جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

الشباب.. و«كورونا» والالتزام المطلوب

جلال عارف

الإثنين، 14 سبتمبر 2020 - 07:44 م

 

ما كان محل شك فى بداية انتشار فيروس «كورونا» لم يعد كذلك. كبار السن لم يعودوا وحدهم الهدف لهجمات الفيروس اللعين. أجمل الشباب لم يعد بعيداً عن الانضمام للملايين من ضحايا «كورونا» والتحذيرات التى أطلقها العلماء بهذا الشأن أثبتت صحتها.
ربما الرعاية التى أصبحت توجه لكبار السن والحذر من جانبهم واتباعهم للتعليمات قد ضاعفت فرصهم فى النجاة. بينما ـ على العكس ـ قد يكون شىء من الاستهتار لدى الشباب مع التصور السابق بأن شبابهم يجعلهم أكثر أماناً فى مواجهة الفيروس قد ساعد على أن يصبحوا الهدف الأسهل لهجمات «كورونا» وربما يكون الأسوأ هو أن قدرة الشباب على التحمل تجعلهم ـ فى حالات كثيرة ـ لا يبدأون العلاج إلا فى مراحل متأخرة وبعد تدهور الموقف.
لا ينبغى أن نتراخى مطلقا فى المواجهة وفى التحذير من النتائج السيئة لعدم اتباع إجراءات الوقاية، خاصة من جانب الشباب الذى يشعر بالملل من فترات الإغلاق الجزئى التى عاشها، والذى يريد الانطلاق ويتناسى أو يهمل إجراءات الوقاية. لابد من تحكيم العقل وادراك مخاطر إهمال الوقاية فى ظروف نستعيد فيها أكبر قدر من الحياة الطبيعية، وتعود فيها الدراسة فى الجامعات والمدارس، وتفتح فيها أبواب الأندية والمطاعم وفق إجراءات يفترض من الجميع الالتزام بها بصراحة.
قد تكون الأوضاع لدينا أفضل بكثير مما تشهده معظم دول العالم. لكن، علينا أن ننتبه مما جرى حولنا. بالأمس كان العالم يسجل أكبر رقم من الإصابات اليومية بفيروس كورونا منذ بداية الأزمة (٣٠٧٫٩ ألف إصابة خلال ٢٤ ساعة). وكانت هيئة الصحة العالمية تقول إن الشهرين المقبلين «أكتوبر ونوفمبر» سيكونان الأقسى فى أوروبا التى تتحسب مع غيرها من دول العالم لمواجهة الموجة الثانية التى بدأت بالفعل فى بعض دولها.
على شبابنا مسئولية الحفاظ على نفسه وحماية الأسرة والقريبين. للأسف الالتزام بإجراءات الوقاية قل كثيراً ولابد أن يعود. طبيعى أن القيود صعبة على شباب من طبيعته الانطلاق، لكن للضرورة أحكام، وبعض التحمل سوف يوفر أكبر قدر من الحماية لنا وللأهل والمحيطين بنا، ويجنب الجميع معاناة المرض أو آلام فقد الأحباب. حفظ الله الجميع من كل شر.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة