يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن..

الأغـا

يوسف القعيد

الخميس، 09 يوليه 2020 - 05:45 م

من كان يتصور أن خلوصى أكار، وزير العدوان التركى يزور الغرب الليبى ويتفقد معدات عسكرية تركية. مما جعل المحللين العسكريين يذهبون إلى أن الوزير التركى بما قام به وكأنه يقول: نحن هنا.
السؤال: وما علاقة الأتراك بالأراضى الليبية؟ يفصلهم عنها الأبيض المتوسط. ومساحات واسعة من الأرض. ولكنه الجنون التركى تضاف له عوامل أخرى.
ولكن تأتى الرياح بما لا يشتهى المعتدون. مساء السبت الماضى قامت طائرات بدك "الوطية" فى عملية عسكرية مرموقة وستدرس فى الكليات العسكرية بالعالم مستقبلاً. باعتبارها دليلا على التصميم على هدف وإصابته بقدرة عسكرية فريدة.
إنها العملية التى قُتِل فيها الحاكم العسكرى التركى المحتل لطرابلس. هل يتصور أحد أن يكون هناك حاكم تركى لأراضى طرابلس العربية المعتدى عليها؟ حتى الآن لم تتحدث تركيا عن عدد قتلاها. لا يتحدثون إلا عن أوهامهم فقط. أما الحقائق الموجودة على أرض الواقع فيتجاهلونها. ويتناسون أنهم معتدون على أراضٍ ليبية. ولا يوجد سبب يدفعهم للذهاب إلى هناك. بل إن مجرد ذهابهم جريمة دولية.
قالت وكالات الأنباء إن إيطاليا منزعجة من التواجد التركى على الأراضى الليبية. وأن فرنسا لديها مخاوف مما يقوم به الأتراك فى ليبيا. وما يقومون به على أراضٍ إفريقية أخرى. ليت الأمر توقف عند هذا. بل يلاحظ المتابعون تزايد العمليات العسكرية التركية فى البحر الأبيض المتوسط. وجنوب البحر الأحمر.
قديماً وحديثاً اتفق علماء الاستراتيجية على أمر واحد: أن من يحارب فى جبهتين لا بد وأن يخرج من أحد الحربين خاسراً مهزوماً مدحوراً طال الوقت أم قصر. وأكبر دليل يقدمونه مغامرات أدولف هتلر العسكرية المجنونة فى الحرب العالمية الثانية. الذى ما إن بدأ الحرب فى جبهتين معاً فى وقت واحد. حتى توقع الكثيرون نهاية هتلر وهو ما كان وجرى.
الآن الأغا يحارب فى شمال العراق بحجة أن حربه فى منطقة كردية. والأكراد مشكلة له. ناسياً أو متناسياً السيادة الوطنية على الأراضى. ويحارب الأغا أيضاً فى شمال سوريا. ويتوسع ويذهب إلى ليبيا. لا تشغل بالك بالبحث عن سبب لما يقوم به. فالمعتدى لا يهتم بأمور تدور فى عقول العقلاء والساسة ورجال الدول. وهم يقدرون مسئولية العمل السياسى، وفى حالة العمل العسكرى يدرسون الخسائر فى الأرواح والعتاد ومردود هذه المغامرات التى قد تجرى بعيداً عن حدود البلاد على الجبهة الداخلية.
وليته توقف عند هذه الحدود. بل نسمع عن قوات تركية فى القرن الإفريقى. وأسأل نفسى: أى جنون هذا؟ كل ما يجرى من مغامرات يقابله ضياع فى الداخل. والانتخابات المبكرة تدق أبواب البلاد. والتضخم وصل ولأول مرة إلى 13%، أى أن أوهام القوة العاجزة انسحبت على وضع الإنسان الذى يعيش بالداخل.
فى حديث مهم يقول العالم الجليل أحمد عكاشة للزميل حازم بدر فى الأخبار عن الحاكم التركى إنه يعانى من حالة تسمى متلازمة السلطة. هو شخص منزوع الرحمة. يمكنه أن يقدم على أى شىء فى سبيل بقائه فى السلطة. ولا يحب الفقد. هو لا يحب النقد وما يعانى منه ضلال سياسى مصحوب بضلال دينى. والضلال السياسى والدينى يصعب تغييره.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة