جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

هل تنجو تركيا.. من الأوهام العثمانلية؟

جلال عارف

السبت، 17 أكتوبر 2020 - 06:23 م

 

منذ أن سيطرت فكرة التوسع ومد النفوذ واستعادة الدولة العثمانلية البائدة على فكرة إردوغان وهو يقود تركيا من أزمة لأخري، وينقلها من مشروع دولة حديثة كما أسس لها أتاتورك قبل نحو قرن، إلى مشروع دولة فاشلة تسير فى كل يوم خطوة نحو الافلاس الاقتصادى والسياسى بينما إردوغان يمضى فى مغامراته ويسير على نفس النهج الذى قاد تركيا إلى أزمتها التى تتفاقم يوما بعد يوم.
فى كل يوم يحول إردوغان بلاده الى طرف فى صراع جديد. يربط مصيره بمصير «الاخوان» مع التمويل القطرى. ويحول تركيا من مشروع لنموذج لدولة تسعى  للحداثة وتلتحق بالعصر إلى جزء أساسى فى مشروع نشر الدمار والفوضى على الأرض العربية، حيث يصبح الراعى الرسمى لعصابات الإرهاب التى تدعى الاسلام وتهدم الدولة كما فعلت فى العراق وسوريا وليبيا واليمن، وكما حاولت فى باقى الدول العربية قبل ان تتلقى  الضربة القاصمة من مصر فى ٣٠ يونيو.
ورغم كل الخيبات يمضى «إرودغان» فى نفس الطريق لتجد تركيا نفسها غارقة فى كل صراعات المنطقة، بل ويمتد هوس التوسع الى خارج المنطقة. وكلما انعكس ذلك فى أزمة تركيا الداخلية كان الحل الفاشل هو الهروب للخارج والغرق فى صراع جديد، يعرف إردوغان جيداً كيف يدخله لكنه لا يدرى كيف يخرج منه!!
فى يوم واحد.. كانت المعارضة تصرخ من أن تركيا لن تستطيع الصمود مع الآثار الوبيلة لسياسة إردوغان التى أضاعت الاقتصاد وحولت تركيا الى دولة بلا أصدقاء (!!) وفى نفس الوقت كانت المواجهات تنفجر منذرة بالمزيد.. أوروبا تواصل إنذاراتها بالعقوبات على خلفية الاستفزاز التركى لليونان وقبرص وإثارة المشاكل شرق البحر المتوسط.. والولايات المتحدة تصعد موقفها من «إردوغان» على خلفية صفقة الصواريخ الروسية وتتخلى عن موقفها السابق الذى منح إردوغان مساحة للتحرك فى قضايا عديدة منها ليبيا. فى نفس الوقت كانت روسيا تعلن على لسان وزير خارجيتها أن تركيا شريك وليس حليفاً والأصح أنه الشريك المخالف أو المؤقت الذى يحاول أن يقول لأمريكا إن لديه ما يقدمها لها بالتواجد فى الصراع الملتهب بين أذربيجان وأرمينيا ثم بمحاولة الدخول على الخط مع أوكرانيا فى خلافها مع الروس.
فى الخلفية من هذا كله حديث لم ينقطع من سنوات عن استعادة المجد الغابر والاستيلاء على ما يمكن من ثروات المنطقة. فى الحقيقة ليس هناك إلا الصراع مع العالم والتحالف مع الشيطان الإخوانى القطري، ومعاناة الشعب التركى الصديق الذى ينتظر نهاية هذا الكابوس!!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة