محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


حروف ثائرة

محمد البهنساوي يكتب: الدولة القوية

محمد البهنساوي

الإثنين، 14 سبتمبر 2020 - 07:50 م

هى الدولة كانت فين وكل ده بيتبنى وهتفضل غايبة كدة كتير؟..

 

إيه كل القبح ده؟ لو كملنا كده هيتبقى أراضى زراعية؟ ويا ترى هيجى يوم على الدولة وتقدر تمنع الكلام ده؟.


هذه الأسئلة وغيرها الكثير تدور فى أذهان المصريين وهم يقطعون طريق العاصمة الدائرى والطرق الكبرى بالمحافظات.. أو يعبرون أطراف المدن وبين القرى.. أو يتسللون من دهاليز وحارات الأحياء الشعبية وأزقة القرى والنجوع.. نردد تلك الأسئلة بغصة وضيق راصدين هذا الزحف الجامح منذ عقود للبناء المخالف مشوها لوحات الجمال المعمارى الذى كان يميز مصر طوال تاريخها.. ويهدد أقواتنا وغذاءنا ويصعب حياتنا وسط يأس من أن تقترب الدولة من هذا الملف.


ولأن الدولة المصرية الآن لا تتوانى عن فتح الملفات الشائكة.. ولا تتردد فى كسر تابوهات فساد جامدة.. جاء الدور على ملف مخالفات البناء لتضعه على طاولتها سواء ما يشوه منه وجه الحضر.. أو السرطان الملتهم لرقعتنا الزراعية المحدودة أصلا بالريف.. وأعتقد الكثيرون منذ بدء إعداد قانون التصالح أنه «للشو» ولن ينفذ.. فهو ملف معقد المضمون ومتشعب التفاصيل وتهرب منه كل رؤساء الحكومة بل والجمهورية العقود الماضية لحساسيته وحتى لا تثير غضب المخالفين .


اليوم لن أعدد أوجه الاستفادة لجميع الأطراف من التصالح.. ولا آلية تنفيذه.. لكن أتوقف عند حال الدولة المصرية الآن والذى أكده هذا الملف بكل تفاصيله.. دولة قوية هادئة واثقة من نفسها ومن دعم شعبها لها.. وأسباب تلك الثقة تحتاج وحدها عدة مقالات.. ونرصد بقدر ما تسمح تلك المساحة ملاحظات مهمة وإيجابية ترسخ أقدام الدولة القوية الواعية لما تفعله حاملة مشرط جراح مدركة ألمه الوقتى وصولا للشفاء التام بنهايته.


أولا: الدولة جادة فى فتح كل دمامل الفساد التى توغلت لعقود بجسد مصرنا الحبيبة وأنهكته وهناك خطة مجزأة للتنفيذ لن يغيب عنها أى ملف.


ثانيا: ولأن الدولة واثقة من نفسها لا يوقفها عواء المتربصين وتحريضهم.. فقد تعرضت الدولة لحملة شرسة من تربص وتحريض وتزييف للحقائق حول ما تقوم به وكان من الممكن أن تؤجل هذا الملف حتى تهدأ تلك الحملة.. لكنها واجهت هذا التزييف بقوة وثقة وأصرت أن تدهسه وهى تسير مسرعة فى تنفيذ خطتها.


ثالثا: ثبت بما يدحض أى شك أن الدولة رغم قوتها لكنها ليست متغطرسة على شعبها فها هى تشرح وتعرض أسباب تحركها وأهدافها بتأن ليفهم الجميع أنها تعمل لصالحهم.. فقد تصدى الرئيس بنفسه للشرح غير مرة ثم مؤتمرات وحوارات الحكومة آخرها لقاء رئيس الوزراء وعدد من الوزراء بالإعلاميين ورؤساء التحرير فى بنها.. ويملك رئيس الوزراء أسلوبا منطقى الحجة قوى البرهان يؤدى حتما للإقناع.


رابعا: مصر الآن تتطور بفكر وليست دولة جباية تتخذ قرارها ويمكن تعديله لصالح محدودى الدخل.. فكان من الممكن أن تحصل الدولة على المليارات لو سمحت باستمرار المخالفات بمقابل لكنها أغلقت هذا الباب بلا عودة.. وعندما شعرت بأحوال البعض رغم مخالفتهم أصدر الرئيس على الفور توجيهاته بتخفيض الرسوم.. قرار أضاع المليارات على الدولة لكنه أعاد لحضنها المواطن.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة