صورة مجمعة
صورة مجمعة


رفع أذان المغرب قبل موعده| المفتي والأزهر: «صيام صحيح».. وكريمة: «فاسد»

إسراء كارم

الجمعة، 31 يوليه 2020 - 02:42 م

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الارتباك بين عدد من كبير من صائمي يوم عرفة، بعد أن أفطروا على أذان المغرب الذي أذاعته إذاعة القرآن الكريم قبل موعده بـ4 دقائق بالخطأ، وكذلك المساجد كونها تعتمد الأذان الموحد.

وتساءل الكثيرون حول صحة الصيام، وحكمه، خصوصا وأن الأمر بخطأ غير متعمد، وهو ما اختلفت حوله الآراء، والتي جاءت الكالتالي:


مفتي الجمهورية: صوم صحيح
قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، إن من كان صائما وظن غروب الشمس ودخول وقت الإفطار فأفطر ثم تبين له أن وقت الإفطار لم يدخل فصومه صحيح على قول من قال بهذا، وهم الظاهرية، وهو وجه عند الشافعية وقول عند الحنابلة، واختاره ابن تيمية مستدلين بأن الخطأ هنا كالنسيان، لعموم قوله تعالى {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}، والنسيان لا يفسد به الصوم، فكذلك الخطأ، ويتجه الأخذ بهذا القول عند عموم البلوى، والقاعدة الفقهية تقول: «مَن ابتُلِيَ بشيءٍ مما اختلف فيه فليقلد مَن أجاز». 

 

 

الأزهر: صوم عرفة صحيح
من جانبها قالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، بإنه قد جرت العادة بمتابعة الإذاعة في مواقيت الصلاة عموما وفي آذان المغرب والفجر خصوصا؛ لما اعتاده الناس من تحرِّي الإذاعة للدقة في متابعة مواقيت الصلاة، فصارت الإذاعة بمثابة الإمام الذي يتابعه الناس في تحديد مواقيت الصلاة.


واستكملت: وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين »، قال ابن الرفعة : «ووصف المؤذن بالأمانة؛ للاعتماد عليه في المواقيت»، فالناس مطالبون شرعا بمتابعة المؤذن، وحيث أخطأت الإذاعة في هذا العام فأذيع أذان المغرب من يوم عرفة قبل موعده بخمس دقائق تقريبا فتبين لجنة الفتوى بالأزهر حكم الصوم في هذا اليوم، وهو:


اتفق الفقهاء على أن صوم يوم عرفة سنة، وثبت في الحديث أن صيامه يُكفِّر سنتين، واختلف الفقهاء في صحة الصوم من أفطر قبل موعد غروب الشمس لعذر – والعذر هنا تقليد الإذاعة- فذهب داود الظاهري والحسن وعطاء إلى صحة الصوم، وهو ما نختاره للأدلة التالية :
قال تعالى : {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } [الأحزاب: 5].


وعن أبي ذر الغفاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله قد تجاوز عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه»
وعن عمر بن الخطاب: أنه أفطر يوما في رمضان في يوم ذي غيم ورأى أنه قد أمسى وقد غربت الشمس، ثم جاءه رجل فقال: يا أمير المؤمنين قد طلعت الشمس، فقال عمر: الخطب يسير وقد اجتهدنا.


وبناء على ما سبق: فإن صوم عرفة صحيح بإذن الله تعالى؛ لأن الناس قد قلدوا الإذاعة والمعهود عنها التحري والدقة في مراعاة المواقيت، ويعد هذا الخطأ نادرا، والنادر في حكم المعدوم.


كريمة: الإفطار بالخطأ يوم عرفة قبل أذان المغرب «أفسد الصوم»
علق الشيخ أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، على الخطأ الذي وقع فيه عدد كبير من المصريين أثناء صيام يوم عرفة، بسبب رفع أذان المغرب في إذاعة القرآن الكريم والمساجد قبل موعده بأربع دقائق.


وقال خلال تصريح لـ«بوابة أخبار اليوم»: رأي علمي حول مسألة الفطر قبل تمام غروب الشمس، أن الفقهاء اتفقوا على أن ركن الصوم الإمساك عن المفطرات، وذلك من طلع الفجر الصادق حتى تمام غروب الشمس، ودليل ذلك قول الله عز وجل {وكلوا واشربوا حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل}.


وأشار «كريمة» إلى أن كلمة إلى الليل لانتهاء الغاية أي أن الصيام ينتهي عند دخول الليل، موضحا أن من مفسدات الصوم التقصير في حفظ الصوم والجهل في أحكامه، ومن التقصير في الصوم إذا أفطر الصائم بظن غروب الشمس والحال أن الشمس لم تغرب، فعليه القضاء ولا كفارة عليه، لأن الأصل بقاء النهار هذا في الصوم المفروض وللفقهاء تفريعات في الشكل أو الظن.


وذكر أن الخطأ وهو محل الواقعة فهو يبطل الصوم، لأن الخطأ عذر لا يغلب وجوده بخلاف النسيان فإنه عذر غالب، ولأن الوصول إلى الجوف مع التذكر في الخطأ ليس إلا لتقصير في الاحتراز فيناسب الفساد إذا فيه نوع إضافة إليه بخلاف النسيان.


وأكد أن هذا الرأي بالرجوع إلى شرح فتح القدير المجلد الثاني صفحة 328، وبدائع الصنائع المجلد الثاني صفحة 1024، وحاشية رد المحتار المجلد الثاني صفحة 406، والشرح الصغير المجلد الأول صفحة 706، والمجموع المجلد السادس صفحة 226.


وأضاف أنه بناء على ذلك، فالصوم فسد بالخطأ لعدم الاحتراز ولا يقاس على النسيان وفي الصوم المفروض القضاء، وفي التطوع خلاف القضاء وعدمه، وتتم للحكم بالبطلان فالمستند لذلك عند فقهاء الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة أن الخاطىء والظان إن أكلا باختيار وتذكر للصوم كما لو أكلا في يوم الشك فهذا مفسد للصوم.


واستكمل: «قالوا إن الجهل بوقت الصيام ليس عذرا، ويمكن التحرز منه فأشبه العامد وفارق الناسي فإنه لا يمكن التحرز منه» المغني المجلد الثالث صفحة 136.


واستشهد بما رواه البيهقي في السنن الكبرى من أخبار وآثار تدل بمجموعها على فساد صوم من أفطر قبل تمام غروب الشمس وكذا من تناول مفطرا على ظن أن الفجر لم يطلع وقد طلع.


وانتهى «كريمة» أنه بناء على ذلك فتناول مفطرا ظنا أو خطأ مفسد الصوم، وعليه في الصوم المفروض القضاء دون كفارة، وفي التطوع القضاء احتياطيا، لقول الله تعالى: { ولا تبطلوا أعمالكم}، ومن لم يقض التطوع غير المنذور فلا شيء عليه.


- تحقيقات موسعة
ومن جانب آخر، أكد محمد نوار، رئيس الإذاعة المصرية، أنه يجرى التحقيق فى إذاعة أذان المغرب قبل موعده بنحو 5 دقائق، عبر إذاعة القرآن الكريم، قائلا إنه من الوارد أن يكون الخطأ فنى أو تنسيقي وهو ما ستبينه التحقيقات والتي سيتم بعدها معاقبة المتسبب في هذا الخطأ، عقب انتهاء إجازة عيد الأضحى المبارك.


- إذاعة القرآن الكريم تعتذر
أما إذاعة القرآن الكريم، فوجهت رسالة اعتذار لمستمعيها بعد الخطأ الذي تسبب في إذاعة أذان المغرب قبل موعده يوم عرفة، وتسبب في تشكيك عدد كبير من الصائمين في يومهم.


وقالت: «مستمعونا الكرام، مستمعي إذاعة القرآن الكريم من القاهرة، نعتذر عن هذا الخطأ الذي تسبب في إذاعة اذان المغرب اليوم قبل موعده بـ 4 دقائق وهو خطأ بشري غير مقصود ورصيدنا لديكم يسمح بتقبل الاعتذار».


واستشهدت على ما قاله نبينا المصطفي صلى الله عليه وسلم فيما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه»، مؤكدة: «نعدكم بأنه سيتم فتح تحقيق في هذا الأمر لمحاسبة المتسبب فيه حتى لا يتكرر ثانية».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة