كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

«الناس تعمل إيه» ؟

كرم جبر

الأحد، 13 سبتمبر 2020 - 07:17 م

● ماذا يفعل أب يريد تزويج أولاده والقرى تضيق بمن فيها ؟
- الحل هو أن ينتزع الأرض التى يزرعها ويبنى بيتاً لكل واحد على القراريط التى يمتلكها.
وهكذا ظلت الأراضى الزراعية تنسحب أمام البناء العشوائي، حتى أصبحت القرى المصرية التى كانت موطناً للخير بيوتاً وعششاً، بدون شوارع أو مرافق أو خدمات.
وصلنا لهذا الحال المذرى بسبب النفاق السياسى والتراخى والتكاسل والكوسة والمحسوبية، و«انت مش عارف أنا مين»، والبيه مسنود و«اللى له ظهر» ومعلش، وغيرها من مفردات الفوضى والتسيب.
مواسم الانتخابات هى الوقت الذهبى لتقنين العشوائيات، وأثمرت ضغوط النواب والمرشحين عن إنتاج سياسة «ولا يهمك»، وبالفعل لم يعد القانون يخيف الأقوياء ولا الضعفاء.
● كان ضرورياً أن نسأل رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى خلال لقاء بنها أمس الأول: طيب الناس فى القرى تعمل إيه حتى تجد سكناً؟
وكانت الإجابة: الدولة وسعت حيز كوردون المبانى فى القرى بمساحة 160 ألف فدان، وحسب المعايير والمواصفات فهى كافية لاستيعاب أكثر من 24 مليون مواطن حتى عام 2030 وربما 30 مليوناً.. ولكن الذى حدث أن الناس تركوا هذه الأراضى المخصصة للبناء، وخرجوا إلى الأراضى الزراعية البعيدة، فتناثرت البيوت بشكل عشوائى.
كل مواطن يريد أن يبنى فى أرضه ولا يكلف نفسه بالشراء فى الأراضى المخصصة للبناء، وأسفر الوضع عن منظومة شديدة التعقيد، فعندما يُبنى بيت وسط الأراضى الزراعية، تنمو حوله عدة بيوت، وهذه تجمعات صغيرة متباعدة.
إيصال الكهرباء والمياه والصرف للمناطق العشوائية ضرب من الصعوبات، مع مد شبكات طولها كيلو مترات بتكلفة كبيرة جداً، وتمر الشبكات فى أراض زراعية يتم نزعها أو تبويرها.. وهكذا تتسع الدوائر السرطانية.
> وأصبحت ثقافة.
البناء العشوائى والتعديات وعدم احترام القانون، ثم: عفا الله عما سلف بالضغوط والانتخابات.
والمعادلة الصعبة: من حق المواطنين أن تصل إليهم المياه والكهرباء والصرف الصحي، وإذا كانت المناطق مخططة فلا مشكلة، أما إذا كانت عشوائية فالمشاكل تتعقد وتصبح أكثر صعوبة.
نبنى مدناً جديدة ونشق طرقاً وكبارى ومرافق، وفى نفس الوقت نهدم مدناً وقرى قديمة، وندمر الثروة الزراعية، ثم نذهب إلى الصحراء لاستصلاح أراض تبلغ تكلفة الفدان 200 ألف جنيه، ولا يصل إلى الإنتاج إلا بعد سنوات طويلة، وتتفاعل منظومة الخراب.
> وكان لابد من وقفة.
ليس لتعذيب الناس أو جباية الأموال، ولكن لاستعادة مصر التى كادت أن تضيع، ليس بالإخوان فقط، ولكن بالتعديات على الأراضى الزراعية.
الحكومة كما قال رئيس الوزراء تدرس حلولاً وتقدم بدائل فى المدن والقرى الجديدة، وتدرس السماح بالبناء متعدد الطوابق فى الريف، وبإيجاد ظهير للقرى بعيداً عن الأراضى الزراعية.
المهم أن يدرك الناس أنها بلدهم وأن الحفاظ عليها أغلى شىء فى الوجود.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة