طاهر قابيل
طاهر قابيل


أول سطر

مفكرة القائد

طاهر قابيل

الخميس، 30 يوليه 2020 - 06:02 م

 لفيروس «كورونا» العديد من الأوجه.. البعض منا وجدها فرصة لبذل الجهد والمشاركة بالتنمية والإعمار.. وآخرون استغلوها للعودة للبيت والاستكانة والجلوس فى المنزل فى انتظار الرزق.. وقلة قليلة أصابتهم البطالة وقاومها عمال المقاهى بإقامة «نصبة» شاى وقهوة فى الحوارى الضيقة.. واخترت انا ان يكون الفيروس والإجراءات الاحترازية دافعا للعودة إلى متعة القراءة بعد أن تكدست الكتب تكاسلا منى فى مكتبتى بالبيت والعمل.
من بين تلك الكتب التى أعترف أننى لم أنتهِ منها بعد كان «سنوات فى قلب الصراع» لأستاذنا الفاضل «عبده مباشر» الذى أهدانى إياه فى عام 2018.. القراءة والغوص فى المذكرات متعة لا تساويها متعة.. وقد توقفت عند الصفحة السابعة من الكتاب عند مقال نشر  بمجلة  أكتوبر فى 4 فبراير 1984 عندما قال صاحب المذكرات الفريق أول محمد أحمد صادق وزير الحربية الأسبق: «مازلت أحتفظ بمذكراتى ليوم يكون مناسبا وأرجو ان يكون قريبا لأدلى بشهادتى أمام التاريخ.. وإن لم يأت هذا اليوم فى حياتى فتلك مسئولية أولادى».. وهذا ما حدث بالفعل فخرجت مذكراته بعد وفاته وكان لمفكرة القائد التى دون فيها الراحل ما يتعلق بعمله اولا بأول دور عظيم فيها.
 تصدرت الصفحة الرابعة من كتاب «سنوات فى قلب الصراع» صورة تجمع بين المشير عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربى فى ذلك الوقت والفريق صدقى صبحى رئيس أركان حرب القوات المسلحة اثناء تكريم الفريق أول صادق - رحمة الله عليه - فى مارس 2014.. لقد شاءت الأقدار أن يلعب المقاتل البطل محمد احمد صادق دورا رئيسيا فى تاريخ مصر.. فقد ولد بقرية القطاوية مركز أبو حماد بمديرية الشرقية عام 1917.. ووالده كان احمد باشا صادق قائد «بوليس السريات الملكية» وحصل على رتبة البشوية لدوره البطولى أثناء حادثة 4 فبراير 1942.
نشأ «صادق» فى بيت عسكرى.. وعندما كان يشاهد والده وهو طفل بزيه العسكرى يتمنى يرتديه عندما يكبر.. و كان من بين زملائه وهو تلميذ بمدرسة الخديو اسماعيل الثانوية فى منتصف الثلاثينيات عزيز صدقى والذى اصبح رئيس وزراء مصر بعد ذلك والشهيد عبد المنعم رياض رئيس اركان القوات المسلحة الأسبق والذى جمعه مع الفريق اول "صادق" حلم الحياة العسكرية وكان لهما ذلك.
الحكايات كثيرة والكتاب ثروة وفى صفحته الأخيرة كتبت عبارات تتردد على لسان وفى قلب وعقل كل ابناء المحروسة ما عدا اخوان الشر «ستظل مصر أبد الأبدين مقبرة لكل من تسول له نفسه الكيد بها.. وسيظل شعبها وجيشها خير أجناد الأرض.. لا يخافون من عاداهم.. ويفتدون بلادهم وأولادهم بدمائهم وأرواحهم».. تحيا مصر. تحيا مصر.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة