نادر عيسى
نادر عيسى


نادر عيسى يكتب: سرقة «صاحب المقام».. بالعبري

نادر عيسى

السبت، 01 أغسطس 2020 - 09:49 م

يقول المثل الدارج «إن عشقت اعشق قمر وإن سرقت اسرق جمل»، وطبعا مدفوعا بالدعاية الكبيرة لفيلم «صاحب المقام» قررت مشاهدته يوم الخميس أول أيام عرضه على المنصة صاحبة حقوق العرض.. أصابني الفيلم بالملل التام خلال أحداثه الأولى ثم أفاجأ أن قصته تتماشى بمنطقية مع فيلم إسرائيلي أنتجته منصة «نتفليكس» عام ٢٠١٧، وحقق نجاحا كبيرا وقتها وهو فيلم «مكتوب» الذي يحكي بدون ضجيج أو صريخ قصة شابين يعملان في إحدى العصابات في جمع الأموال بالقوة من المدينين يتعرضان لتفجير انتحاري داخل مطعم لكن حظهما يقودهما للنجاة من التفجير، فيخرج أحدهما بإحساس أن ما حدث هو رسالة من الله وعليهما أن يتوبا، فيقوما بالتوجه إلى حائط المبكى وسرقة الرسائل التي يتركها المصلون اليهود ليحققوا لهم أمانيهم في الحياة، حياة هانئة.. أموال.. إلى آخره. 

 

 

دعنا من قصة السرقة الفنية إلى نهاية المقال.

فنيا فيلم صاحب المقام يعاني من سيناريو ضعيف جدا ومدرسي لأنه مكتوب بحبر المقالات الصحفية لإبراهيم عيسى وليس كسيناريو فيلم، وهو أمر لا يعيب عيسى لأنه في النهاية ليس سيناريست بل صحفي، وللعلم ما لا يعرفه العديد من صناع السينما والدراما في مصر، فالمؤلف والسيناريست مهنة قائمة بحد ذاتها لها ملكاتها وموهبة لابد من صقلها، وليست مشاهد متراصة لمدة معينة من الوقت. 

يبدو أن هناك 10 دقائق كانت تنقص شريط الفيلم وأرادوا زيادتها، ففي مشاهد نهاية الفيلم نكتشف أن زوجة البطل قد دبرت ليحيى «بطل العمل» مكيدة واقترحت عليها أن تكمل في مرضها لان يحيى قلبه أخضر!!!! لكنه لا زال يحتاج إلى التدريب. 

أراد إبراهيم عيسى مع محمد العدل مخرج الفيلم أن يصنعوا حالة تنويرية بين الفانتازيا والصوفية، فخرج مولودهما عبثيا تماما، وفي أحيان كثيرة ساذج جدا مثل مشهد الكنيسة. «لن احكي تفاصيل من الفيلم كي لا احرق احداثه لمن يريدون مشاهدته مستقبلا».


روح يسرا


أدت يسرا شخصية روح وهي من بداية الفيلم لن تعرف إن كانت بشرا أم واحدة من أصحاب الخطوة، فهي تعمل في المستشفى بكامل مكياجها وتسريحة شعر أنيقة جدا، ثم تجدها بالخمار في حارة شعبية، كل الجمل الحوارية على لسانها تبدو للوهلة الأولى عميقة جدا تصلح للكتابة في منشور على فيسبوك، لكن ما أن تفكر فيها قليلا حتى يدهشك فرط السذاجة فيها وفي رد فعل أسر ياسين عليها في المشهد. 

من البداية يبدو بيومي فؤاد في الدورين كواحد من شخصيات طاهر أبوفاشا في ألف ليلة وليلة، فصراع العقل والقلب مباشر اكثر من اللازم، تماما مثل مشهد صفع هالة فاخر لآسر ياسين في السيدة نفيسة بلا مبرر وأيضا رد فعل آسر او يحيى نفسه أبله جدا، فأي إنسان في العالم تصفعه سيدة لا يعرفها ألن يقف دقيقة ليسألها لماذا؟، أم انه سيأخذ الأمور بروح رياضية؟. وأي زائر لمقام السيدة نفيسة سيعرف طبعا أن هناك فاصلا بين الرجال والنساء سواء في الجامع أو المقام، لكننا رأينا الرجال مع السيدات في مشهد عجيب. 

وبالطبع في النهاية فإن فيلم يحمل أفكار مهترئة وسيناريو ضعيف، فطبيعي أن يأتي الإخراج بلا أي إضافة أيضا لماذا؟ لأنهم قوم لا يعرفون عن أي شيء يتحدثون، كلام يبدو كبيرا وعميقا لكنه أجوف تماما، محاضرة مملة تستخدم فيها بمهارة الكاتب والصحفي المبارزة بالكلمات. 

أخيراً، سرقة الفكرة من فيلم إسرائيلي هو أمر مشين لكنه ليس نهاية الكون لكن صناعته بشكل سيء مع دعاية سخية هذا عيب على كل من اشترك فيه، وأمر يجب للوقوف عنده كثيرا. فالدخول إلى حرم الحسين والإمام الشافعي والسيدة نفيسة يحتاج إلى تدبر ونظرة أعمق لتعرف كيف تخرج منها بصورة ورسالة قوية للمشاهد.
 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة