د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا


بسم الله

تعلموا من الأطفال

محمد حسن البنا

الأحد، 09 أغسطس 2020 - 09:06 م

 

كنت أقف بمكتب «فورى» لشحن عداد الكهرباء الخاص بشقتى. كان أمامى طفل فى حدود التسع سنوات ، وضع على ترابيزة المحل «بنك» مبالغ مالية معدنية وورقية من مختلف الفئات الجنيه والخمسة جنيهات والعشرة والعشرين والخمسين والمائة. فضولى دفعنى لأن أقول له هذه كل ما فى حصالتك. ابتسم فى وجهى ومضى يعدها مع صاحب المحل ، وكانت 350 جنيها. هذا الطفل المصرى تبرع بما يملك لصالح عمل خيرى من تلقاء نفسه. فقد تربى فى بيته ومدرسته على أنه لا يعيش فى الدنيا وحده هناك من يملك وهناك من يحتاج. وكل صاحب فضل يجود على من لا فضل عنده. هكذا المصرى الأصيل.
تذكرت هذه الحكاية وأنا أتابع قصة الطفلة الجميلة هند النجار التى تبرعت أيضا بما تملكه ، وكانت « 100 جنيه « من مصروفها من أجل مساعدة ضحايا التفجيرات التى شهدتها العاصمة اللبنانية «بيروت» وراح ضحيتها المئات من الشهداء. وأصيب بسببه مايقرب من 6 آلاف شخص. من قال لهند هذا ، من عرفها أن هناك بلدا شقيقة تحتاج مساعدة. من قال أنه من واجبها أن تتبرع بمصروفها لمساعدة الشعب اللبنانى الشقيق. هذه هى أخلاق مصر والمصريين. هذه هى قيم وأعراف وأخلاق مصر والمصريين. كلنا تربينا على تقديم العون والمساعدة للأشقاء العرب فى كل مكان. وهو ما دفع الرئيس عبد الفتاح السيسى لتخصيص جسر مساعدات مصرية للبنان، تتولاه وتشرف عليه القوات المسلحة.
هند والطفل الجميل الذى للأسف لا أعرف اسمه نموذج للخير فى مجتمعنا ، وشقيقة هند شيماء النجار التى كتبت عبر صفحتها الشخصية على «فيسبوك»، تقول :»كنت بجمع من البيت تبرعات لبيروت، فهند أختى (9 سنين) قالتلى هدفعلك 5 ج، وبعدين بالمحايلة وصلناهم لـ20 وبعدين النهاردة عشان عارفة إنى هروح بكرة ادفعهم فى فورى وأنا رايحة الامتحان، لقيتها داخلة على وأنا بذاكر وبتمدلى 100 جنية وبتقولى بأسف كان نفسى أشترى حاجات ، بس الناس والأطفال اللى فى بيروت أهم».
دعاء : اللهم جابر الخواطر اجبر خاطرنا يارب

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة