جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

«غباء» العلم.. أم أخطاء السياسة؟

جلال عارف

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2020 - 05:33 م

الخلافات بين الرئيس الأمريكى  «ترامب» وبين العضو الأهم فى  خلية إدارة الأزمة  التى  شكلها البيت الابيض لمواجهة فيروس كورونا «الدكتور فاوتشى  » ليست جديدة، لكنها وصلت فيما يبدو إلى  مرحلة من الصدام الذى  أصبح فيه الحديث علنيا عن انتهاء التعاون بين الرجلين وعن تداعيات ذلك على  المعركة الانتخابية.
ربما لو كانت «كورونا» قد داهمت الولايات المتحدة والعالم بعيدا عن موسم الانتخابات لكان الموقف مختلفا. ما حدث ـ منذ اللحظة الأولى ـ أن «ترامب» أدار المعركة ضد كورونا وعينه على  صندوق الانتخابات، بينما كان العلماء «وفى  مقدمتهم فاوتشى  » يضعون العلم مقياسا أساسيا ويرفض معظمهم الانصياع للاعتبارات السياسية.
شخصية ترامب أضفت المزيد من التوتر على  العلاقة بين العلم والسياسة فى  مواجهة «كورونا». لم يكن ممكنا أن «يبصم» فاوتشى  على  تقديرات خاطئة من ترامب. ولا أن يقبل «فتاوى» طبية وصلت لحد حديث ترامب عن شرب الكلور والمنظفات لتطهير الجسم من الڤيروسات ومنها ڤيروس «كورونا»!!
لم تكن العلاقة بين الرجلين طيبة، ولكن التعاون استمر. كان «فاوتشى» يقوم بدوره بمهنية عالية اكتسبت احترام وثقة المواطنين.. وكان «ترامب» يراه ديموقراطيا لكنه طيب!!
مع احتدام المنافسة الانتخابية حاول فريق «ترامب» استخراج تصريحات سابقة لفاوتشى  فى  ڤيديو دعائى للرئيس، وأعلن فاوتشى  غضبه. ثم رد بتصريحات انتقد فيها عدم مراعاة أساليب الوقاية داخل البيت الابيض مما أدى  إلى  إصابة ترامب وزوجته وابنه وعدد من العاملين والمقربين بڤيروس كورونا.
فى  آخر حلقات المواجهة قال ترامب إن الناس سئموا من الإصغاء لفاوتشى وكل الأغبياء «!!» مضيفا أنه لو استمع لنصائحهم لكان عدد ضحايا كوڤيد قد ارتفع ٧٠٠ أو ٨٠٠ ألف أمريكى  آخر!! ومع ذلك يعترف ترامب بأن إقالة فاوتشى الآن ستكون لها نتائج عكسية على  الانتخابات بالنسبة له!!
التقديرات أن هجوم ترامب على  فاوتشى  لن يفيد الرئيس الأمريكى  .. العلم إلى  جانب «فاوتشى»، لكن ضغوط السياسة تأخذ ترامب إلى  أى  طريق يمكن أن يخفف من مسئوليته عن سوء إدارة أزمة كورونا، حتى  ولو كان هذا يعنى  اتهام أعظم علماء أمريكا بأنهم أغبياء «!!» لأنهم يصرون على  الالتزام بإجراءات الوقاية، ويرفضون الموافقة على  علاج ليس آمنا أو فعالا، ولا يأخذون بأى  قدر من الجدية «افتكاسات» مثل مقاومة الڤيروس بشرب الكلور!!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة