محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

بيروت.. المأساة والرسالة!!

محمد بركات

السبت، 08 أغسطس 2020 - 07:17 م

المأساة الحقيقية فيما جرى ويجرى على ارض لبنان الشقيق الآن، ليست مقصورة فقط على الحجم الهائل من الدمار والخراب، الذى نجم عن الانفجار البشع الذى اطاح بقلب ووسط بيروت، فى لحظة اطاحته ودماره بالميناء البحرى ،...، ولكن المأساة تمتد بالتأكيد فى تأثيرها وتداعياتها الى ما هو اكثر من ذلك وأبعد.
ظاهر الأمر وباطنه يشير الى ان ماجرى من دمار وخراب، رغم بشاعته وشدة عنفه وأتساع مساحته وامتداد تأثيره، لم يكن مقصودا لذاته فقط، بل المقصود هو ان يؤدى الى رفع راية التحذير وعصا التهديد، لما يمكن ان يصيب لبنان، بأهله وناسه وبنيته الأساسية واسلوب ونمط حياته ،..، إذا ماجد جديد أو طرأ طارئ يدفعهم للقيام بما يهدد بتغيير الأوضاع السائدة حاليا، فى ظل السيطرة المطلقة للقوى السياسية المتمثلة فى زعماء الطوائف التى تحكم وتتحكم فى لبنان.
هذه هى الرسالة فيما جرى وما كان فى بيروت يوم الثلاثاء الماضى، وتلك هى المأساة الحقيقية فيما كان، رغم الصدمة ورغم هول الدمار ورغم حجم الذهول وعدم التصديق، الذى أصاب الكل داخل وخارج لبنان، سواء فى العالم العربى أو على امتداد العالم اجمع.
ولمن لا يدركون ان هذه هى الرسالة وتلك هى المأساة، عليهم أن يعودوا بالذاكرة قليلا الى الوراء، ومراجعة المطالب والشعارات التى رفعها المتظاهرون اللبنانيون، أواخر العام الماضى ومع بدايات العام الحالى،...، والتى كانت تطالب بالتغيير الشامل لكل النخبة من القوى المسيطرة وتقول «كلن يعنى كلن».
وعلينا فى ذات الوقت أن نضع فى اعتبارنا عدة عناصر تتفاعل معا على الساحة اللبنانية، أولها حجم هائل من الضيق الشعبى نتيجة الأزمة الاقتصادية الخانقة، وانتشار الفساد، وسيطرة المعيار الطائفى على جميع سبل الحياة ووسائل العيش،...، وأخيرا وليس آخرا الاعلان عن الحكم  فى قضية اغتيال الرئيس الحريرى الذى كان مقررا ان يصدر بعد ثلاثة أيام فقط من الموعد الذى جرى فيه الانفجار المدمر، والذى تأجل لعدة أيام فقط لاغير نتيجة الانفجار،..، واحسب أن هناك من يخشى ما يتضمنه هذا الحكم!!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة