون الدول الثلاث واستتباب الأمن فى وادى النيل.
تمنح مصر التفاوض كل الفرص الممكنة، وتقدم ومعها السودان الشقيق كل المرونة فى التفاوض، وتؤكد منذ اللحظة الأولي- حرصها على أن ينال الشركاء الاثيوبيون ما يمكنهم من تحقيق التنمية المطلوبة، ولا تطلب مصر والسودان إلا الحفاظ على حقوقهما فى مياه النيل، والالتزام بالقوانين الدولية التى تنظم العلاقات بين الشركاء فى الأنهار المشتركة.
ولأن مصر تدرك أنها على حق فإنها- رغم سنوات المراوغة الأثيوبية- كانت حريصة على أن تسلك طريق التفاوض حتى نهايته. ولأن مصر لا تسعى لصدام تدرك أن آثاره ستمتد إلى المنطقة كلها. فقد تركت الفرصة كاملة للاتحاد الأفريقية لكى يبذل الجهد من أجل التوافق مع الحرص على ألا تمتد المفاوضات إلى ما لا نهاية بالمراوغة الاثيوبية المعتادة، ومع الالتزام بعدم البدء فى ملء خزان السد إلا بعد التوصل للاتفاق بين الدول الثلاث.
ورغم استمرار التصريحات المتشددة والمستفزة من جانب بعض المسئولين الاثيوبيين، فقد استمرت مصر فى التفاوض. ورغم أن كل المؤشرات -حتى الآن- تعكس نفس الموقف الاثيوبى المتعنت، فإن المهم أن يتحمل «الاتحاد الافريقي»، مسئوليته كما تحملها من قبل البنك الدولى والولايات المتحدة فى نهاية مفاوضات واشنطون بوضع مشروع الاتفاق الذى عكس موقفا متوازنا رفضته أثيوبيا لتواصل المراوغة، وبدون موقف ينحاز للحقوق والعدالة سوف يخسر الاتحاد الأفريقى كثيرا، وسوف يفتح أبوابا للصراع فى كل أنحاء القارة التى تحتاج - قبل كل شيء- إلى تعاون دولها من أجل التنمية والاستقرار.
نواصل التفاوض حتى اللحظة الأخيرة. مرونة موقفنا لا تأتى عن ضعف، ولكن عن إيمان بأننا على حق، وبأننا قادرون على حماية حقوقنا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة