كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

فن الغيبوبة !

كرم جبر

السبت، 17 أكتوبر 2020 - 06:53 م

 

الأديان لإسعاد البشر، وتفجر فيهم طاقات الحياة والمحبة والسلام، ويدخل المجتمع دائرة غيبوبة الوعي، إذا طفا على سطحه من يوظفون الأديان فى الشر وكم عانينا من هذا الأمر.
الذى يقنع شاباً بأن حزام الديناميت فى الدنيا، هو إكليل زهور فى الآخرة، ويوظف فقر وهموم الغلابة ثروات تملأ كرشه، ويركب أفخر السيارات.. هو نفسه من يرسل أولاده للتعليم فى أوروبا وأمريكا، ويبعث أولاد الفقراء إلى جهنم، ابنه يتزوج أوروبية وأمريكية ويحصل على الجنسية، وأولاد الغلابة إلى سوء المصير.
غيبوبة الوعى ليست فقط فى شياطين تعبث بالأديان.
«وَعَي» يعنى «انتبه»، والغيبوبة تحكم على المجتمع بعدم سلامة الإدراك، واليقظة تتطلب نقل الواقع بالحقائق، وعدم تركها رهينة للزيف والخداع.
صناع الوعى: أولهم الإعلام، شرط أن يمتلك هو نفسه أسلحة الوعي، وأن يطرق أبواب الواقع ولا يجرى خلف ذيول الغيبوبة، ولا يسهم فى تضليل الأفكار.
قالوا: الإعلام مثل النار، إما أن يشع الدفء أو يشعل الحرائق.
صناع الغيبوبة أساتذة فى الكذب، وتنجح بضاعتهم إذا صدقهم بعض الناس.
علمياً: الوعى هو علاج الغيبوبة، لحماية عقول الناس من هيمنة الإنسان على الإنسان، وإحياء «العقل»، وهو الميزة الكبرى التى يميزه بها الله عن سائر الكائنات الحية الأخرى.
لماذا لم تذهب عيونهم إلى المساكن الأنيقة التى كانت خرابات، تعشش فيها الثعابين بجوار الإنسان، وأن الدولة التى تبنى المساجد لإعلاء صوت الأذان، هى نفسها التى تتخلص نهائياً من العشوائيات، لتعيد الإنسانية إلى الإنسان؟
>>>
الثروة ليست أرصدة البنوك ولا السيارات ولا الفيلات، وإنما المبادئ والمثل والقيم، التى تغرسها فى نفوس أولادك، فتحقق لهم السعادة والطمأنينة وراحة البال.
المحروم من الغنى يتصور أن سعادته فى امتلاك الأموال، ولا يعرف أن ثمنها قد يكون حرماناً من أشياء لا تعوضها الأموال، وأيهما أفضل ثرى لا يستطيع أن يبلع الطعام، أم فقير يهضم الزلط؟
الثراء الحقيقى هو الأخلاق وليس الفلوس، والكلمة الطيبة أكثر مفعولاً من التعالى والتكبر، والتعقل وليس التهور، وإذا أكلت «لقمة» اهضمها قبل أن تبتلع غيرها.
تحكى لنا الحواديت عن أسر كان لديها مال قارون، تركته لولد فاسد، فضيعه فى الملذات والمنكرات، وعن أسر فقيرة أورثت أولادها الأخلاق، فأصبحوا رجالاً صالحين يفخر بهم المجتمع.
>>>
> إلى محافظ البنك المركزى
رسالة من موظف على المعاش: تحسن الوضع الاقتصادى فى مصر، أصاب فئة كبيرة بأضرار شديدة، بسبب الخفض المستمر لأسعار الفائدة، وبالتالى انخفض دخلنا الأساسى، مع ارتفاع الأسعار أصبحنا نعيش ظروفاً صعبة.
رحمة بنا، رجاء تبنى هذه القضية، ولتصدر البنوك شهادات لمن هم فوق الستين، يكون عائدها ثابتاً، تخفيفاً للمعاناة الشديدة والظروف المعيشية الصعبة.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة